وحكى ابن الأَعْرَابِيّ : طَلَع الشَّرَطُ . فجاءَ للشَّرَطَيْن بواحِدٍ والتَّثْنِيَةُ في ذلِكَ أَعْلى وأَشْهَرُ لأنَّ أَحَدَهُما لا يَنْفَصِلُ عن الآخرِ كأَبَانَيْن في أَنَّهما يُثَنَّيانِ معاً وتكون حالَتُهما واحِدَةً في كلِّ شيءٍ . ويُقَالُ : نَوْءٌ شَرَاطِيٌّ هَكَذا هو في الأَسَاسِ ولعلَّه شَرَطِيٌّ مُحَرَّكَةً كما تَقَدَّم عن ابنُ بَرِّيّ . وفي الصّحاح : وأَمَّا قَوْلُ حَسَّانَ ابنِ ثابِتٍ : .
في نَدَامَى بِيضِ الوُجوهِ كرَامٍ ... نُبِّهُوا بعد هَجْعَةُ الأَشْراطِ وفي العُبَاب : بعدَ خَفْقَةِ الأَشْرَاطِ فيُقالُ : إِنَّهُ أَرادَ به الحَرَسَ وسَفِلَةِ النَّاسِ أَي فالواحِدُ شَرَطٌ . قالَ الصَّاغَانِيّ : والصَّحيحُ أَنَّهُ أَرادَ الكُمَيْتَ وذُو الرُّمَّةِ وخَفْقَتُها : سُقُوطُهَا . وشَرَطٌ مُحَرَّكَةً : لقبُ مالكِ بنِ بُجْرَة ذَهَبوا في ذلِكَ إِلَى اسْتِرْذالِهِ ؛ لأنَّه كانَ يُحَمَّقُ قالَ خالدُ بنُ قَيْسٍ التَّيْمِيِّ يَهْجُو مالِكاً هذا : .
" لَيْتَكَ إِذا رُهِنْتَ آلَ مَوْأَلَهْ .
" حَزُّوا بنَصْلِ السَّيْفِ عندَ السَّبَلَهْ .
" وحَلَّقَتْ بكَ العُقَابُ القَيْعَلَهْ .
" مُدْبِرَةً بشَرَطٍ لا مُقْبِلَهْ وأَشْرَطَ فيها وبِها : اسْتَخَفَّ بها وجَعَلَها شَرَطاً أَي شيئاً دوناً خاطَرَ بها . وقالَ أَبُو عمرٍو : أَشْرَطْتُ فُلاناً لعَمَلِ كذا أَي يَسَّرْتُهُ وجَعَلْتُه يَلِيه وأَنْشَدَ : .
" قَرَّبَ مِنْهُمْ كُلَّ قَرْمٍ مُشْرَطِ .
" عَجَمْجَمٍ ذي كُدْنَةٍ عَمَلَّطِ المُشْرَطُ : المُيَسَّرُ للعَمَلِ . والشَّريطُ : خُيوطٌ من حَريرٍ أَو مِنْهُ ومن قَصَبٍ تُفْتَلُ مع بعضِها عَلَى التَّشبيهِ بخُيوطِ الصُّوفِ واللِّيفِ . وبَنو شَريطٍ : بَطْنٌ من العَرَب عن ابنِ دُرَيْدٍ . وشَرْطَا النَّهرِ : شَطَّاه . والأَشْرَطُ كأَحْمَدَ : الرَّذْلُ والأَشاريطُ جمعُ الجمعِ وهم الأَراذِلُ . والشُّرُوط : الطُرُقُ المُخْتَلِفَةُ . ومن أَمثالِ المُوَلِّدين : لا تُعَلِّمُ الشُّرْطِيَّ التَّفَحُّصَ ولا الزُّطِّيَّ التَّلَصُّص . والتَّشْريطُ : كالشَّرْط . وتَشَارَطَ عَلَيْهِ كذا : مِثْلُ شارَطَ . وأَشْرَطَ نفسَهُ ومالَه في هذا الأَمْرِ إِذا قَدَّمَهُما . وأَبو القاسمِ بنُ أَبي غالبٍ الشَّرَّاطُ : مُحَدِّثٌ مَغْرِبِيٌّ روى عنه سِبْطُه القاسمُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ . وأَبو عِمْرانَ موسَى بنُ إِبْراهيمَ الشُّرْطِيُّ عن ابنِ لَهِيعَةَ قالَ الدَّارقُطْنِيُّ : مَتْرُوكٌ .
ش ط ط .
شَطَّ المنزِلُ يَشِطُّ ويَشُطُّ من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ شَطًّا وشُطُوطاً الأَخيرُ بالضَّمِّ : بَعُدَ وكلُّ بَعيدٍ : شَاطٌّ قالَ الشَّاعِر : .
شَطَّ المَزارُ بجَدْوَى وانْتَهَى الأَمَلُ ... فلا خَيالٌ ولا عَهْدٌ ولا طَلَلُ وقالَ آخَرُ : .
تَشُطُّ غَداً دارُ جِيرانِنَا ... ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ وشَطَّ عَلَيْهِ في حُكْمِه يَشِطُّ من حدِّ ضَرَبَ فقط شَطيطاً كذا في أُصول القاموس كأميرٍ والصَّوَابُ : شَطَطاً مُحَرَّكَةً : جارَ في قَضِيَّتِه كأَشَطَّ واشْتَطَّ . وفي الصّحاح : وحَكَى أَبُو عُبَيْدٍ : شَطَطْتُ عليه وأَشْطَطْتُ إِذا جُرْتُ . ونقَلَ صَاحِب اللّسَان هذا القولَ عن أَبي عُبَيْدٍ ولكنَّه قالَ : شَطَطْتُ أَشُطُّ بضمِّ الشِّين فجعَلَهُ من حدِّ نَصَرَ وعِبَارَة الجَوْهَرِيّ مُطْلَقةٌ فهو يرُدُّ عَلَى المُصَنِّف حيثُ جَعَلَهُ من حَدِّ ضَرَبَ فتأمَّل . وشَطَّ في سِلْعَتِه يَشُطُّ شَطَطاً مُحَرَّكَةً إِذا جاوَزَ القَدْرَ المَحْدودَ وتَباعَدَ عن الحَقِّ . وشَطَّ عَلَيْهِ في السَّوْمِ يَشُطُّ شَطَاطاً : أَبعدَ كأَشَطَّ وهذه أَكثَرُ وعِبَارَة الصّحاح : أَشَطَّ في السَّوْمِ واشْتَطَّ . أَبعَدَ . قالَ ابنُ بَرِّيّ : أَشَطَّ بمَعْنَى أَبْعَدَ وشَطَّ بمَعْنَى بَعُدَ وشاهِدُ أَشَطَّ بمَعْنَى أَبْعَدَ قَوْلُ الأَحْوَصِ : .
أَلاَ يا لَقَوْمِي قد أَشَطَّتْ عَوَاذِلِي ... ويَزْعُمْنَ أَنْ أَوْدَى بحَقِّيَ بَاطِلِي