السَّاعة : القِيامَة كما في الصحاحِ . وهو مَجازٌ قال الله عزّ وجَلَّ : " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ " " يَسْأَلونَكَ عنِ السّاعةِ " " وَعِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ " تَشبيهاً بذلكَ لِسُرعَةِ حِسابِه . السَّاعَةُ : الوَقْتُ الذي تَقومُ فيه القِيامَةُ سُمِّيَت بذلكَ لأَنَّها تَفجأُ النّاس في ساعَةٍ فيموت الخَلْقُ كلُّهُم بصيحةٍ واحدةٍ قاله الزّجّاجُ ونقله الأَزْهَرِيُّ . وقال الرَّاغِبُ في المُفردات وتَبعَه المُصنِّفُ في البَصائر ما نَصُّه : وقِيلَ : السَّاعاتُ التي هي القيامَةُ ثلاثٌ : السّاعَةُ الكُبرى وهي بعث النّاس للمُحاسَبَةِ وهي التي أَشارَ إليها النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم بقوله : " لا تَقومُ السّاعَةُ حتّى يَظْهَرَ الفُحْشُ والتَّفَحُّشُ وحتّى يُعْبَدَ الدِّينارُ والدِّرْهَمُ " وذكَرَ أُموراً لمْ تحدُث في زَمانه ولا بعدَه . والسَّاعَةُ الوُسطى وهي مَوتُ أَهل القَرْنِ الواحِدِ وذلكَ نَحو ما رُوي أَنَّه رأَى عَبْد الله بنَ أَنيسٍ فقال : " إنْ يَطُلْ عُمْرُ هذا الغُلامِ لم يَمُتْ حتّى تقومَ السّاعَةُ " فقيل : إنَّه آخرُ مَن ماتَ من الصَّحابَة . والسّاعةُ الصُّغرى : وهي مَوتُ الإنسانِ فساعَةُ كلِّ إنسانٍ : موتُهُ وهي المُشارُ إليها بقوله عزَّ وجَلَّ : " قد خَسِرَ الّذينَ كَذَّبوا بلقاءِ اللهِ حتّى إذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً " ومَعلومٌ أَنَّ هذا الخُسْرَ يَنالُ الإنسانَ عندَ مَوتِه وعلى هذا رُوِيَ أَنَّه كانَ إذا هبَّتْ ريحٌ شَديدةٌ تَغيَّرَ لونُه صلّى الله عليه وسلَّم فقال : تَخَوَّفْتُ السّاعَةَ " وقال : " ما أَمُدُّ طَرْفي ولا أَغُضُّها إلاّ وأَظُنُّ السّاعةَ قد قامَتْ " بمعنى مَوتِه صلّى الله عليه وسلَّم . قال ابْن الأَعْرابِيِّ : السّاعةُ : الهَلْكَى كالجاعَةِ للجِياعِ والطّاعَة للمُطيعينَ . وساعَةٌ سَوعاءُ أَي شديدَةٌ كما يُقالُ : ليلَةٌ لَيلاءُ نقله الجَوْهَرِيُّ . وسُواعٌ بالضَّمِّ في قوله تعالى : " ولا تَذَرُنَّ وَدّاً ولا سُواعاً " والفتح لُغةٌ فيه وبه قرأَ الخليلُ : اسْمُ صنَمٍ كانَ لهَمْدانَ وقيل : عُبِدَ في زَمَنِ نوحٍ عليه السّلامُ فدفنَه الطّوفانُ فاستثارَه إبليسُ لأَهل الجاهليَّةِ فعُبِدَ من دون الله عزَّ وجَلَّ كذا نصّ الليث زادَ الجَوْهَرِيُّ : ثمَّ صار لِهُذَيْلٍ وكان برُهاط وحُجَّ إليه قال أَبو المُنذِر : ولم أَسمع بذكرِه في أَشعار هُذَيْلٍ . وقد قال رجُلٌ من العرب : .
تَراهُم حَوْلَ قَيلِهِم عُكوفاً ... كما عكَفَتْ هُذَيْلُ على سُواعِ .
يَظَلُّ جَنابَهُ برُهاطَ صَرْعَى ... عَتائِرُ من ذَخائرِ كُلِّ راع