والذَّهَبُ معروفٌ قاله الجوهريّ وابنُ فارسٍ وابن سيده والزُّبَيْدِيّ والفَيُّوميّ ويقال : وهو التِّبْرُ قاله غيرُ وَاحِدٍ من أَئمة اللغة فَصَرِيحُهُ : تَرَادُفُهُمَا والذي يَظْهَرُ أَن الذهَب : أَعَمّ مِن التِّبْرِ فإنَّ التِّبْرَ خَصُّوهُ بما في المَعْدِنِ أَو بالذي لم يُضْرَبْ ولم يُصْنَعْ ويُؤَنَّثُ فيقالُ : هي الذَّهَبُ الحَمْرَاءُ ويقال : إنَّ التأْنيثَ لُغَةُ أَهْلِ الحِجَازِ ويقولونُ نَزَلَتْ بِلُغَتِهِمِ . " والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ " والضَّمِيرُ للذَّهَبِ فَقَطْ خَصَّهَا بذلك لِعِزَّتِهَا وسَائِرُ العَرَبِ يقولونَ : هُوَ الذَّهَبُ قال الأَزهريّ : الذَّهَبُ مُذَكَّرٌ عند العَرَبِ ولا يجوزُ تَأْنِيثُه إلاَّ أَنْ تَجْعَلَهُ جَمْعاً لِذَهَبَةٍ وقيلَ : إنَّ الضَّمِيرَ رَاجِعٌ إلى الفِضَّةِ لكثرتها وقيل إلى الكُنُوزِ وجائزٌ أَن يكونَ محمولاً على الأَمْوَالِ كما هُو مُصَرَّح في التفاسير وحَوَاشِيهَا وقال القُرطُبيّ : الذَّهَبُ مُؤَنَّثٌ تقولُ العَرَبُ : الذَّهَبُ الحَمْرَاءُ وقد يُذَكَّرُ والتأْنيثُ أَشهَرُ واحدتُهُ بهاءٍ وفي لسان العرب الذَّهَبُ : التِّبْرُ والقِطْعَةُ منه ذَهَبَةٌ وعلى هذا يذكَّرُ ويُؤَنَّثُ على ما ذُكِر في الجَمْعِ الذي لا يفارِقُه واحِدُه إلا بالهَاءِ وفي حديثِ عَلِيٍّ كرَّمَ الله وجهه " فَبَعَثَ مِنَ اليَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ " قال ابن الأَثِير : وهي تصغيرُ ذَهَبٍ وأَدْخلَ فيهَا الهَاءَ لأَن الذَّهَبَ يُؤَنَّثُ والمُؤَنَّثُ الثُّلاَثِيُّ إذَا صُغِّرَ أُلحقَ في تَصْغِيرِه الهَاءُ نحوُ قُوَيسَةٍ وشُمَيْسَةٍ وقيلَ : هو تَصْغِيرُ ذَهَبَةٍ على نِيَّةِ القِطْعَةِ مِنْهَا فصَغَّرَهَا عَلَى لَفْظِهَا ج أَذْهَابٌ كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ وذُهُوبٌ بالضَّمِّ زادَهُ الجوهَرِيّ وذُهْبَانٌ بالضَّمِّ كَحَمَلٍ وحُمْلاَنٍ وقد يُجْمَعُ بالكَسْرِ أَيضاً وفي حديث عليٍّ كرّم الله وجهه " لَوْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الذِّهْبَانِ لَفَعَلَ " هو جمع ذَهَبٍ كَبَرَقٍ وبِرْقَانٍ كِلاَهُمَا عن النِّهَايَة لابن الأَثير والضَّمُّ وحْدَه عن المصباح للفَيوميّ وأَذْهَبَهُ : طَلاَهُ بِهِ أَي الذَّهَبِ كَذَهَّبَهُ مُشَدَّداً والإِذْهَابُ والتَّذْهِيبُ واحِدٌ وهو التَّمْوِيهُ بالذَّهَبِ فَهُوَ مُذْهَبُ وكُلُّ مُمَوَّهٍ بالذَّهَبِ فَقَدْ أُذْهِبَ والفاعل مُذْهِبٌ قال لبيد : .
أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ على أَلْوَاحِهِ ... أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ وشيءٌ ذَهِيبٌ : مُذْهَبُ قال أَبُو منصور : أُرَاهُ عَلَى تَوَهُّمِ حَذْفِ الزِّيَادَةِ قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ : .
مُوَشَّحَة الأَقْرَابِ أَمَّا سَرَاتُهَا ... فَمُلْسٌ وَأَمَّا جِلْدُهَا فَذَهِيبُ والمَذَاهِبُ : سُيُورٌ تُمَوَّهُ بالذَّهَبِ وقال ابن السكيت في قول قَيْس بنِ الخَطِيمِ : .
" أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرَادِ المَذَاهِبِ المَذَاهِبُ : جُلُودٌ كانَتْ تُذْهَبُ وَاحِدُهَا مُذْهَبٌ تُجْعَلُ فيه خُطُوطٌ مُذْهَبَةٌ فَتَرَى بَعْضَها في إثْرِ بَعْضٍ فكَأَنَّهَا مُتَتَابِعَةٌ ومنه قول الهُذَلِيّ : .
يَنْزِعْنَ جِلْدَ المَرْءِ نَزْ ... عَ القَيْنِ أَخْلاَقَ المَذَاهِبْ يقول : الضِّبَاعُ يَنْزِعْنَ جلدَ القَتِيلِ كما يَنْزِعُ القَيْنُ جِلْدَ السُّيُوفِ قال : ويقال : المَذَاهِبُ : البُرُودُ المُوَشَّاةُ يقال : بُرْدٌ مُذْهَبٌ ويقال : ذَهَّبْتُ الشيءَ فهو مُذَهَّبٌ إذا طَلَيْتَه بالذَّهَبِ . وفي حديث جرير " حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ الله A يتهلَّل كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ " قال ابن الأَثير : كذا جاءَ في سنن النَّسائيّ وبعض طُرُقِ مُسلمِ هو من الشيءِ المُذْهَبِ أَي المُمَوَّه بالذَّهَبِ قال : والرواية بالدال المهملة والنون