هكذا يُروى بفتحِ الشين وقال أبو يوسف : أنشدَني ابنُ مَعْنٍ عن الأَصْمَعِيّ : لولا الشُّعاع بضمِّ الشين وقال : هو ضَوْءُ الدم وحُمرَتُه وتفَرُّقُه قال ابنُ سِيدَه : فلا أدري أقالَه وَضْعَاً أم على التشبيه ؟ وفسَّرَ الأَزْهَرِيّ هذا البيتَ فقال : لولا انتِشارُ سُنَنِ الدمِ لأضاءَها النَّفَذُ حتى تَسْتَبين وقال أيضاً : شُعاعُ الدم : ما انتشرَ إذا اسْتنَّ من خَرْقِ الطَّعنةِ وقال غيرُه : ذَهَبَ دمُه شَعاعاً أي مُتفرِّقاً . وقال أبو زَيْدٍ : شاعَ الشيءُ يَشيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعَّاً وشَعاعاً كلاهما إذا تفرَّق . الشَّعاع : الرأيُ المُتفرِّق نقله الجَوْهَرِيّ . الشَّعاع من السُّنْبل : سَفاهُ إذا يَبِسَ ما دامَ على السُّنبُل ويُثَلَّث كما في اللِّسان واقتصرَ الجَوْهَرِيّ على الفتح . الشَّعَاع من اللبَن : الضَّياح يقال : سَقَيْتُه لَبَنَاً شَعاعً كأنّه أُخِذَ من التفرُّق إذا أُكثِرَ ماؤُه عن ابنِ شُمَيْل . الشَّعَاع من النفوس : التي تفرَّقَتْ همومُها هكذا في النسخ وصوابُه هِمَمُها كما هو نصُّ الجَوْهَرِيّ وزادَ الزَّمَخْشَرِيّ : وآراؤُها فلا تتَّجِهُ لأمرٍ جَزْمٍ وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للشاعرِ - وهو قَيْسُ بنُ ذَريحٍ - : .
فَقَدْتُكِ من نفسٍ شَعَاعٍ أَلَمْ أكُنْ ... نَهَيْتُكِ عن هذا وأنتِ جَميعُ وأنشدَ غيرُه له : .
فَلَمْ أَلْفِظْكِ من شِبَعٍ ولكنْ ... أُقَضِّي حاجَةَ النَّفسِ الشَّعَاعِ قال ابنُ بَرّيّ : ومِثلُ هذا لقَيسِ بنِ مُعاذِ مَجْنُونِ بَني عامر : .
فلا تَتْرُكي نَفْسِي شَعاعاً فإنّها ... من الوَجدِ قد كادَتْ عَلَيْكِ تَذوبُ وذَهبوا شَعاعاً أي مُتفَرِّقين وكذا تَطايروا وفي حديثِ أبي بكرٍ رَضِيَ الله تعالى عنه : سَتَرَوْنَ بَعْدِي مُلْكاً عَضوضاً وأمَّةً شَعاعاً . أي مُتفَرِّقين . وطارَ فُؤادُه شعاعاً أي تفرّقتْ هُمومُه ويقال : ذَهَبَتْ نَفْسِي شَعاعاً إذا انتشرَ رَأْيُها فلم يتَّجِه لأمرٍ جَزمٍ . وشُعاعُ الشمسِ وشُعُّها بضمِّهما الأخيرةُ عن أبي عمرو : الذي تراه عند ذُرورِها كأنّه الحِبالُ أو القُضبانُ مُقبِلَةً عليك إذا نظرتَ إليها أو الذي يَنْتَشِرُ من ضَوْئِها وبه فُسِّرَ قولُ قيسِ بنِ الخَطيمِ على روايةِ من روى : الشُّعاع بالضَّمّ كما تقدّم أو الذي تراه مُمتَدّاً كالرِّماحِ بُعَيْدَ الطُّلوعِ وما أَشْبَهه وقد جَمَعَ الجَوْهَرِيّ بين القولَيْن الأوّلَيْنِ فقال : شُعاعُ الشمس : ما يُرى من ضَوْئِها عند ذُرورِها كالقُضبان . الواحدةُ شُعاعَة بهاءٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ قال : ومنه حديثُ ليلةِ القَدْرِ : " إنَّ الشمسَ تَطْلُعُ من غَدِ يَوْمِها لا شُعاعَ لها " . ج : أَشِعَّةٌ وشُعُعٌ بضمَّتَيْن وشِعاعٌ بالكَسْر الأخيرُ نادر . وشَعَّ البعيرُ بَوْلَه يَشُعُّه : فرَّقَه وقطَّعَه كأَشَعَّه نقلهما الجَوْهَرِيّ . شَعَّ البَولُ يَشِعُّ بالكَسْر أو شَعَّ القومُ يَشِعُّ بالكَسْر أيضاً الأخيرُ عن ابْن الأَعْرابِيّ : تفَرَّقَ وانتشرَ فيه لَفٌّ ونَشَرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ فالانتِشارُ للبَولِ وأَوْزَغَ به مثلُه وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ للأخطَل : .
فطارَتْ شِلالاً وابْذَعَرَّتْ كأنَّها ... عِصابَةُ سَبْيٍ شَعَّ أن يَتَقَسَّما أي : تفَرَّقوا حِذارَ أن يَتَقَسَّموا . شع الغارةَ عليهم شَعّاً : وشَعْشَعها : صَبَّها وكذلك شَعَّ الخَيلَ وشَعْشَعها . والشَّعُّ : المُتَفَرِّقُ من كلِّ شيءٍ كالدمِ والرأيِ والهِمَم . قال ابْن الأَعْرابِيّ : الشَّعُّ : العجَلَةُ كالشَّعيع وهو بمعنى المُتفَرِّق لا بمعنى العجَلة فلو قال : الشَّعَّ : المُتفَرِّق - كالشَّعيع - والعجلَة كان أَحْسَن . قال أبو عمروٍ : الشُّعُّ بالضَّمّ وحُقُّ الكَهْوَل : بَيْتُ العَنكبوت . والشُّعْشُع : كهُدْهُد : رجلٌ من عَبْسٍ له حديثٌ في نوادرِ أبي زيادٍ الكلابيِّ . وأَشَعَّ الزَّرْع : أَخْرَج شَعاعَه أي سَفاه نقله الجَوْهَرِيّ . أَشَعَّ السُّنبُل : اكْتنزَ حَبُّه ويَبِسَ . أَشَعَّتِ الشمسُ : نَشَرَتْ شُعاعَها أي ضَوْءَها نقله الجَوْهَرِيّ . قال : .
إذا سَفِرَتْ تَلأْلأُ وَجْنَتاها ... كإشْعاعِ الغَزالةِ في الضَّحاءِ