يقال : أساريعُ ظبيٍ كما يقال : سِيدُ رَمْلٍ وضَبُّ كُدْيَةٍ وثَوْرُ عَدَابٍ الواحدُ أُسْروعٌ ويُسْروعٌ بضمِّهما قال الجَوْهَرِيّ : والأصلُ يَسْرُوعٌ بالفَتْح لأنّه ليس في كلامِ العربِ يُفْعولٌ قال سيبويه : إنّما ضُمَّ أوّلُه إتْباعاً للراءِ أي لضَمَّتِها كما قالوا : أَسْوَدُ بنُ يُعْفُر . وأُسْروعُ الظَّبْيِ بالضَّمّ : عَصَبَةٌ تَسْتَبْطِنُ رِجلَه وَيَدَه قاله أبو عمروٍ . وأَسْرَعَ في السَّيْر كسَرُعَ قال ابْن الأَعْرابِيّ : سَرِعَ الرجلُ إذا أَسْرَعَ في كلامِه وفِعالِه وفرَّقَ سيبويه بينهما فقال : أَسْرَعَ : طَلَبَ ذلك من نَفْسِه وَتَكَلَّفَه كأنَّه أَسْرَعَ المَشْيَ أي عَجَّلَه وأمّا سَرُعَ فكأنَّها غَريزَةٌ وهو في الأصلِ مُتَعَدٍّ قاله الجَوْهَرِيّ : كأنّه ساقَ نَفْسَه بعَجَلَةٍ . أو قَوْلُك : أَسْرَع : فِعْلٌ مُجاوِزٌ يقعُ مَعْنَاه مُضمَراً على مَفْعُولٍ به ومعناه : أَسْرَعَ المَشيَ وأَسْرَعَ كذا غيرَ أنَّه لمّا كان معروفاً عندَ المُخاطَبين اسْتُغنيَ عن إظهارِه فأُضمِر قاله الليث واستعمَلَ ابنُ جِنِّي أَسْرَعَ مُتَعَدِّياً فقال - يعني العرب - : فمنهم من يَخِفُّ ويُسْرِعُ قَبُولَ ما يَسْمَعُه . فهذا إمّا أن يكون يَتَعَدَّى بحرفٍ وبغيرِ حرفٍ وإمّا أن يكونَ أرادَ إلى قَبُولِه فَحَذَفَ وأَوْصَلَ ومنه الحديثُ : " إذا مَرَّ أحَدُكم بطِرْبالٍ مائلٍ فليُسْرِعِ المَشيَ " . وأَسْرَعوا : إذا كانت دوابُّهم سِراعاً نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عن أبي زَيْدٍ كما يقال : أَخَفُّوا إذا كانت دَوابُّهم خِفافاً . والمُسارَعة : المُبادَرَةُ إلى الشيءِ كالتَّسارُع والإسْراع قال اللهُ عزَّ وجلَّ : " وسارِعوا إلى مَغْفِرَةٍ من رَبِّكُم " وقال جلَّ وعَزَّ " نُسارِعُ لهم في الخَيْرات " . وَتَسَرَّعَ إلى الشرِّ : عَجَّلَ قال العَجَّاج : .
" أَمْسَى يُباري أَوْبَ مَن تَسَرَّعا ويقال : تسَرَّعَ بالأمرِ : بادَرَ به . والسَّريعُ كأميرٍ : القضيبُ يَسْقُطُ من شجرِ البَشَامِ ج : سُرْعانٌ بالكَسْر والضمِّ وسبقَ له في أوّلِ المادةِ هذا بعَينِه واقتصرَ هناك في الجَمعِ على الكسرِ فقط وهو تَكْرَارٌ ومُخالَفةٌ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : سَرِعَ يَسْرَعُ كعَلِم : لغة في سَرُعَ . والسَّرْع بالكَسْر والفتح والسَّرَع محرّكةً والسِّراعَة : السُّرْعة . وهو سَرِعٌ ككَتِف وسُرَاعٌ بالضَّمّ وهي بهاءٍ . ورجلٌ سَرْعَان وهي سَرْعَى . وسَرَّع كَأَسْرَع قال ابنُ أَحْمَرَ : .
ألا لا أرى هذا المُسَرِّعَ سابِقاً ... ولا أَحَدَاً يَرْجُو البَقِيَّةَ باقِيا وأرادَ بالبقِيَّةِ : البَقاء . وفرَسٌ سُرَاعٌ : سَريعٌ نَقَلَه ابنُ بَرّيّ . والسُّرْعَة : الإسْراع . وَتَسَرَّعَ الأمرُ كسَرُعَ قال الراعي : .
فَلَوْ أنَّ حَقَّ اليومِ منكم إقامَةٌ ... وإن كان صَرْحٌ قد مضى فَتَسَرَّعا وجاءَ سَرْعَاً بالفَتْح : سَريعاً . وسَرُعَ ما فَعَلْتَ ذاك ككَرم وسَرْعَ بالفَتْح وسَرُعَ بالضَّمّ كلُّ ذلك بمعنى سَرْعَان قال مالكُ بنُ زغْبَةَ الباهليّ : .
أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَروقُ ... وحَبلُ الوَصْل مُنتَكِثٌ حذيقُ أراد : سَرِعٌ فخَفَّف والعربُ تُخفِّفُ الضمّةَ والكسرةَ لثِقَلِهما فتقولُ للفَخِذ : فَخْذٌ وللعَضُدِ : عَضْدٌ ولا تقولُ للحَجَر : حَجْرٌ ؛ لخِفَّةِ الفتحة كما في الصحاح . وقوله : أَنَوْراً معناه : أَنَواراً ونِفاراً يا فَرُوق وما : صِلَةٌ أرادَ سَرُعَ ذا نَوْرَاً . وعن ابْن الأَعْرابِيّ : سَرُعانَ ذا خُروجاً بضمِّ الراء . وقولُ ساعدة بنِ جُؤَيَّةَ : .
وظَلَّتْ تعَدَّى من سَريع وسُنْبُكِ ... تصَدَّى بأَجْوازِ اللُّهوبِ وتَرْكُدُ فسَّرَه ابنُ حَبيبٍ فقال : سَريعٌ وسُنْبُكٌ : ضَرْبَانِ من السَّيْر . قلتُ : وهذا البيتُ لم يَرْوِه أبو نَصْر ولا أبو سعيد ولا أبو محمد وإنّما رواه الأخفَش وقال الفَرّاءُ : يقال : اسْعَ على رِجْلِكَ السُّرْعَى . وسَرُوع كصَبُور : من قُرى الشام . وسَريعُ بنُ الحكَمِ السَّعديِّ : من بَني تَميمٍ له وِفادةٌ . وكُرَيْزُ بنَ وقّاص بن سَريع وأخوه سَهْلٌ وسَريعُ بنُ سَريع : مُحدِّثون .
سرقع