وأَمّا الجَذَعُ مِن الضَّأْنِ فإِنَّهُ يُجْزِئُ في الضَّحِيَّةِ . وقَدْ اخْتَلَفُوا في وَقْتِ إِجْذَاعِهِ : فقالَ : أَبُو زَيْدٍ في أَسْنَانِ الغَنَمِ المِعْزى خاصَّةً إِذا أَتَى عَلَيْهَا الحَوْلُ فالذَّكَرُ تَيْسٌ والأُنْثَى عَنْزٌ ثم يَكُونُ جَذَعاً في السَّنَةِ الثَّانِيَةِ والأُنْثَى جَذَعَةٌ ثم ثَنِيّاً في الثّالِثَةِ ثم رَبَاعِياً في الرّابِعَةِ ولم يَذْكُرِ الضَّأْنَ . وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : الجَذَعُ من الغَنَمِ لسَنَةٍ ومِنَ الخَيْلِ لسَنَتَيْن قالَ : والعَناقُ تُجْذِعُ لسَنَةٍ ورُبّمَا أَجْذَعَتِ العَنَاقُ قَبْلَ تَمَامِ السَّنَةِ للخِصْبِ فتَسْمَن فيُسْرِعُ إِجْذاعُهَا فهي جَذَعَةٌ لِسَنَةٍ وثَنِيَّةٌ لِتَمامِ سَنَتَيْنِ . وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ في الجّذَعِ من الضَّأْنِ : إِنْ كانَ ابْنَ شَابَّيْن أَجْذَعَ لسِتَّةِ أَشْهُرٍ إِلَى سَبْعَةِ أَشْهُرٍ وإِنْ كَانَ ابْنَ هَرِمَيْنِ أَجْذَعَ لِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ إِلَى عَشَرةِ أَشْهُرٍ . وقَدْ فَرَّقَ ابنُ الأَعْرَابِيّ بَيْنَ المَعزِ والضَّأْنِ فِي الإِجْذاعِ فجَعَلَ الضَّأْنَ أَسْرَعَ إِجْذَاعاً قال الأَزْهَرِيُّ : وهذا إِنَّمَا يَكُونُ مَعَ خِصْبِ السَّنَةِ وكَثْرَةِ اللَّبَنِ والعُشْبِ . قالَ : وإِنَّمَا يُجْزِئُ الجَذَعُ من الضَّأْنِ في الأَضَاحِي لأَنَّهُ ينْزُو فيُلْقِحُ قالَ : وهو أَوَّلُ ما يُسْتَطاعُ رُكُوبُه . وإِذا كانَ من المِعْزَى لَمْ يُلْقِح حَتَّى يُثْنِىَ . وقِيلَ : الجَذَعُ من المَعْزِ لِسَنَةٍ ومِن الضَّأْنِ لثَمانِيَةِ أَشْهُرٍ أَوْ لتِسْعَةٍ . وقِيلَ لابْنَةِ الخُسِّ : هَلْ يُلْقِحُ الجَذَعُ قالَتْ : لا ولا يَدَع . والجَذَع : الشَّابُّ الحَدَثُ . ومِنْهُ قَوْلُ وَرَقَةَ بنِ نَوْفَلٍ : .
" يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ أَيْ لَيْتَني أَكُونُ شَاباً حينَ تَظْهَر نُبوَّتُه حَتَّى أُبَالِغَ في نُصْرَته . وقَالَ دُرَيْد بنَ الصِّمَّة : .
" يَا لَيْتَني فيهَا جَذَعْ .
" أَخُبَّ فيها وأَضَعْ .
" أَقُود وَطْفاءِ الزَّمَعْ .
" كأَنَّهَا شاةٌ صَدَعْ ج : جذَاعٌ بالكَسْر وجذْعانٌ بالضَّمِّ كما في الصّحاح . وفي اللِّسَان : والجَمْعُ جُذْعٌ وجذْعانٌ الأَخير بالكَسْر وبالضَّمِّ . قُلْتُ : الضَّمِّ عَنْ يُونُسَ وفي العُبَابِ : وزاد يُونُسُ جُذَاعُ بالضَمّ وأَجْذاعٌ وجَمْعُ الجَذَعَةِ جَذَعَاتٌ . ومِن المَجَازِ : أَهْلَكَهُمُ الأَزْلَمُ الجَذَعُ أَيْ الدَّهْرُ قال لَقِيطٌ الإِيَادِيّ : .
" يا قَوْم بَيْضَتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بِهَاإِنِّي أَخافُ عَلَيْهَا الأَزْلَمَ الجَذَعَا كَذَا في الصّحاحِ . قَالَ وأَمَّا قَوْلُ الشّاعِرِ وهو الأَخْطَلُ يَمْدَحُ بِشْرَ بنَ مَرْوانَ : .
" يا بِشْرَ لَوْ لَمْ أَكُنْ مِنْكُم بمَنْزِلَةٍأَلْقَى عَلَيَّ يَدَيْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ ويُرْوَى يَدَيْه عَلَيَّ فيُقَالُ الدَّهْرُ ويُقَالُ : هو الأَسَدُ . وفي اللِّسَانِ : وهذا القَوْلُ خَطَأٌ . قال ابْنُ بَرِّيّ : قَوْلُ مَنْ قالَ : إِنَّ الأَزْلَمَ الجَذَعَ : الأَسَدُ لَيْسَ بشَيْءٍ .
ويُقَالُ : لا آتِيكَ الأَزْلَمَ الجَذَعَ أَي لا آتِيكَ أَبَداً لأَنَّ الدَّهْرَ أَبَداً جَدِيدٌ كأَنَّهُ فِتِيٌّ لَمْ يُسِنَّ