وأَبْلَطَها المَطَرُ : أَصابَ بَلاطَها وهو أنْ لا تَرى عَلَى مَتْنِها تُراباً ولا غُباراً . وبَلَطَ الدّارَ وأَبْلَطَها وبَلَّطَها تَبْليطاً : فَرَشَها به أو بآجُرٍّ فهي مَبْلوطَةٌ ومُبْلَطَةٌ ومُبَلَّطَةٌ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : بَلَطْتُ الحائطَ بَلْطاً إِذا عَمِلْتَه به وكَذلِكَ بَلَّطْتُه تَبْليطاً وقال غيرَه بَلَطَ الدّارَ بَلْطاً إِذا فَرَشَها به وبَلَّطَها تَبْليطاً إِذا سَوَّاها وأَنْشَدَ الرِّياشِيُّ : .
مُبَلَّطٌ بالرَّخامِ أَسْفَلُهُ ... له مَحاريبُ بَيْنَها العَمَدُ وقال رُؤْبَةُ : .
" يَأوي إِلَى بَلاطِ جَوْفٍ مُبْلَطِ والبُلْطَةُ بالضَّمِّ في قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ : .
نَزَلْتُ عَلَى عَمْرو بن درْماءَ بُلْطَةً ... فيا كُرْمَ مَا جارٍ ويا حُسْنَ مَا مَحَلْ أَرادَ : فيا أَكْرَمَ جارٍ عَلَى التَّعَجُّب واخْتَلَفَ النّاسُ فيها فقيل : المُرادُ بها البُرْهَةُ أو الدَّهْرُ . وفي العُبَاب : والدَّهْرُ وهُما قَوْلٌ واحِدٌ يُريد : حَلَلْت عَلَيْهِ بُرْهَةً ودَهْراً . أو البُلْطَةُ : المُفْلِسُ أَي نَزَلْتُ به حالَةَ كَوْني مُفْلِساً فيكون اسماً من أَبْلَطَ الرَّجلُ إِذا ذَهَبَ مالُه كما يأتي . أو الفَجْأَةُ وهذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عن أبي عمرٍو أو بُلْطَةُ : هَضْبَةٌ بعَيْنها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عن الأَصْمَعِيّ : قالَ بعضُهم : هي قَرْيةٌ من جَبَلَيْ طَيِّئٍ كَثيرَةُ التِّينِ والعِنَبِ . قُلْتُ : وفي المُعْجَمِ : بُلْطَةُ : عَيْنٌ بها نَخْلٌ ببَطْنِ جَوٍّ من مَناهِلِ أَجأَ ويُقَوِّي ذلك أنَّ عَمْرو ابن دَرْماء المَمْدوحَ من أَهْلِ الجَبلَيْنِ من طَيِّئ وهو عَمْرو بن عَدِيِّ بن وائلٍ وأمُّهُ دَرْماءُ من بني ثَعْلَبَة بن سلامان بن ذُهْلٍ . أو أَرادَ دارَهُ وأنَّها مُبَلَّطَةٌ مَفْروشَةٌ بالحِجارَة فهذه خَمْسَةُ أوجُهٍ ذَكَرَ منها الجَوْهَرِيّ الاثْنَيْنِ وفي التَّهْذيب : بُلْطَةُ : اسمُ دارٍ وأَنْشَدَ لامْرئِ القَيْسِ : .
وكُنْتُ إِذا مَا خِفْتُ يَوْماً ظُلامَةً ... فإِنَّ لها شِعْباً ببُلْطَةِ زَيْمَرا قالَ : وزَيْمَرُ : اسمُ مَوْضِعٍ . والبَلاليطُ : الأَرَضونَ المُسْتَوِيَةُ قالَ السِّيرافيُّ : ولا يُعْرَف لها واحِدٌ . وأَبْلَطَ الرَّجُلُ : لَصِقَ بالأَرْضِ وافْتَقَرَ وذَهَبَ ماله أو قَلَّ فهو مُبْلِطٌ وقال أَبو الهَيْثَمِ : أَبْلَطَ إِذا أَفْلَسَ فلَزِقَ بالبَلاطِ كأُبْلِطَ مَبْنِيًّا للمَفْعولِ فهو مُبْلِطٌ ونقله الجَوْهَرِيّ عن الكِسَائِيّ وأبي زَيْدٍ . وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لصُخَيْرِ بن عُمَيْرٍ : .
" تَهْزَأُ مِنِّي أُخْتُ آلِ طَيْسَلَهْ .
" قالتْ أَراهُ مُبْلِطاً لا شَيْءَ لَهْ ومن المَجَازِ : اعْتَرَضَ اللِّصُّ القَوْمَ فأَبْلَطَهُم : تَرَكَهُم عَلَى ظَهرِ الغَبَراءِ ولم يَدَعْ لَهُم شَيْئاً عن اللِّحْيانيِّ . وقال الفَرَّاءُ : أَبْلَطَ فُلانٌ فُلاناً إِذا أَلَحَّ عَلَيْهِ في السُّؤالِ حتَّى بَرِمَ ومَلَّ وكَذلِكَ أَفْجَأَه وَقَدْ تَقَدَّم . والبَلْطُ بالفَتْحِ ويُضَمُّ : المِخْرَطُ وهو الحَديدَةُ الَّتِي يَخْرُطُ بها الخَرّاطُ عربيَّةٌ والعامّةُ يُسمُّونَه البَلْطَة وقال أَبو حنيفَة : أَنْشَدَني أَعْرابيٌّ : .
" فالبَلْطُ يَبْري حُبَرَ الفَرْفارِ