وقَالَ اللَّيْثُ : البَوْعُ والبَاعُ لُغَتَانِ ولكِنَّهُمْ يُسَمُّونَ البَوْعَ في الخِلْقَةِ فَأَمَّا بَسْطُ الباعِ في الكَرَمِ ونَحْوِه فلا يَقُولُون إِلاّ كَرِيمَ الباعِ . وأَنشد .
" لَهُ في المَجْدِ سابِقَةٌ وَبَاعُ والبَوْعُ : مَدُّ الباعِ بالشَّيْءِ . يُقَالُ : بَاعَ يَبُوعُ بَوْعاً : بَسَطَ بَاعَه . وبَاعَ الحَبْلَ يَبُوعُهُ بَوْعاً : مَدَّ يَدَيْهِ مَعَهُ حَتَّى صارَ بَاعاً . وبُعْتُه وقِيلَ : هو مَدُّكَةُ بِبَاعِكَ كما تَقُولُ : شَبَرْتُهُ من الشِّبْرِ والمَعْنَيَان مُتَقَارِبَانِ . قال ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ أَرْضاً : .
ومُسْتَامَةٍ تُسْتَامُ وهْيَ رَخِيصَةٌ ... تُبَاعُ بِسَاحَاتِ الأَيَادِي وتُمْسَحُ مُسْتَامَة : يَعْنِي أَرْضاً تَسُومُ فيهَا الإِبِلُ من السَّيْرِ لا مِنْ السَّوْمِ الَّذِي هُوَ البَيْعُ وتُبَاعُ أَي تَمُدُّ فيها الإِبلُ أَبْوَاعَها وأَيْدِيَهَا وتُمْسَحُ من المَسْحِ الَّذِي هو القَطْع .
والإِبِلُ تَبُوعُ في سَيْرِها أَيْ تَمُدُّ أَبْوَاعَهَا وكَذلِكَ الظِّبَاءُ كالتَّبَوَّع . يُقالُ : يَبُوعُ وَيَتَبَوَّعُ أَيْ يَمْدُّ بَاعَهُ وَيَمْلاُ ما بَيْنَ خَطْوِهِ . والبَوْع : إِبْعَادُ خَطْوِ الفَرَسِ في جَرْيِه وكَذلِكَ النّاقَةُ ومنه قَوْلُ بِشْرِ بنِ أَبِي خازِمٍ : .
فَدَعْ هِنْداً وسَلِّ النَّفْسَ عَنْهَا ... بحَرْفٍ قَدْ تُغِيرُ إِذَا تَبُوعُ والبَوْعُ : بَسْطَ اليَدِ بالمَالِ عن اللَّيْثِ وأَنْشَدَ لِلطِّرِمّاحِ : .
لَقَدْ خِفْتُ أَنْ أَلْقَى المَنَايَا ولَمْ أَنَلْ ... من المالِ ما أَسْمُو بِه وأَبُوعُ وقالَ ابنُ عبّادٍ : البَوْعُ : المَكَانُ المُنْهَضِمُ في لِصْبِ جَبَلٍ .
قالَ : وبَاعَةُ الدَّارِ : سَاحَتُهَا لُغَةٌ في البَاحَةِ . والبَائعُ : وَلَدُ الظّبْيِ إِذا بَاعَ فِي مَشْيِهِ صِفَةٌ غَالِبَةٌ ج : بُوعٌ بالضَّمِّ وبَوَائِعُ . ويُقَالُ : فَرَسٌ طَيِّعُ بَيِّعٌ كسَيِّدٍ أَيْ بَعِيدُ الخَطْوِ وأَصْلُهُ بَيْوِعٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ . والنَّعْجَةُ تُسَمَّى أَبْوَاعَ مَعْرِفَةً لِتَبَوَّعِها في المَشْيِ وتُدْعَى لِلْحَلْب بِهَا فيُقَالُ : أَبْواع أَبْوَاع نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ . وانْبَاعَ العَرَقُ : سالَ قالَ عَنْتَرَةُ العَبْسِيّ : .
يَنْبَاعُ مِنْ ذِفْرَى غَضَوبٍ جَسْرَةٍ ... زَيَّافَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُكْدَمِ وَصَفَ عَرَقَ النَّاقَةِ وأَنَّهُ يَتَلَوَّى في هذا المَوْضِعِ وأَصْلُه يَنْبَوِعُ صارَت الوَاو أَلفِاً لتَحَرُّكِها وانْفِتَاحِ ما قَبْلَها . وقَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ يَنْبَاع كانَ في الأَصْلِ يَنْبَعُ فوَصَلَ فَتْحَةَ الباءِ بالأَلِفِ للإِشْبَاع . وقد حَقَّقْنَاه في رسالَتِنا : التَّعْرِيف بضَرُورِيِّ عِلْمِ التَّصْرِيف . ويُرْوَى يَنْهَمُّ . وكُلُّ راشِحٍ يَنْبَاعٌ . وأَنْشَدَ ابنُ فارِسٍ في الزَّيْتِ : .
ومُطَّرِدٌ لَدْنُ الكُعُوبِ كَأَنَّمَا ... تَغَشَّاهُ مُنْبَاعٌ مِنَ الزَّيْتِ سائِلُ وانباعَ الحَبْلُ وتَبَّوع بمعنىً وَاحِدٍ . وانْبَاعَت الحَيَّةُ انْبِياعاً إِذا بَسَطَت نَفْسَها بعدَ تَحَوِّيها لِتُسَاوِرَ عن اللَّحْيَانِيِّ . قال السَّفَّاح ابنُ بُكَيْرٍ يُرْثِي يَحْيَي بنَ مَيْسَرَةَ ويُرْوَى لرَجُل من بَنِي قُرَيع : .
يَجْمَعُ حِلْماً وأَناةً مَعاً ... ثُمَّتَ يَنْبَاعُ انْبِيَاعَ الشُّجاعْ قُلْتُ : وأَنْشَدَه الأَصْمَعِيّ لِبُكَيْرِ ابن مَعْدانَ فِيمَا ذَكر كما فِي شَرْحِ الدِّيوانِ .
وانْبَاعَ لِي فُلانٌ في سِلْعَتِهِ إِذا سَامَحَ لَكَ في بَيْعِها وامْتَدَّ إِلَى الإِجَابَةِ إِلَيْه ومنه قَوْلُ صَخْرِ الغَيِّ الهُذَلِيّ : .
واللهِ لَوْ أَسْمَعَتْ مَقَالَتَهَا ... شَيْخاً مِنَ الزُّبِّ رَأْسَهُ لَبِدُ .
مَآبُه الرُّومُ أَو تَنُوخُ أَو الْ ... آطَامُ مِنْ صَوَّرانَ أَو زَبَدُ .
لَفَاتَحَ البَيْعَ يَوْمَ رُؤْيَتِهَا ... وكَانَ قَبْلُ انْبِيَاعُهُ لَكِدُ