ومُشرفٌ والفَوارسُ موضِعان . يَقُولُ : نظرتُ إِلَى ظُعُنٍ يَجُزْنَ بَيْنَ هذينِ المَوْضِعَيْنِ . انْتَهَى . وقال الفَرَّاءُ : العربُ تقول : قَرضْتُهُ ذاتَ اليمينِ وقَرَضْتُهُ ذاتَ الشِّمالِ وقُبُلاً ودُبُراً أَي كنتُ بِحِذائِه من كلِّ ناحيةٍ . وقَرَضَ الرَّجُلُ : ماتَ هَكَذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ كقَرِضَ بالكَسْرِ وهذه عن ابنُ الأَعْرَابيّ . وَقَدْ جمعَ بَيْنَهما الصَّاغَانِيُّ في العُبَاب ونبَّه عَلَيْهِ في التَّكْمِلَة أَيْضاً . ومن أَمثالِهمْ : " حال الجَريضُ دُونَ القَرِيضِ " قاله عَبِيد بنُ الأَبرص حينَ أَرادَ المُنذِرُ قتلَهُ فقالَ : أَنْشِدْني مِنْ قولكَ فقالَ ذلك وَقَدْ تَقَدَّم في ج ر ض قيلَ : الجَريضُ : الغُصَّةُ . والقَريضُ : مَا يردُّهُ البَعيرُ من جِرَّتهِ كما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وقالَ اللَّيْثُ : القَريضُ : الجِرَّةُ لأنَّهُ إِذا غُصَّ لم يقْدِرْ عَلَى قَرْضِ جِرَّتِهِ . وقال ابنُ سِيدَه : قَرَضَ البعيرُ جِرَّتهُ يَقْرِضُها قَرْضاً وهي قَريضٌ : مَضَغَها أَو ردَّها . وقال كُراع : إنَّما هي الفَريضُ بالفاءِ وَقَدْ تَقَدَّم في موضِعِهِ . وقيل الجرِيضُ في المثَلِ : الغَصَصُ والقَريضُ الشِّعْرُ كما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً أَي حالَ مَا هالهُ دُون شِعْره ولذا صارَ يَقُولُ : .
" أَقْفَرَ من أَهْلِهِ عَبِيدُ .
" فاليَوْمَ لا يَبْدِي ولا يَعيدُ والشِّعْرُ قَريضٌ فَعيلٌ بمَعْنَى مفْعولٍ كالقَصيدِ ونَظَائِرِه . قالَ ابنُ بَرِّيّ : وَقَدْ فرَّقَ الأَغْلبُ العِجْلِيُّ بَيْنَ الرَّجَزِ والقَريضِ بقَوْله : .
" أَرجزاً تُريدُ أَمْ قَرِيضا .
" كِلَيْهِما أُجِيدُ مُسْتَرِيضَا والقُراضَةُ : بالضَّمِّ : مَا سقطَ بالقَرْضِ أَي بقَرْضِ الفأْر من خُبزٍ أَو ثوبٍ أَو غيرِهِما وكذلك قُراضاتُ الثَّوبِ التي يَقْطَعُها الخيَّاطُ ويَنْفيها الجَلَمُ وكَذلِكَ قُراضَةُ الذَّهبِ والفِضَّةِ . والمِقْراضُ : واحدُ المقاريضِ هَكَذا حكاه سيبويه بالإِفْراد . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لعَدِيٍّ بنِ زَيْدٍ : .
كلُّ صعْلٍ كأَنَّما شَقَّ فيهِ ... سَعَفَ الشرْيِ شَفْرَتَا مِقْراضِ وقالَ ابنُ مَيَّادَةَ : .
" قَدْ جُبْتُها جَوْبَ ذِي المِقْراضِ مِمْطَرَةًإِذا اسْتَوَى مُغْفِلاتُ البِيدِ والحدَب وقال أَبو الشِّيص : .
وجنَاحِ مقْصُوصٍ تَحيَّفَ ريشَهُ ... رَيْبُ الزَّمانِ تَحَيُّفَ المِقْراضِ فقالوا مِقْراضاً فأَفْرَدوه . وقال ابنُ بَرِّيّ : ومثلُهُ المِفْراصُ بالفاءِ والصَّاد وَقَدْ تَقَدَّم في موضعه . وهما مِقْراضانِ تثنيَةُ مِقْراض . وقال غيرُ سِيبَوَيْه من أَئمَّةِ اللُّغةِ : المِقْراضانِ : الجَلَمانِ لا يُفردُ لهما واحدٌ . والقَرْضُ بالفَتْحِ كما هو المشهور ويُكسرُ وهذه حكاها الكِسائِيُّ كما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وقال ثعلبٌ : القَرْضُ المصدر والقَرْضُ الاسمُ . قالَ ابنُ سِيدَه : لا يُعْجِبُني . وفي اللّسَان : هو مَا يَتَجازَى به النَّاسُ بَيْنَهم ويَتَقاضَوْنَهُ وجمْعُهُ قُرُوضٌ . قالَ الجَوْهَرِيّ : هو مَا سلَّفْتَ مِنْ إِساءةٍ أَوْ إِحسان وهو مَجازٌ عَلَى التَّشبيهِ وأَنْشَدَ للشَّاعرِ وهو أُميَّةُ ابنُ أَبي الصَّلْتِ : .
" كُلُّ امرئٍ سوفَ يُجْزَى قَرْضَهُ حَسَناًأَوْ سَيِّئاً أَوْ مَدِيناً مِثْلَ مَا دَانَا وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لِلَبيدٍ رَضِيَ الله عَنْه : .
وإذا جُوزِيتَ قَرْضاً فاجْزِهِ ... إنَّما يَجْزِي الفَتَى لَيْسَ الجَمَلْ