والأَصَحّ أَنَّ الأَنْواضَ في الرَّجَز : مَنافِقُ الماءِ أَي مَخَارِجُه الواحِد نَوْضٌ . وقال أَبو عَمْرو : الأَنْواضُ : مَدَافِعُ الماءِ . وفي اللّسَان : ولم يُذكرْ للأَنْواضِ ولا للمَنَافِقِ واحِدٌ . وأَنَاضَ الرَّجُلُ : اسْتبان في عَيْنَيْه الجَهْلُ . نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عن بعضِهم هَكَذا الجَهْل بالَّلام وفي كِتاب ابنِ القَطَّاع : الجَهْدُ بالدَّال . قُلْتُ : وعلى مَا في كِتاب الصَّاغَانِيُّ وكأَنَّه احْمَرَّتْ عَيْناه من الغَضَبِ فهو عَلَى التَّشْبيهِ بأَنَاضَ النَّخْلُ . ويُقَالُ : أَنَاضَ النَّخْلُ إِناضاً وإِناضَةً : أَيْنَعَ وأَدْرَكَ حمْلُه كأَقامَ إِقاماً وإِقامَةً قالَ لَبيدٌ : .
فاخِراتٌ ضُرُوعُهَا في ذُرَاهَا ... وأَنَاضَ العَيْدانُ والجبَّارُ قالَ ابنُ سِيدَه : وإِنَّما كانت الواوُ أَوْلى به من الباءِ لأنَّ ض ن و أَشَدُّ انْقِلاباً من ض ن ي . وقال ابن الأَعْرَابِيّ : نَوَّضَ الثَّوْبَ بالصِّبْغِ تَنْويضاً : صَبَغَهُ وأَنْشَدَ في صِفَةِ الأَسَدِ : .
في غِيلِهِ جِيَفُ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ ... بالزَّعْفَرانِ من الدِّماءِ مُنَوَّضُ أَي مُضَرَّج . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : نَاضَ نَوْضاً كنَاصَ أَي عَدَل عن كُراع . وقال ابنُ القَطَّاع : نَاضَ نَوْضاً : نَجَا هارِباً كنَاصَ . والمَنَاضُ : الملْجَأُ عن كُراع . وقال الكِسَائِيّ : العَرَبُ تُبْدِلُ من الصَّادِ ضاداً فتقولُ : مالَكَ في هذا الأَمْرِ مَنَاضٌ أَي مَنَاصٌ وَقَدْ ناض مَنَاضاً إِذا ذَهَبَ في الأَرْضِ . وقال أَبو تُرابٍ : الأَنْواضُ والأَنْواطُ واحِدٌ أَي مَا نُوِّطَ عَلَى الإِبِلِ إِذا أُوقِرَتْ كما في العُبَاب وعَزَاه في اللّسَان إِلَى أَبي سَعيدٍ . والنَّوَّاضُ ككَتَّانٍ من ناضَهُ : أَخْرَجَهُ وهو في قَوْلِ رُؤْبَةَ يَصِفُ الإِبِلَ : .
" يَخْرُجْنَ من أَجْوازِ لَيْلٍ غَاضِ .
" نَضْوَ قِداحِ النَّابِلِ النَّوَّاضِ وذكرَ ابنُ القَطَّاع هُنا : أَنَضْتُ اللَّحْمَ إِناضَةً إِذا تَرَكْتَه أَنِيضاً لم يَنْضَج . قُلْتُ : وَقَدْ تَقَدَّم في أَ ن ض وهناك محلُّه غيرَ أَنَّ أَناضَهُ محلُّه هنا لُغَة في آنَضَه الَّذي ذكرَ .
ن ه ض .
نَهَضَ كمَنَعَ نَهْضاً ونُهُوضاً : قامَ كما في الصّحاح والعُبَاب . وفي المُحْكَمِ : النُّهوضُ : البَرَاحُ عن المَوْضعِ والقيامُ عنه . ومن المَجَازِ : نَهَضَ النَّبْتُ أَي اسْتَوَى نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والزَّمَخْشَرِيُّ . وفي الصّحاح : قالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ كِبَرَهُ : .
" ورَثْيَةٌ تَنْهَضُ في تَشَدُّدِي قُلْتُ : هو قَوْلُ أَبو نُخَيْلَةَ السَّعْدِيِّ وصَدرُه : .
" وَقَدْ عَلَتْنِي ذُرْأَةٌ بادِي بَدِي ووُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِيّ : تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ . قالَ ابنُ بَرِّيّ : والصَّوَابُ في تَشَدُّدي كما هو في نُسخَتِنا . ومن المَجَازِ : نَهَضَ الطَّائِرُ إِذا بَسَطَ جَنَاحَيْهِ ليَطيرَ وفي بعض نُسَخ الصّحاح : جَنَاحَه ومِنْهُ قَوْلُ لُقْمانَ لِلُبَد - وهو آخِرُ نُسُوره في آخِر نَفَسٍ مِنْهُ - : وانْهَضْ لُبَدُ انْهَضْ لُبَدُ . ومن المَجَازِ : النَّاهِضُ : فَرْخُ الطَّائِر الَّذي اسْتَقَلَّ للنُّهُوضِ ومنهم مَن خصَّه بفَرْخِ العُقابِ وقيلَ : هو الَّذي وَفُرَ جَنَاحُه وتَهَيَّأَ وفي الصّحاح : وَفُرَ جَنَاحَاهُ ونَهَضَ للطَّيَرانِ وقيل : هو الَّذي بسَط جَناحَيْهِ ليَطيرَ قالَ امرُؤُ القَيْسِ يَصِفُ صائِداً : .
رَاشَهُ من رِيشِ نَاهِضَةٍ ... ثُمَّ أَمْهاهُ عَلَى حَجَرِه قالَ الصَّاغَانِيُّ : وإِنَّما خَصَّ ريشَ ناهِضَةٍ ؛ لأنَّه أَلْيَنُ . وفي اللّسَان : إنَّما أَرادَ ريشَ فرْخٍ من فِراخِ النَّسْرِ ناهِضٍ ؛ لأَنَّ السِّهامَ لا تُراشُ بالنَّاهِضِ وَقَدْ نُظِرَ فيه وقال لَبيدٌ يَصِفُ النَّبْلَ .
رَقَمِيَّاتٌ عليها ناهِضٌ ... تُكْلِحُ الأَرْوَقَ مِنْهُم والأَيَلّ