وقال اللَّيْثُ : النَّابِضُ : اسمُ الغَضَب صفَةٌ غالبةٌ وهُو مَجَازٌ يُقَالُ : نَبَضَ نابَضُه أَي هاجَ غَضَبُه . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : نَبَضَتِ الأَمعاءُ تَنْبِضُ : اضْطَرَبَتْ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيّ : .
ثمَّ بَدَتْ تَنْبِضُ أَحْرادُها ... إِنْ مُتَغَنَّاةً وإِنْ حَادِيَهْ ووجَعٌ مُنْبِضٌ . والنَّثضُ : نَتْفُ الشَّعرِ عن كُراع . وأَنْبَضَتْهُ الحُمَّى . وتقول : رَأيْتُ وَمْضَةَ برق كنَبْضَةِ عِرْق . وجسَّ الطَّبيبُ مَنْبِضَهُ ومَنَابَضُهم . وأَنْبَضَ النَّدَّافُ مِنْبَضَتَه . وفُلانٌ مَا نَبَضَ لهُ عِرْقُ عَصَبيَّةٍ إِذا لم يَتَعَصَّب وهُو مَجَازٌ . ويُقَالُ : مَا دامَ لي عُرَيْقٌ نابِضٌ لم أَخْذُلْك أَي مَا دمتُ حَيًّا وهُو مَجَازٌ . وذكر الجَوْهَرِيّ المَثَلَ " إِنْباضٌ مِنْ غيرِ تَوْتيرٍ " ولم يَذْكُر فيمَ يُضْرَب قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : يُضربُ لمن ينتحِلُ مَا لَيْسَ عندَه أَدَاتُه . ويُقَالُ أَيْضاً : مَا يُعْرَفُ له مَنْبِضُ عَسَلَةٍ كقولهم : مَضْرِبُ عَسَلَةٍ إِذا لم يكُنْ له أصلٌ ولا قومٌ . والمَنَابِضُ : موضعٌ في شِعْر المسيَّبِ بن عَلَسٍ وقيل للمُتُلُمِّس : .
أَلَكَ السَّديرُ وبارِقٌ ... ومَنَابضٌ ولكَ الخَوَرْنَقُ .
والقَصْرُ من سِنْدادَ ذُو الشُّ ... رُفاتِ والنَّخْلُ المُنَبَّقْ ن ت ض .
نَتَضَ الجِلدُ نُتُوضاً أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وقال اللَّيْثُ : أَي خَرَجَ به داءٌ فأَثارَ القُوَباءَ ثمَّ تَقَشَّرَ طَرائِقَ بعضُها فَوْقَ بعضٍ ومثلهُ في التَّهذيبِ . وفي اللّسَان : خَرَجَ عَلَيْهِ داءٌ كآثارِ القُوَباءِ وأَخْصَرُ من ذلك عِبَارَة ابنِ القَطَّاع : نَتَضَ الجِلدُ نُتُوضاً : تَقَشَّرَ من داءٍ كالقُوَباءِ . وقال أَبو زَيْدٍ : مِنْ مُعاياةِ العَرَبِ قولُهُم : ظَبْيٌ بِذِي تُناتِضَةٍ يقطَعُ رَدْغَةَ الماءِ بعَنَقٍ وإِرْخاءٍ قالَ : يُسَكِّنونَ الرَّدْغَة في هذه الكلمةِ وحدَهَا هَكَذا نَقَلَهُ صَاحِب اللّسَان والصَّاغَانِيُّ إلاَّ أَنَّهم قالوا : ضَأْنٌ بَدَل ظَبْيٍ وهو نصُّ أَبي زَيْدٍ هَكَذا ولم يضبُطُوا تُناتِضَة ولم يُعَرِّفوا مَا هُوَ وهو كعُلابِطَةٍ كَأَنَّهُ اسمُ موضعٌ وأَمَّا رَدْغَةُ الماءِ فسيأتي ذِكرُه في موْضِعه . وقالَ اللَّيْثُ : أَنْتَضَ العُرجونُ وهو ضربٌ من الكَمْأَةِ يَتَقَشَّرُ مِنْ أَعاليهِ ونصُّ العَيْن : وهو شيءٌ طَويلٌ من الكَمْأَةِ تنقَشِرُ أَعَاليه قالَ : وهو يَنْتِضُ عن نفسِهِ كما تَنْتِضُ الكَمْأَةُ الكَمْأَةَ والسِّنُّ السِّنَّ إِذا خرجتْ فرَفَعَتْها عن نفسِها لم يجيءْ إلاَّ هذا . هَكَذا نصُّ العَيْن . قالَ الجَوْهَرِيّ : هذا صَحيحٌ ومَسْموعٌ من العَرَب . قالَ : ولم أَجِدْه لغير اللَّيثِ . وقال ابنُ القَطَّاع : أَنْتَضَ العُرْجونُ : تَفَتَّحَ . ولو قالَ المُصَنِّف هَكَذا لكانَ اخْتِصاراً حَسَناً ؛ فإِنَّه حاصِلُ مَا قالَهُ اللَّيْثُ في عِبَارَةٍ طويلة .
ن ح ض .
النَّحْضُ : اللَّحمُ نَفسُه قالَهُ اللَّيْثُ أَو النَّحْضُ والنَّحْضَةُ : المُكْتَنِزُ مِنْهُ كلحْمِ الفَخِذِ قالَهُ الجَوْهَرِيّ . وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ للنَّابِغَة : .
مَقْذوفَةٍ بدَخِيسِ النَّحْضِ بَازِلُها ... لهُ صَريفٌ صَرِيفَ القَعْوِ بالمَسَدِ وفي الأساس : أَطعَمَهُمْ النَّحْضَ وسَقاهُمُ المَحْضَ وهو اللَّحمُ المُكْتَنِزْ . ويُقَالُ : اشْوِ لنا هذه النَّحْضَةَ بهاءٍ : القِطعة الكَبيرَة منه قالَهُ اللَّيْثُ وكُلُّ بَضْعَةِ لحمٍ لا عَظْمَ فيها : لَفِئَةٌ نحو النَّحْضَةِ والهبرَةِ والوذْرَةِ ج نُحُوضٌ ونِحَاضٌ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لعَبيدِ بنِ الأَبْرَصِ : .
ثمَّ أَبْرِي نِحاضَهَا فَتَراهَا ... ضَامِراً بَعْدَ بُدْنِها كالهِلالِ