قُلْتُ : الرَّجزُ لرُؤْبَةَ يذكر شَبابَهُ والرِّواية : خِدْنَ اللَّواتي وصدْرُه : .
" في سَلْوَةٍ عِشْنا بذَاكَ أُبْضَا أَي يَقْتَطِعْنَهُ ليَسْتَكْنَ به . ويُدْبَغُ بلِحائِهِ مأْخوذٌ من قَوْلِ ابنِ عبَّادٍ : هو شَجرةٌ خَضْراءُ لَيْسَ لها وَرَقٌ وإِنَّما هي قُضْبانٌ يُدْبَغُ بلِحائِها ولا تَنْبُتُ إلاَّ بالحِجازِ . وفي التَّهذيب : قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : يُقَالُ : مَا نَعَضْتُ مِنْهُ شيئاً كمَنَعْتُ أَي مَا أَصَبْتُ . قالَ الأّزْهَرِيّ : ولا أَحُقُّه ولا أَدري مَا صِحَّتُه . قالَ الصَّاغَانِيُّ : لم أَجدْ في الجَمْهَرَة مَا ذَكَرَ عنه الأّزْهَرِيّ . ولعلَّه وَجَدَهُ في كِتابٍ آخَر له .
ن غ ض .
نَغَضَ الشيءُ كالرَّأْسِ والثَّنِيَّةِ وغيرِهما كنَصَرَ وضربَ الأَخيرُ عن الكِسَائِيّ : نَغْضاً ونُغُوضاً ونَغَضَاناً ونَغَضاً مُحرَّكَتَيْنِ أَي تَحرَّكَ واضْطَرَبَ في ارْتِجافٍ كأنْغَضَ وتَنَغَّضَ . ونَغَضَ رأْسَهُ أَيْضاً إِذا حرَّكَ يتعدَّى ولا يتعدَّى حكاه الأخفشُ . وكلَّ حَرَكةٍ في ارْتِجافٍ : نَغْضٌ قالَ : .
" سَأَلْتُ هل وَصْلٌ فقالَتْ مِضِّ .
" وحَرَّكَتْ لي رَأْسَهَا بالنَّغْضِ كأنْغَضَ يُقَالُ : أنْغَضَهُ إِذا حرَّكَهُ كالمُتَعَجِّبِ من الشَّيْءِ ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى " فَسَيُنْغِضونَ إِليكَ رُؤُوسَهُم " أَي يُحرِّكونَها عَلَى سَبيلِ الهُزْءِ . وقال أَبو الهَيْثَم : يُقَالُ للرَّجُلِ إِذا حدَّثَ بشيءٍ فحرَّكَ رَأْسَهُ إِنْكاراً له : قَدْ أنْغَضَ رأْسَهُ . وفي الحَدِيث : " فأَخَذَ يُنْغِضُ رأْسَهُ وكأَنَّهُ يَسْتَفْهِمُ مَا يُقَالُ " أَي يُحرِّكُه ويَميلُ إِلَيْه . ونَغَضَ الشيءُ : كثُر وكَثُفَ ومِنْهُ : غَيْمٌ ناغِضٌ ونَغَّاضٌ ككتَّانٍ أَي كثيفٌ مُتحرِّكٌ بعضُه في أَثَرِ بعضِ مُتَحَيِّرٌ لا يَسيرُ . قالَ ذلك اللَّيْثُ وحَكاه عنه الأّزْهَرِيّ والجَوْهَرِيّ وهُو مَجَازٌ وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ : .
" أَرَّقَ عَيْنَيْكَ عن الغَمَاضِ .
" بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَغَّاضِ قالَ الصَّاغَانِيُّ : والرِّواية : نَهَّاضٍ لا غيرُ وأَمَّا الشاهِدُ ففي مَشْطورٍ آخرَ له من هذه الأُرْجوزَةِ يَصِفُ الفِتْنَةَ : .
" تَبْرُقُ بَرْقَ العَارِضِ النَّغَّاضِ وقال ابنُ فارسٍ : نَغَضَ الغَيمُ إِذا سار . وفي الحَدِيث وَصَفَ عليٌّ رَضِيَ الله عَنْه رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم فقالَ : " كانَ النَّبِيّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم نَغَّاضَ البَطْنِ " فقال له عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه : مَا نَغَّاضُ البَطْنِ ؟ فقال : أَي مُعَكَّنه . وكان عُكَنُه أحسنَ من سَبائِك الذَّهَبِ والفِضَّةِ . ولمَّا كانَ في العُكَنِ نُهُوضٌ ونُتُوءٌ عن مُسْتَوى البطنِ قيلَ للمُعَكَّنِ : نَغَّاضُ البَطْنِ ويُحتملُ أَنْ يَبْني فَعَّالاً من الغُضُونِ وهي المكَاسِرُ في البَطْنِ المُعَكَّن عَلَى القَلْب . ونَغْضٌ بالفَتْحِ ويُكسَرُ : اسمٌ للظَّليمِ مَعْرِفةً لأَنَّهُ اسمٌ للنَّوْعِ كأُسامَةَ قالَ العَجَّاجُ يَصِفُه : .
" واسْتَبْدَلت رُسُومُه سَفَنَّجَا .
" أَصَكَّ نَغْضاً لايَنِي مُسْتَهْدَجَا