حَبَت : انْتَصبَتْ وناصِبَةُ الشُّجاع : عَيْنُه التي يَنْصِبُها للنَّظَرِ إذا نَظَرَ . وفي الحديث : " يجيءُ كَنْزُ أحدِهم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ " ج : شُجْعانٌ بالكَسْر والضمِّ الأوّلُ عن اللحيانيّ وقال ابْن دُرَيْدٍ : الكسرُ أَكْثَرُ . منَ المَجاز : الشُّجاع : الصَّفَرُ الذي كون في البطن وفي الصحاح : وتزْعُمُ العربُ أنّ الرجلَ إذا طالَ جوعُه تعرَّضتْ له في بَطْنِه حَيّةٌ يُسَمُّونَها الشُّجاعَ والصَّفَر قال أبو خَراشٍ الهُذَليُّ يُخاطِبُ امرأتَه : .
أَرُدُّ شُجاعَ البَطنِ لو تَعْلَمينَهُ ... وأُوثِرُ غَيْرِي من عِيالِكِ بالطُّعْمِ وقال الأَزْهَرِيّ : قال الأَصْمَعِيّ شُجاعُ البطنِ : شِدّةُ الجوع وأنشدَ بيتَ أبي خِراشٍ أيضاً . وشُجاعُ بنُ وَهْبٍ ويقال : ابنُ أبي وَهْبٍ بنِ رَبيعةَ الأسَديُّ حَليفُ بَني عبدِ شَمسٍ : صحابيٌّ رَضِيَ اللهُ عنه كُنيَتُه أبو وَهْبٍ له هِجرَتان وشَهِدَ بَدْرَاً وَبَعَثه النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم رسولاً إلى الحارثِ ابنِ أبي شَمِرٍ الغَسّانيِّ مَلِكِ البَلْقاءِ . وفاتَه : شُجاعُ بن الحارثِ السَّدوسِيُّ له شِعرٌ ذَكَرَه ابنُ فَتْحُون في الصَّحابَة . وبَنو شُجَاعةَ بالضَّمّ : بطنٌ من العرب قاله ابْن دُرَيْدٍ . قلت : وهم شُجَاعةُ بن مالكِ بن كَعْبِ بن الحارثِ بَطنٌ من الأَزْدِ . وبَنو شَجْعٍ بالفَتْح : بَطنٌ من عُذرَةَ بنِ زَيْدِ اللاّتِ ثمّ من كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ قال أبو خِراشٍ : .
غَداةَ دَعا بَني شَجْعٍ ووَلَّى ... يَؤُمُّ الخَطْمَ لا يَدْعُو مُجيبا بَنو شِجْعٍ بالكَسْر : بَطنٌ من كِنانةَ وهو شِجْعُ بنُ عامرِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناةَ بنِ كِنانةَ وهو جَدٌّ للحارثِ بنِ عَوْفِ بنِ أَسيدِ بن جابرِ بنِ عُوَيْرةَ بنِ عَبْدِ مَناةَ بنِ شِجْع أبو واقِدٍ اللَّيثيُّ الصحابيّ رَضِيَ اللهُ عنه وهو بكُنيَتِه أَشْهَرُ شَهِدَ الفَتحَ ونزلَ في الآخر بمكّة وبها تُوفِّيَ سنةَ ثمانٍ وسِتِّين . والشَّجَع مُحرّكةً في الإبل : سُرعَةُ نَقْلِ القَوائِمِ كما في الصحاح وأنشدَ لسُوَيْدِ بن أبي كاهِلٍ : .
فرَكِبْناها على مَجْهُولِها ... بصِلابِ الأرضِ فيهِنَّ شَجَعْ أي بصِلابِ القَوائمِ يقال : جَمَلٌ شَجِعُ القوائمِ ككَتِفٍ وناقةٌ شَجْعَاءُ وشَجِعَةٌ كفَرِحَةٍ قال ابنُ بَرّيّ : لم يَصِفْ سُوَيْدٌ في البيتِ إبِلاً وإنّما وَصَفَ خَيْلاً بدليلِ قَوْلِه بعدَه : .
" فَتراها عُصُماً مُنْعَلَةً فيكونُ المعنى في قولِه : بصِلابِ الأرضِ أي بخَيلٍ صِلابِ الحوافرِ وأرضُ الفرَسِ : حَوافرُها وإنّما فسَّرَ الجَوْهَرِيّ صِلابَ الأرضِ بالقوائمِ لأنّه ظنَّ أنّه يصفُ إبِلاً وقد قدّمَ أنَّ الشَّجَع : سُرعةُ نَقْلِ القوائمِ والذي ذَكَرَه الأَصْمَعِيّ في تفسيرِ الشجَعِ في هذا البيتِ أنّه المَضاءُ والجَراءَة . والأَشْجَعُ من الرِّجال كالشُّجاع : مَن فيه خِفّةٌ كالهَوَجِ لقُوَّتِه يُسَمَّى به الأسدُ كما في الصحاح وهو قولُ الليثِ وبه فسَّرَ قولَ العَجّاجِ : فَوَلَدتْ فَرّاسَ أُسْدٍ أَشْجَعا يعني : أمَّ تَميمٍ وَلَدَتْه أَسَدَاً من الأُسودِ . قال الأَزْهَرِيّ : قال الليثُ : وقد قيل : إنَّ الأَشْجَعَ من الرِّجالِ : الذي كأنّ به جُنوناً . قال : وهذا خطَأٌ ولو كان كذلك ما مَدَحَ به الشُّعَراءُ . قولُ الشاعرِ : وأَشْجَعَ أخّاذ يعني : الدَّهْر هكذا نصُّ الجَوْهَرِيّ وهو قولُ الأعشى والرِّوايةُ : .
بأَشْجَعَ أَخّاذٍ على الدَّهْرِ حُكْمَه ... فمِنْ أيِّ ما تَأْتِي الحَوادِثُ أَفْرَقُ