مَعْنَاه أَنَّهُنَّ سَيَّلْنَ دُمُوعَهُنَّ حَتَّى نَزَفْنَهَا . قال ابنُ سِيدَه : " منْ " هُنَا لِلتَّبْعيضِ وتَكُونُ زَائدَةً على قَوْل أَبِي الحَسَنِ لأَنَّهُ يَرَى زيَادَةَ " مِنْ " في الوَاجِبِ وحَكَة : قَدْ كانَ مِنْ مَطَرٍ أَي قَدْ كَانَ مَكَرٌ . قُلْت : وقد سَبَقَ للْمُصَنِّف في " غ ب ض " ما يُقَرِّب ذلكَ وقد تَبِعَ اللِّيْثَ وصَحَّحَهُ الأَزْهَرِيّ وإِخَالُه مُصَحَّفاً من هذا . فتَأَمَّلْ . غَيَّضَ " الأَسَدُ : أَلِفَ الغَيْضَةَ " . نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ وصَاحبُ اللّسَان .
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : المَغِيضُ يَكُونُ مَصْدَراً ويَكُونُ المَوْضِعَ الَّذِي يَغِيضُ فِيه الماءُ : وغَيَّضَهُ تَغْييضاً كغَاضَهُ وأَغَاضَهُ . ويَكُونُ المَغِيضُ أَيضاً اسْمَ مَفْعُولٍ كالمَبِيعِ . يُقَالُ : غِيضَ ماءُ البَحْرِ فهو مَغِيضٌ مَفْعُولٌ به . والغَائِضُ في قَوْل الشَّاعِر : .
إِلَى الله أَشْكُو مِنْ خَلِيلٍ أَوَدُّهُ ... ثَلاَثَ خِلاَلٍ كُلُّهَا ليَ غَائِضُ قال بَعْضُهُمْ : أَرَادَ : غائظ " بالظاءِ " فأَبْدَلَ الظَّاءَ ضاداً . هذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي . وقال ابنُ سِيدَه : ويَجُوزُ عنْدِي أَنْ يَكُونَ غائِض غَيْرَ بَدَلٍ ولكنَّهُ من غاضَهُ أَيْ نَقَصَهُ ويَكُون مَعْنَاهُ حينَئِذٍ أَنَّهُ يَنْقُصُني ويَتَهَضَّمُنِي . وغَاضَ الكِرَامُ : إِذَا قَلُّوا وقد تَقَدَّمَ . والغَيْضُ : ما كَثُرَ من الأَغْلاثِ أَي الطَّرْفَاءِ والأَثْلِ والحَاجِ والعِكْرِشِ واليَنْبُوتِ . والغَيْضُ : مَوْضِعٌ بَيْنَ الكُوفَةِ والشَّامِ .
فصل الفاءِ مع الضاد .
فحض .
" فَحَضَه بالمُهْمَلَة كمَنَعَهُ " أَهمله الجَوْهريّ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : أَيْ " شَدَخَهُ " يَمَانِيَةٌ قال : " وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ في الشَّيْءِ الرَّطْبِ كالقِثَّاءِ والبِطِّيخِ " هكَذَا نَقَلَهُ صاحبُ اللِّسَانِ والصّاغَانيّ .
فرض .
" الفَرْضُ كالضَّرْبِ : التَّوْقِيتُ " قالَهُ ابنُ عَرَفَةَ " ومنه " قَوْلُهُ تَعَالَى : " فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ " فكُلُّ وَاجبٍ مُؤَقَّتٍ فهو مَفْرُوضٌ وكَذَا قَوْلُه تَعَالَى : " مَا كَانَ عَلَى النَّبيِّ مِنْ حَرَجٍ فيمَا فَرَضَ الله لَهُ " أَي وَقَّتَ اللهُ لَهُ وكَذلكَ قَوْلُه تَعَالَى : " نَصِيباً مَفْرُوضاً " أَي مُؤَقَّتَاً كُلُّ ذلكَ من تَفْسير ابْنِ عَرَفَةَ وكَذلكَ قَوْلُ الزَّجَّاجِ في مَعْنَى قَوْلِهِ " مَفْرُوضاً " . وقال غَيْرُهُ : " فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ " أَي أَوْجَبَهُ عَلَى نَفْسِه بإِحْرامِه . الفَرْضُ : الحَزُّ في الشَّيْءِ " . يُقَالُ : فَرَضْتُ الزَّنْدَ والسِّوَاكَ . وفَرْضُ الزَّنْدِ حَيْث يُقْدَحُ مِنْهُ كما في الصّحاح وهو قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابيّ . وقال الأَصْمَعِيّ : فَرَضَ مِسْوَاكَهُ فهو يَفْرَضُهُ فَرْضاً إِذَا حَزَّهُ بأَسْنَانِه . وفي حَدِيث عُمَرَ رَضيَ اللهُ عَنه " أَنَّهُ اتَّخَذَ عَامَ الجَدْبِ قِدْحاً فيه فَرْضٌ " القِدْحُ : السَّهْمُ قَبْلَ أَنْ يُعْمَلَ فيه الرِّيشُ والنَّصْلُ . والفَرْضُ : الحَزُّ في الشَّيْءِ والقَطْعُ " التَّفْرِيضِ " وهو التَحْزِيزُ وقد صَحَّفَهُ اللَّيْثُ في قَوْل الشَّمَّاخ : .
إِذَا طَرَحَا شَأْواً بأَرْضٍ هَوَى لَهُ ... مُفَرَّضُ أَطْرَافِ الذِّرَاعَيْن أَفْلَجُ فرَوَاهُ مُقَرَّض بالقَافِ وهو بالفَاءِ كما رَوَاه الثِّقَات . قال الباهِلِيُّ : أَرادَ الشَّمَّاخُ بالمُفَرَّضِ المَحَزَّرَ يَعْنِي الجُعَلَ نَبَّهَ عَلَيْه الأَزْهَرِيّ . قال : وأَرَادَ بالشّأْوِ : ما يُلْقِيهِ العَيْرُ والأَتَانُ من أَرْوَاثِهِما . وقالُوا : الجُعْلانُ مُفَرَّضَةٌ كأَنَّ فِيها حُزُوزاً . الفَرْضُ " من القَوْس : مَوْقِعُ الوَتَرِ " . وفي الصّحاح : فَرْضُ القَوْسِ : الحَزُّ الَّذِي يَقَعُ عليه الوَتَرُ . " ج فِرَاضٌ " وفُرُوضٌ أَيْضاً . قال الشّاعِر : .
" مِنَ الرَّضَمَاتِ البِيضِ غَيَّرَ لَوْنَهَابَنَاتُ فِرَاضِ المَرِخِ واليَابسُ الجَزْلُ