ونَشَطَ الدَّلْوَ من البِئْرِ من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ : نَزَعَها وجَذَبَهَا من البِئْرِ صُعُداً بغَيْرِ قامَةٍ أَيْ بَكَرَةٍ فإِذَا كانَ بِقَامَةٍ فهُوَ المَتْح . ومن المَجَازِ : نَشَطَت الحَيَّةُ تَنْشُطُ وتَنْشِطُ من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ نَشْطاً : لَدَغَتْ وعَضَّتْ بنَابِها كأَنْشَطَت . وفي حَدِيثِ أَبِي المِنْهَالِ - وذَكَرَ حَيّاتِ النّارِ وعَقَارِبَها - فقالَ : وإِنَّ لها نَشْطاً ولَسْباً . وفي رِوَايَةٍ : أَنْشَأْنَ بِهِ نَشْطاً أَيْ لَسْعاً بسُرْعَةٍ واخْتِلاسٍ وأَنْشَأْن بمَعْنَى طَفِقْنَ وأَخَذْنَ . ونَشَطَ الحَبْلَ كنَصَرَ يَنْشُطُه نَشْطاً : عَقَدَهُ وشَدَّهُ كنَشَّطَه تَنْشِيطاً وأَنْشَطَه إِنْشاطاً : حَلَّهُ . ويُقَال : نَشَطْتُ العَقْدَ إِذا عَقَدْتَهُ بأُنْشُوطَةٍ وهذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عن أَبي زَيْدٍ . وأَنْشَطَ البَعِيرَ : حَلَّ أَنْشُوطَتَهُ فانْحَلَّ وكذلِكَ الحَبْلُ إِذا مدَدْتَهُ حَتَّى يَنْحَلَّ قِيلَ : قَدْ أَنْشَطْتَهُ . وأَنْشَطَ الشَّيْءَ : اخْتَلَسَهُ هكَذَا في سائر النُّسَخِ . والصَّوابُ في هذا انْتَشَطَ الشَّيْءَ أَيْ اخْتَلَسَهُ . قال شَمِرٌ : انْتَشَطَ المالُ المَرْعَى والكَلأَ : انْتَزَعَهُ بالأَسْنَانِ كالاخْتِلاسِ .
وأَنْشَطَهُ : أَوْ ثَقَهُ هكَذَا في النُّسَخِ وقَدْ تَقَدَّمَ آنِفاً أَنّ النَّشْطَ هو الإِيثاقُ والإِنْشاطُ هو الحَلُّ فإِنْ صَحَّ ما ذَكَرَهُ المُصَنِّف فَيَكُونُ هذا من بابِ الأَضْدادِ فتَأَمَّلْ .
والنّاشِطُ : الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ الَّذِي يَخْرُجُ مِن أَرْضٍ إلى أَرْضٍ أَوْ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ . قال أُسَامَةُ الهُذَلِيّ : .
وإِلاَّ النَّعَامَ وحَفَّانَهُ ... وطَغْيَا مِنَ اللَّهَقِ النّاشِطِ وكَذلِك الحِمَارُ .
وقال ذُو الرُّمَّة : .
أَذاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْيِ أَكْرُعُهُ ... مُسَفَّعُ الخَدِّ هَادٍ ناشِطُ شَبَبُ وقَولُه تَعَالَى : " والنَّاشِطاتِ نَشْطاً " أَي النُّجُوم تَنْشِطُ من بُرْجٍ إلى بُرْجٍ آخَرَ كالثَّوْرِ الناشِطِ مِنْ بَلَدٍ إلى بَلَدٍ نَقَلهُ الجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ : تَنْشِطُ من بَلَدَ إِلَى بَلَدٍ . وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : هِيَ النُّجُومُ تَطْلُعُ ثُمَّ تَغِيبُ . أَو النّاشِطَاتُ : المَلائِكَةُ . رُوِيَ ذلِكَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وابْنِ مَسْعُودٍ . وقال الفرّاء أَي تَنْشِط نَفْسَ المُؤْمِنِ بِقَبْضِها كما في اللِّسَان وزادَ ابنُ عَرَفَةَ أَي تَحُلُّهَا حَلاًّ رَقِيقاً . وقال الزَّجّاج : هي المَلائِكَةُ تَنْشِطُ الأَرْوَاحَ نَشْطاً أَيْ تَنْزِعُها نَزْعا كما تَنْزِعُ الدَّلْوَ من البِئْرِ أَو الناشِطَاتُ : النُّفُوسُ المُؤْمِنَة تَنْشِطُ عِنْدَ المَوْتِ نَشاطاً أي تَخِفُّ له . وقِيلَ : الناشِطَاتُ : المَلائِكَةُ تَعْقِدُ الأُمُورَ من قَوْلِهم : نَشَطْتُ العُقْدَةَ . وتَخْصِيصُ النَّشْطِ وهو العَقْدُ الَّذِي يَسْهُل حَلُّهُ تَنْبِيهٌ على سُهُولَةِ الأَمْرِ عَلَيْهِم .
والنَّشِيطَةُ فِي الغَنِيمَةِ : ما أَصَاب الرَّئِيسُ في الطَّرِيق قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ إِلَى بَيْضَةِ القَوْمِ قَالَهُ ابنُ سِيدَه . وفي الصّحاح : النَّشِيطَةُ : ما يَغْنَمُه الغُزاةُ فِي الطَّرِيق قَبْلَ البُلُوغِ إِلَى المَوْضِعِ الذِي قَصَدُوهُ . وأَنْشَدَ لِعَبْدِ الله بنِ عَنَمَةَ الضَّبِّيّ يُخَاطِبُ بِسْطَامَ بْنَ قَيْسٍ : .
لَكَ المِرْباعُ مِنْهَا والصَّفَايَا ... وحُكْمُكَ والنَّشِيطَةُ والفُضُولُ والرَّئِيسُ لَهُ النَّشِيطَةُ مع الرُّبْعِ والصَّفِيّ وهو ما انْتُشِط من الغَنَائمِ ولَمْ يُوجِفُوا عَلَيْه بِخَيْلٍ ولا رِكَابٍ وكانَتْ لِلْنَبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ خاصَّةً . والنَّشِيطَةُ مِنَ الإِبِل : الَّتِي تُؤْخَذ فَتُسْتَاقُ من غَيْرِ أَنْ يُعْمَدَ لَها وقَدْ أَنْشَطُوهُ هكَذَا في النُّسَخ وصَوَابُهُ : وقَدْ انْتَشَطُوهُ كما في الِّلسَان