وقال ابنُ سِيدَه في تَفْسِيرِ قَوْلِ النَّابِغَة : ولا أَرَى إِلاَّ على التَّشْبِيهِ شَبَّهَ حَوْصَلَةَ القَطَاةِ بِنَوْطَةِ البَعِيرِ وهي سَلْعَة تَكُونُ في نَحْرِهِ . أَو النَّوْطَةُ : غُدَّةٌ تُصِيبُهُ في بَطْنِه مُهْلكَةُ . يُقَالُ : نِيطَ الجَمَلُ فهو مَنُوطٌ إذا أَصابَهُ ذلِكَ وأَنَاطَ البَعِيرُ : أَصَابَهُ ذلِكَ .
والنَّوْطَةُ : الأَرْضُ يَكْثُر بِهَا الطَّلْحُ ولَيْسَتْ بوَاحِدَةٍ ورُبمَا كانَتْ فِيهِ نِيَاطٌ تَجْتَمِعُ جَمَاعَاتٍ مِنْهُ يَنْقَطِعُ أَعْلاَها وأَسْفَلُها . أَو النَّوْطَةُ : المَكَانُ وسطَهُ شَجَرٍ أَو مَكَانٌ فِيهِ الطَّرْفاءُ خَاصَّةً .
وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : النَّوْطَةُ : المَوْضِعُ المُرْتَفِعُ عنِ الماءِ وقال مَرَّةً : هو المَكَانُ فيه شَجَرٌ في وَسَطِهِ وطَرَفَاهُ لا شَجَرَ فِيهِمَا وهُوَ مُرْتَفِعٌ عن السَّيْلِ . وقال أَعْرَابِيّ : أَصابَنَا مَطَرٌ جَوْدٌ وإِنَّا لَبِنَوْطَة فجاءَ بَجَارِّ الضَّبُعِ أَيْ بِسَيْلٍ يَجُرُّ الضَّبُعَ مِنْ كَثْرَتِهِ . أَو النَّوْطَةُ لَيْسَتْ بوَادٍ ضَخْمٍ ولا بتَلْعَةٍ بَلْ هي بَيْنَ ذلِكَ وهذا قَوْلُ ابْنِ شُمَيْلٍ . والنَّوْطَة : ما بَيْن العَجُز والمَتْنِ وهو النَّوْطُ كما في الصّحاحِ . وفي الصّحاح : النَّوْطَةُ : الحَقْدُ : وقال غَيْرُهُ : النَّوْطَةُ : الغِلُّ .
وفي الصّحاح : التَّنْوَاطُ بالفَتْحِ : ما يُعَلَّقُ من الهَوْدَجِ يُزَيَّنُ به . ويُقَالُ : هذَا مِنِّي مَنَاطَ الثُّرَيّا أَيْ في البُعْدِ قال سِيبُوَيْه وهو مَجازٌ . وقِيلَ : أَيْ بتِلْكَ المَنْزِلَةِ فَحَذَفَ الجارَّ وأَوصَلَ كذَهَبْتُ الشّامَ ودَخَلْتُ البَيْتَ . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : بَنُو فُلانٍ مَنَاط الثُّرَيَّا لَشَرفِهِمْ وعُلُوِّهِمْ . ويُقَالُ : هذَا مَنُوطٌ به أَي مُعَلَّقٌ . وهذا رَجُلٌ مَنُوطٌ بالقَوْمِ : دَخِيلٌ فِيهِم ولَيْسَ مِنْ مُصَاصِهِمْ أَوْ دَعِيٌّ قالَ حَسَّانُ بنُ ثابِتٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُ .
وأَنْتَ دَعِيٌّ نِيطَ في آلِ هَاشِمٍ ... كما يِيطَ خَلْفَ الرَّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ ويُقَالُ : لِلدَّعِيِّ يَنْتَمِي إِلىَ القَوْمِ : مَنُوطٌ مُذَبْذَبٌ سُمِّيَ مُذَبْذَباً لأَنّه لا يَدْرِي إِلَى مَنْ يَنْتَمِي فالرِّيحُ تُذَبْذِبُهُ يَمِيناً وشِمَالاً . والنَّيِّطَةُ ككَيِّسَةٍ : البَعِيرُ تُرْسِلُهُ مع المُمْتَارِينَ لِيُحْمَلَ لَكَ عَلَيْه قالَهُ ابنُ عَبَّادٍ . وقد اسْتَنَاطَ فُلانٌ بَعِيرَهُ فُلاناً فانْتَاطَ هو لَهُ قالَهُ أَبو عَمْرٍو .
والتَّنَوُّطُ كالتَّكَرُّم كَذا ضُبِطَ في نُسْخَةِ الصّحاح . ويُقَالُ أَيْضاً التُّنَوِّط بِضَمِّ التّاءِ وفَتْحِ النُّونِ وكَسْرِ الواوِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً : طَائِرٌ نَحْو القَارِيَةِ سَوَاداً تُرَكِّب عُشَّهَا بَيْنَ عُودَيْنِ أَوْ عَلَى عُودٍ وَاحِدٍ فَتُطِيلُ عُشَّها فَلا يَصِلُ الرَّجُلُ إلى بَيْضِها حَتَّى يُدْخِلَ يَدَهُ إِلَى المَنْكِبِ .
وقال الأَصْمَعِيَ : إِنَّمَا سُمِّيَ بهِ لأَنَّهُ يُدَلَّى خُيُوطاً مِنْ شَجَرَةٍ وَيَنْسُجُ عُشَّه كقارُورَة الدُّهْنِ مَنُوطاً بتلك الخُيُوطِ . قال أَبُو عَلِيٍّ في البَصْرِيّات : هو طائرٌ يُعَلِّقُ قُشُوراً مِنْ قُشُورِ الشَّجَر ويُعَشِّشُ في أَطْرَافِهَا لِيَحْفَظَهُ مِنَ الحَيّات والنّاسِ والذِّرِّ . قال : .
" تُقَطِّعُ أَعْنَاقَ التَّنَوُّط بالضُّحَىوتَفْرِسُ في الظَّلْماءِ أَفْعَى الأَجَارِعِ وَصَفَ هذِه الإِبِلَ بطُولِ الأَعْنَاقِ وأَنَّهَا تَصِلُ إلى ذلِكَ . الوَاحِدَةُ بِهَاءٍ كما في الصّحاحِ .
ونَوَّطَ القِرْبَةَ تَنْوِيطاً : أَثْقَلَها لِيَدْهُنَا عن ابْنِ عَبّادٍ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : الأَنْوَاطُ : ما نُوِّطَ عَلَى البَعِيرِ إِذَا أُوقِرَ . ويُقَالُ : نِيطَ عليه الشَّيْءُ أَيْ عُلِّقَ عَلَيْه . قال رِقَاعُ بنُ قَيْسٍ الأَسَدِيّ : .
بِلادٌ بها نِيطَتْ عَلَيَّ تَمائمِي ... وأَوَّلُ أَرْضٍ مَسَّ جِلْدِي تُرَابُها