ولاَ تَصِلِي بِمَطْرُوقٍ إِذا مَا ... سَرَى في القَوْمِ أَصْبَح مُسْتَكِينَا .
يَلُومُ ولا يُلامُ ولا يُبَالِي ... أَغَثّاً كان لَحْمُكِ أَمْ سَمِينَا .
إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قال أَوْكِي ... على ما فِي سِقَائِكِ قد رَوِينَا قال ابن بَرّيّ : كذا أَنْشَدَه أَبو عَليّ لابْنِ أَحْمَرَ . رَوينَا على أَنَّه من القصِيدَة النُّونِيّة . وفي شِعْرِ عمْرِو بن هُمَيْلٍ اللِّحْيَانِيّ وفي العٌبابِ : الهُذليّ " قد رَوِيتُ " في قَصِيدَة أَوَّلها : .
أَلاَ مَنْ مُبْلِغُ الكُعْبِيّ عَنّي ... رَسُولاً أَصلُهَا عِنْدِي ثَبِيتُ وفي العُبَاب : يُهْجُو عَمْرُو بْنَ جُنَادَةَ الخُزَاعيّ ومِنْهَا : .
تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتَى أُنَاسٍ ... وأَوْضَعَه خُزَاعِيٌّ كَتِيتُ .
إِذَا شَرِبَ المُرِضَّةَ قال أَوْكِي ... على مَا فِي سِقَائك قد رَوِيتُ قال الصَّاغَانِيّ : وهذَا من تَوَارُدِ الخَاطِرُ . وقال الأَصْمَعِيّ : أَرَضَّ الرجلُ إِرْضَاضاً إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ فثَقُلَ عَنْهَا وأَنشد قَوْلَ العَجّاج : .
" ثمّ استَحثُّوا مُبْطِئاً أَرَضّاً وعن أَبي عُبَيْدَةَ : المُرِضَّةُ من الخَيْلِ : الشَّدِيدَةُ العَدْوِ . وعن ابنِ السِّكِّيت : أَرَضَّ في الأَرْضِ أَيْ ذَهَبَ . والرَّضْراضُ : الصَّفَا عن كُرَاع . وبَعِيرٌ رَضْرَاضٌ : كَثيرُ اللَّحْمِ عن الجَوْهَرِيّ وأَنْشَد قَوْلَ الجَعْدِيّ يَصِفُ فَرَساً : .
فعَرَفْنَا هِزَّةً تَأْخُذُهُ ... فَقَرَنَّاهُ بِرَضرَاضٍ رَفَلّْ أَيْ أَوثَقْنَاه بِبَعيرٍ ضَخْمٍ . ومن المجَاز : سَمِعْتُ بِمَا نَزَل بِك ففتَّ كَبِدِي ورَضَّ عَظَامِي كما في الأَساسِ . ورَضْرَاضَةُ : مَوْضِعٌ بسَمَرْقَنْدَ منه أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُودِ بن عَبْدِ اللهِ الرَّضْراضِيّ رَوَى عنهُ أَحْمَدُ بنُ صَالِحِ بنِ عُجَيْف . وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : رعض .
رَعَضَ الفَرَسُ كمَنَع : انتَفَضَ وارْتَعَدَ . وارْتَعَضَتِ الشَّجَرَةُ : تَحَرَّكَت ورَعَضَتْهَا الرِّيحُ وأَرْعَضَتْهَا . وارْتَعَضَتِ الحَيَّةُ : تَلَوَّتْ . هكذا ذَكَرَه صاحِبُ اللّسَان هُنَا عن ابنِ الأَثِير وأَهْمَلَه الجَمَاعَةُ وقد سَبَقَ ذلِكَ بعَيْنه في " الصّادِ " ولَعَلَّ ما ذَكَرَهُ لُغَة فتَأَمّلْ .
رفض .
" رَفَضَه يَرْفِضُه ويَرْفُضُه " . من حَدّ ضَرَبَ ونَصَرَ " رَفْضاً " بالفَتْح " ورَفَضاً " مُحَرَّكَةً : " تَرَكَهُ " كما في الصّحاح والعُبَاب . زادَ في اللّسَان : وفَرَّقَه . رَفَضَ " الإِبِلَ " يَرْفِضُهَا رَفْضاً من حَدّ ضَرَبَ فَقَطْ كما في الصّحاح ومن حَدّ نَصَرَ أَيْضاً كما في العُبَاب : " تَرَكَهَا تَتَبَدَّدُ " أَيْ تَتَفَرَّق " في مَرْعَاهَا " حَيْثُ أَحَبَّت لا يَثْنِهَا عمَّا تُريد " كأَرْفَضَهَا " إِرْفاضاً عن الفَرَّاء " فَرَفَضَت هِيَ " تَرْفُضُ " رُفُوضاً " بالضَّمِّ أَي " رَعَتْ وَحْدَهَا والرَّاعِي يَنْظُر إِلَيْهَا " . وفي الصّحاح : يُبْصِرُهَا قَرِيباً أَوْ بَعِيداً . قُلْتُ : فهو مُتَعَدٍّ لازِمٌ وزادَ في اللِّسَان - بَعْدَ قَوْلهِ : أَو بَعِيداً - لا تُتْعِبُه ولا يَجْمَعُهَا . ونَصّ الفَرّاء : أَرْفَضَ القَوْمُ إِبِلَهُمْ : إِذَا أَرْسَلُوها بِلارِعَاءٍ . وقد رَفَضَت الإِبِلُ إِذَا تَفَرَّقَتْ وَرَفَضَتْ هِيَ تَرْفِضُ رَفْضاً أَي تَرْعَى وَحْدَهَا وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجز : .
" سَقْياً بِحَيْثُ يُهْمَلُ المُعَرَّضُ .
" وحَيْثُ يَرْعَى وَرَعِي وأَرْفِضُ ويُرْوَى : ويَرْفِضُ . قال ابن بَرّيّ : المُعَرَّضُ من الإِبل : الّذِي وَسْمُه العِرَاضُ . والوَرَعُ : الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ الَّذِي لا غَنَاءَ عِنْدَه . ويُقَال : إِنَّمَا مَالُ فُلانٍ أَوْرَاعٌ أَي صِغَارٌ . " وهي إِبِلٌ رَافِضَةٌ ورَفْضٌ " بالفَتْحِ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وأَنشدَ قَوْلَ الشَّاعِرِ يَصِفُ سَحاباً . قُلْتُ : وهو مِلْحَةُ الجَرْمِيّ كما في العباب وقِيلَ : مِلْحَةُ بنُ وَاصِلٍ كما في اللّسَان