مَضَّهُ الشَّيْءُ يَمُضُّهُ بالضَّمِّ مَضًّا ومَضِيضاً إِذا بَلَغَ مِنْ قلبِهِ الحُزْنُ به نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وليس عِنْدُه : مَضيضاً وإِنَّما ذَكَرَهُ ابنُ سِيدَه كأَمَضَّه . وفي المُحكمِ : مَضَّهُ الهمُّ والحزْنُ . والقَوْلُ يَمُضُّهُ مضًّا ومَضيضاً : أَحرقَهُ وشقَّ عَلَيْهِ . والهمُّ يَمُضُّ القلب أَي يُحْرِقُهُ . وفي الصّحاح : أَمَضَّني الجُرْحُ إِمْضاضاً إِذا أَوجَعَكَ . وفيه لغةٌ أُخرى : مَضَّني الجرحُ ولم يعرفْهَا الأَصْمَعِيّ . وقال ثَعْلَبٌ : يُقَالُ : قَدْ أَمَضَّني الجرحُ . وكانَ مَنْ مَضَى يَقُولُ : مَضَّني بغيرِ أَلِفٍ . انْتَهَى ومثله في المُحكم . وقال أَبو عُبَيْدَةَ : مَضَّني الأَمْرُ وأَمَضَّني وقال : أَمَضَّنِي كلامُ تَميمٍ . ويُقَالُ : أَمَضَّني هذا الأَمْرُ ومَضِضْتُ لهُ أَي بَلَغْتُ مِنْهُ المَشَقَّةَ . قالَ رُؤْبَةُ : .
" فاقْنَيْ وشَرُّ القَوْلِ مَا أَمَضَّا وقال أَبنُ دُرَيْدٍ : كانَ أَبو عَمْرو بنُ العلاءِ يَقُولُ : مَضَّني كلامٌ قديمٌ قَدْ تُرِكَ كأَنَّهُ أَرادَ قَدْ تركَ واسْتُعْمِل أَمَضَّني . وقال ابنُ بَرِّيّ : شاهِدُ مَضَّني قَوْلُ جَريرٍ بنِ حمزَةَ : .
" يا نَفْسُ صَبْراً عَلَى مَا كانَ من مَضَضٍإِذا لَمْ أَجِدْ لفُضُولِ القَوْلِ أَقْرانَا قالَ : وشاهدُ أَمَضَّني قَوْلُ سِنانِ بنِ محرش السَّعْديّ : .
" وبِتُّ بالحِصْنَيْنِ غَيْرَ رَاضِي .
" يَمْنَعُ مِنِّي أَرْقَمِي تَغْماضِي .
" مِنَ الحَلُوءِ صادِقِ الإِمْضَاضِ .
" في العَيْنِ لا يَذْهَبُ بالتَّرْحاضِ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : يُقَالُ : مَضَّ الخَلُّ فَاهُ أَي أَحرقَهُ . ومَضَّ الكُحْلُ العَيْنَ يَمُضُّها بالضَّمِّ والفَتْحِ : آلَمَها وأَحْرَقها كأَمَضَّها وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ وسبق شاهِدُه في كَلامِ ابنِ بَرِّيّ . وكُحْلٌ مَضٌّ : مُمِضٌّ . يُقَالُ : كَحَلَهُ بمُلْمُولٍ مَضٍّ أَي حارٍّ كما في الصّحاح . وفي اللّسَان : كَحَلَهُ مَضًّا إِذا كانَ يُحرقُ . ومَضِيضُه : حُرْقَتُه . وفي العُبَاب : مُلْمُولٌ مَضٌّ أَي مُحرِقٌ وصفٌ بالمصدرِ كقولِهِمْ : ماءٌ غَوْرٌ وسَكْبٌ . وفي الحَدِيث : أَنَّ عَبْدِ اللهِ بن جعفَرٍ رَضِيَ الله عَنْه أَحْمى مِسْماراً ليَفْقَأَ به عَيْنَ ابنِ مُلْجَمٍ فقال : إِنَّكَ لتَكْحُلُ عَمَّكَ بمُلْمُولٍ مَضٍّ . ومَضَّتِ العَنْزُ تَمُضُّ وتَمَضُّ مَضيضاً إِذا شرِبَتْ وعَصَرَتْ مَرَمَّتَيْها أَي شَفَتَيْها كما في العُبَاب . ومَضِضَ كفَرِحَ : أَلِمَ من المُصيبَةِ . ومن الكلامِ يَمَضُّ مَضيضاً . وفي المُحْكَمِ : أَمَضَّهُ جِلدُهُ فدَلَكَهُ أَي أَحَكَّهُ . ويُقَالُ : امرأَةٌ مَضَّةٌ إِذا كانت لا تَحْتَمِلُ مَا يَسوءهَا كأَنَّ ذلك يَمُضُّها عن ابنِ الأَعْرَابيّ . قالَ : ومِنْهُ قولُ الأَعْرابِيَّةِ حين سُئِلَتْ : أَيُّ النَّاسِ أَكرَمُ ؟ قَالَتْ : البَيْضاءُ البَضَّة الخَفِرَةُ المَضَّة . وفي التَّهذيب : المَضَّة الَّتِي تُؤْلِمُها الكَلِمَةُ اليَسيرَةُ أو الشَّيْءٍ اليسيرُ ويُؤْذيها . والمَضَضُ : محركة اللبن الحامض والمضض وجعُ المُصيبَةِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وَقَدْ مَضِضْتَ يا رجُلُ بالكَسْرِ تَمَضُّ مَضَضاً ومَضيضاً ومَضاضَةً كجَبَلٍ وأَميرٍ وسَحابَة نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هَكَذا . والمَضُّ : المَصُّ أَو هو أَبلَغُ مِنْهُ . وقالَ اللَّيْثُ : المَضُّ : مَضيضُ الماءِ كما تمتَصُّه . ويُقَالُ : لا تَمُضُّ مَضيضَ العَنْزِ . ويُقَالُ : ارْشُفْ ولا تَمُضَّ إِذا شربتَ . وفي العُبَاب : ويَجوزُ تَمَضَّ والأُولى هيَ العُليا وبهما رُوي حديثُ الحَسَنِ يُخاطبُ الدُّنْيا : " خبَاثِ كلَّ عِيدَانِك قَدْ مَضِضْنا فوجَدْنا عاقِبتَه مُرًّا . خَباثِ كقَطامِ أَي يا خبيثَةُ جرَّبْناكِ واختبرناك فوجدناكِ مُرَّةَ العاقِبَةِ . وقال اللَّيْثُ : المِضُّ بالكَسْرِ : أَن يَقُولَ الإِنسانُ بشَفَتِهِ وفي العَيْن : بطَرَفِ لِسانِه شِبْهَ لا وهو هِيجْ بالفارِسِيَّةِ وأَنْشَدَ : .
" سَأَلْتُها الوصْلَ فقالَتْ مِضِّ .
" وحَرَّكَتْ لِي رَأْسَهَا بالنَّغْضِ