وقال ابنُ عَبَّادٍ : قِرَاطَا النَّصْلِ : طَرَفَا غِرَارَيْهِ . قال الجَوْهَرِيُّ : وأَمّا القِيرَاطُ الَّذي في الحَديثِ فقد جاءَ تَفْسيرُه فيهِ أَنَّهُ مثلُ جَبَلِ أُحُد . قلت : يُشِيرُ إِلى حَدِيثِ : " من شَهِدَ الجِنَازَةَ حَتَّى يُصلَّى عَلَيْهَا فلَهُ قِيرَاطٌ ومن شَهِدَها حَتَّى تُدْفَنَ فله قِيرَاطَانِ " قيل : وما القِيرَاطَانِ ؟ قال : مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَينِ . رَواهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه فبَلغَ ذلِك ابنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه فقال : لقَدْ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ . فبَلَغَ ذلِكَ عائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فصَدقَتْ أَبا هُرَيْرَةَ . فقال : لقد فَرَّطْنا في قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ . وقِيرَاطٌ أَبُو العالِيَةِ : من أَتْبَاعِ التّابِعِينَ يَرْوِي عن الحَسَنِ البَصْرِيِّ ومُجَاهِدٍ . وزَعَمَ بعضُ المُحَدِّثِينَ أَنَّ قَرارِيطَ مَوضِعٌ أَو جَبَلٌ وبه فُسِّرَ الحَدِيثُ : " ما بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلاَّ رَعَى غَنَماً " ويُرْوَى : إلاَّ رَعِيَ غَنَمٍ قالُوا : وأَنْتَ يا رَسُولَ اللهِ ؟ وأَنا كُنْتُ أَرْعَاهَا على قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ . قالَ الصّاغَانِيُّ قَدِمْتُ بَغْدَادَ سَنَة 615 - وهي أَوَّلُ قَدْمَتِي إِلَيْهَا - فسَأَلَنِي بعضُ المُحَدِّثِينَ عن مَعْنَى القَرَاِريطِ في هذا الحَدِيثِ فقُلْتُ : المرادُ به قَرَارِيطُ الحِساب . فقال : سَمِعْنا الحافِظُ الفُلانِيَّ يَقُولُ : إِنَّ القَرَارِيطَ : اسمُ جَبَلٍ أَو مَوْضِعٍ فأَنْكَرْتُ ذلِكَ كُلَّ الإِنْكَارِ أَعاذَنا اللهُ من الخَطَأَ والخَطَلِ والتَّصْحِيفِ والزَّلَل . انتهى . ويُقال : أَعْطَيْتُ فُلاناً قَرَارِيطَ إِذا أَسْمَعَه ما يَكْرَهُه . ويُقَالُ أَيْضاً : اذْهَبْ لا أُعْطيكَ قَرارِيطَكَ أَي : أَسُبُّك وأُسْمِعُكَ المَكْرُوهَ وقال ابنُ الأَثِيرِ : وهي لُغَةٌ مِصْرِيَّةٌ لا تُوجَدُ في كَلامِ غيرِهِم . قال : ولذا خُصَّتْ مِصْرُ بذِكْر القِيرَاطِ في حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ المتقدّم . وقُرْطٌ بالضَّمِّ : اسمُ رَجُلٍ من سِنْبِس نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ . وقُرْطُ أَيْضاً : قَبِيلَةٌ من مَهْرَةَ بنِ حَيْدَانَ وإِليهم نُسِبَت الإِبِلُ القُرْطِيَّةُ الَّتي ذَكَرَها المُصَنِّفُ . ونُوحُ بنُ سُفْيان المِصْرِيُّ القُرْطِيُّ بضَمٍّ فسُكُون وأَخُوه عُثْمانُ وابنُ أَخِيهِمَا مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ سُفْيانَ . أَبُو إِسْحَاقَ الفَقِيهُ المالِكيُّ : مُحَدِّثُون . وأَبُو عاصِمٍ بَكْرُ بنُ عَبْدٍ القُرْطِيُّ عن ابْنِ عُيَيْنَةَ ذَكَرَه المالِينِيُّ . والقِرْطِيطُ بالكَسْرِ : العَجَب عن الأَزْهَرِيِّ . وقال ابنُ عَبّادٍ : قَرَّطْتُ إِليهِ رَسُولاً تَقْرِيطاً : أَعْجَلْتُه إِليهِ . قلتُ : وهو مَجَازٌ ونصُّ الأَسَاسِ نَفَّذْتُه مُسْتَعْجِلاً . قال : وهو من مَجازِ المَجازِ أَي مَأْخُوذٌ من قَوْلِهِمْ : قَرَّطَ الفَرَسَ عِنَانَه : إِذا أَرْخاهُ حَتّى وَقَع على ذِفْراه عند الرَّكْض . قلْتُ : ومنه اسْتِعْمَالُ العَامَّة : التَّقْرِيطُ بمَعْنَى التَّنْبِيهِ والاسْتِعْجَال والتَّضْيِيقِ والتَّأْكِيد في لأَمْرِ وهو مَن مَجازِ مَجازِ المَجَازِ فتَأَمَّل . وتَقَرَّطَتِ الجَارِيَةُ : لَبِسَت القُرْطَ . وجَزِيرَةُ القرطيين : قَريةٌ قُرْبَ مِصْرَ . وقَرْطَا بالفَتْحِ : قَرْيَةٌ بالبُحَيْرَةِ . وإِقْرِيطُ بالكَسْر : قَرْيَةٌ بالغَرْبِيّة . والبُرْهاَنُ القِيرَاطِيُّ : شاعِرٌ مَشْهُورٌ وهو إِبراهِيمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ عَسْكَرِ بن مُظَفَّرِ بن نَجْمٍ وُلد سنة 726 وسَمِعَ الحَدِيثَ عن مَشايخِ عَصْرِه مات بمَكَّةَ بينَ أَيْدِي النّاسِ . قلتُ : وهو مَنْسُوبٌ إِلى مُنْيَة القِيرَاطِ : إِحْدَى قُرَى الغَرْبِيَّةِ بمِصْرَ .
ق ر ف ط .
القَرْفَطَةُ في المَشْيِ كالقَرْمَطَةِ عن ابْنِ عَبّادٍ . قال : وهو أَيضاً : ضَرْبٌ من الجِمَاعِ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : اقْرَنْفَطَ إِذا تَقَبَّضَ واجْتَمَعَ رواه أَبو العَبّاسِ عنه وذَكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ في الخُمَاسِيِّ المُلْحَقِ وتَقُولُ العربُ : .
أُرَيْنِبٌ مُقْرَنْفِطَهْ ... عَلَى سَوَاءِ عُرْفُطَهْ