قَوْمٌ إذا سَمِعوا الصَّريخَ رَأَيْتَهم ... مِن بَيْنِ مُلْجِمِ مُهرِه أو سافِعِ أرادَ : وآخِذٍ بناصِيَتِه وحكى ابْن الأَعْرابِيّ : واسْفَعْ بيَدِه أي خُذْه ويقال : سَفَعَ بناصيةِ الفرَسِ ليرْكَبَه ومنه حديثُ عبّاسٍ الجُشَمِيُّ : إذا بُعِثَ المُؤمنُ من قَبْرِه كان عندَ رَأْسِه مَلَكٌ فإذا خَرَجَ سَفَعَ بيَدِه وقال : أنا قَرينُكَ في الدنيا . أي أَخَذَ بيَدِه قال الصَّاغانِيّ : وكان عُبَيْد اللهِ بنُ الحسَنِ قاضي البَصرةِ مُولَعاً بأن يقول : اسْفَعا بيَدِه . أي خُذا بيدِه فأَقيماه . قلتُ : وهذا يدُلُّ على أنّ الصوابَ في النسخةِ أو لنُقِيمَنَّه من أقاَمه يُقيمُه . ورجُلٌ مَسْفُوعُ العَين أي : غائرُها عن ابنِ عَبّادٍ . قال : رجلٌ مَسْفُوعٌ أي مَعْيُونٌ أصابَتْه سَفْعَةٌ أي عَيْنٌ والشينُ المُعجَمةُ لغةٌ فيه عن أبي عُبَيْدٍ . ويقال : به سَفْعَةٌ من الشيطان أي مَسٌّ كأنّه أَخَذَ بناصِيَته . وفي حديثِ أمِّ سَلَمَةَ : أنّه دَخَلَ عليها وعِندَها جارِيَةٌ بها سَفْعَةٌ فقال : إنَّ بها نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لها . أي عَلامةً من الشيطان وقيل : ضَرْبَةً واحدةً منه يعني أنّ الشيطانَ أصابَها وهي المَرَّةُ من السَّفْعِ الأَخْذ . المعنى : أنّ السَّفْعَةَ أَدْرَكَتْها من قِبَلِ النَّظْرَةِ فاطْلُبوا لها الرُّقْيَةَ وقيل : السَّفْعَة : العَين والنَّظْرَة : الإصابَةُ بالعَين . والسَّوافِع : لَوافِحُ السَّمُوم نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وفي بعضِ النسخ لَوائِحُ والأُولى الصواب . والسَّفْع : الثَّوبُ أيَّ ثَوْبٍ كان وأَكْثَرُ ما يقال في الثِّيابِ المَصبوغةِ جَمْعُه سُفوع قال الطِّرْماحُ : .
كما بَلَّ مَتْنَيْ طُفْيَةٍ نَضْحُ عائِطٍ ... يُزَيِّنُها كِنٌّ لها وسُفوعُ أرادَ بالعائطِ : جارِيَةً لم تَحْمِلْ وسُفوعُها : ثِيابُها أي تَبُلُّ الخُوصَ لتَعْمَلَه . السُّفْع بالضَّمّ : حَبُّ الحَنظَلِ لسَوادِها الواحدةُ بهاءٍ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ . السُّفْع : أُثْفِيَّةٌ من حديدٍ تُوضَعُ عليها القِدرُ قال : هكذا أصلُ عرَبِيَّتِه . أو السُّفْعُ هي الأَثافيُّ واحدَتُها سَفْعَاء وإنّما سُمِّيَت لسَوادِها نَقَلَه الليثُ عن بَعْضِهم والراغبُ في المُفرَدات . قلتُ : وهو قولُ أبي لَيْلَى وهي التي أُوقِدَ بَيْنَها النارُ فسَوَّدَتْ صِفاحَها التي تَلي النارَ ثمّ شبَّهَه الشُّعَراءُ به فسَمَّوْا ثلاثةَ أَحْجَارٍ تُنصَبُ عليها القِدرُ سُفْعاً قال النابغةُ الذُّبْيانيُّ : .
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَصَّبٍ ... وسُفْعٌ على أُسٍّ ونُؤْيٌ مُعَثْلَبُ وقال زُهَيْرُ بنُ أبي سُلْمى : .
أثافيَّ سُعْفاً في مُعَرَّسٍ مِرْجَلٍ ... ونُؤْياً كجِذْمِ الحَوْضِ لم يَتَثَلَّمِ السُّفْع : السُّودُ تَضْرِبُ إلى الحُمرَة قيل لها : السُّفْعُ ؛ لأنّ النارَ سَفَعَتْها . السَّفَعُ بالتحريك : سُفْعَةُ سَوادٍ وشُحوبٍ في الخدَّيْنِ من المرأةِ الشاحِبَةِ ولو قال : في خَدَّيِ المرأةِ الشاحبةِ كان أَخْصَر وزادَ في العُباب : - بعد المرأةِ : والشاةِ - ومنه الحديثُ : " أنا وسَفْعَاءُ الخَدَّيْنِ الحانِيَةُ على ولَدِها يومَ القيامةِ كهاتَيْن . وضَمَّ إصْبَعَيْهِ " أرادَ بسَفْعاءِ الخَدَّيْن امرأةً سَوْدَاءَ عاطِفَةً على ولَدِها أرادَ أنّها بَذَلَتْ نَفْسَها وَتَرَكتْ الزِّينةَ والتَّرَفُّه حتى شَحَبَ لَوْنُها واسْوَدَّ ؛ إقامَةً على ولَدِها بعدَ وفاةِ زَوْجِها . والسُّفْعَةُ بالضَّمّ : ما في دِمنَةِ الدارِ من زِبْلٍ أو رملٍ أو رَمادٍ أو قُمامٍ مُتَلَبِّدٍ فتراهُ مُخالِفاً للونِ الأرضِ نقله الليث . وقيل : السُّفْعَةُ في آثارِ الدارِ : ما خالَفَ مِن سَوادِها سائرَ لونِ الأرضِ قال ذو الرُّمّة : .
أمْ دِمْنَةٌ نَسَفَتْ عنها الصَّبا سُفَعا ... كما يُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّيَّةِ الكُتُبُ