وقالَ الأّزْهَرِيّ : السَّبَط : الشَّجَرَةُ لها أَغْصانٌ كَثيرَةٌ وأَصْلُها واحِدٌ . قالَ ومِنْهُ اشْتِقاقُ الأَسْباطِ كأَنَّ الوالِدَ بمَنْزِلَة الشَّجَرَةِ والأَوْلادَ بمَنْزِلَة أَغْصانِها . والسِّبْطُ بالكَسْرِ : وَلَدُ الوَلَدِ وفي المُحْكَمِ : وَلَدُ الابنِ والابْنَةِ . وفي الحَديث : " الحَسَنُ والحُسَيْنُ سِبْطا رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم ورَضِيَ عَنْهُما " . والسِّبْطُ : القَبيلَةُ من اليَهودِ وهُمُ الذين يَرْجِعونَ إِلَى أَبٍ واحِدٍ سُمِّيَ سِبْطاً لِيُفْرَقَ بَيْنَ وَلَدِ إسماعيلَ ووَلَدِ إسحاق عليهما السَّلام ج أَسْباطٌ . وقالَ أَبُو العبّاسِ : سأَلْتُ ابن الأَعْرَابِيّ : مَا مَعْنَى السِّبْطِ في كلامِ العَرَب ؟ قالَ : السِّبْطُ والسِّبْطانُ والأَسْباطُ : خاصَّةُ الأَوْلادِ والمُصاصُ مِنْهُم . وقالَ غَيْرُه : الأَسْباط : أَولادُ الأوْلادِ وقِيل : أَوْلادُ البَناتِ . قُلْتُ : وهذا القول الأخيرُ هو المَشْهورُ عندَ العامَّة وبه فَرَّقوا بَيْنَها وبين الأحْفادِ ولكنَّ كلامَ الأئمَّةِ صَريحٌ في أنَّه يَشْمَلُ وَلَدَ الابنِ والابْنَة كما صَرَّحَ به ابن سِيدَه . وقالَ الأّزْهَرِيّ : الأَسْباطُ في بَني إسحاقَ بمَنْزِلَة القبائِلِ في بَني إسماعيلَ صَلَوات الله عليهما . يُقَالُ : سُمُّوا بذلك ليُفْصَلَ بَيْنَ أَوْلادِهما . قالَ : ومَعْنَى القَبيلَة مَعْنَى الجَماعة يُقَالُ لِكُلِّ جَماعةٍ من أَبٍ وأُمٍّ : قَبيلَةٌ ويُقَالُ لكلّ جمعٍ من آباءٍ شَتَّى : قَبيلٌ بلا هاءٍ . وقوله تعالى : " وقَطَّعْناهُم اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً " أَسْباطٌ : بَدَلٌ من قوله اثْنَتَيْ عَشْرَة ولا تَمْييزٌ لأنَّ المُمَيِّز إنّما يَكون واحِداً . وقالَ الزَّجّاجُ : المَعْنى : وقَطَّعْناهُم اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً أَسْباطاً فأَسْباطاً من نَعْتِ فِرْقة كَأَنَّهُ قالَ : وجَعَلْناهُم أَسْباطاً . قالَ : وهو الوَجْه . وفي الصّحاح : وإنَّما أَنَّث لأنَّه أَرادَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً ثمَّ أَخْبَرَ أنَّ الفِرَقَ أَسْباطٌ وليس الأَسْباطُ بتَفْسيرٍ ولكنَّه بَدَلٌ من اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لأنَّ التَّفْسيرَ لا يَكُونُ إلاَّ واحِداً مَنْكوراً كقَولك : اثْنا عَشَر دِرْهَماً ولا يَجوز دَراهِمَ . قُلْتُ : وهذا الَّذي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هو قَوْلُ الأخفش غيرَ أنَّه قالَ بعد قوله : ثمَّ أَخْبَرَ أنَّ الفِرَقَ أَسْباطٌ ولم يَجْعَل العَدَدَ واقِعاً عَلَى الأَسْباطِ . قالَ أَبُو العَبّاسِ : هذا غَلَطٌ لا يَخْرُج العَدَدُ عَلَى غَيْرِ الثّاني ولكنّ الفِرَقَ قبل اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حتَّى يَكُونَ اثْنَتَيْ عَشْرَة مُؤَنَّثَةً عَلَى مَا فيها كأَنَّه قالَ : وقَطَّعْناهُم فِرَقاً اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فيَصِحُّ التَّأنيثُ لما تَقَدَّم . وقالَ قُطْرُبٌ : واحدُ الأَسْباط سِبْط يُقَالُ : هذا سِبْطٌ وهذه سِبْطٌ وهؤلاء سِبْطٌ جَمْعٌ وهي الفِرْقَةُ . وفي الحَديثِ : " حُسَيْنٌ مِنِّي وأَنا من حُسَيْنٍ أَحَبَّ الله مَنْ أَحَبَّ حُسَيْناً حُسَيْنٌ سِبْطٌ من الأَسْباطِ " . قُلْتُ : رَواه يَعْلَى بنُ مُرَّةَ الثَّقَفيُّ رَضِيَ الله عَنْه أَخْرَجَهُ التِّرمِذيُّ عن الحَسَنِ عن ابن عَيّاشٍ قالَ : حَدَّثَني عَبْدِ اللهِ بنُ عُثْمان بن خُثَيْمٍ عن سَعيد بن راشدٍ عن يَعْلَى وقالَ : حَديثٌ حَسَنٌ رواه ابنُ ماجَةَ من حَديثِ يَحْيَى بن سُلَيْم ووَهْب عن ابن خُثَيْم وأَخْرَجَهُ البَغَوِيُّ عن إسماعيل ابن عَيّاشٍ الحِمْصِيِّ عن ابن خُثَيْمٍ ولَفْظُه : " حُسَيْنٌ سِبْطٌ من الأَسْباط مَنْ أَحَبَّني فَلْيُحِبَّ حُسَيْناً : قالَ أَبُو بَكْرٍ : أَي أُمَّةٌ من الأُمَم في الخَيْر فهو واقِعٌ عَلَى الأُمَّةِ والأُمَّةُ واقِعَةٌ عليه ومِنْهُ حَديثُ الضِّبابِ : " إنَّ الله غَضِبَ عَلَى سِبْطٍ من بَني إسْرائيل فمَسَخَهُم دَوابَّ " . وسَبَّطَتِ النَّاقَةُ والنَّعْجَةُ تَسْبيطاً وهي مُسَبِّطٌ : أَلْقَتْ وَلَدَها لِغَيْرِ تَمامٍ والَّذي في الصّحاح : التَّسْبيطُ في النّاقَةِ كالرِّجاعِ . ويُقَالُ أَيْضاً : سَبَّطَتِ النَّعْجَةُ إِذا أَسْقَطَت وفي العُبَاب : أو سَبَّطت النَّاقةُ إِذا أَلْقَت وَلَدَها قَبْلَ أنْ يَسْتَبينَ