" والْمِرْحَاضُ بالكَسْرِ : خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِهَا الثَّوْبُ " إِذا غُسِلَ . نَقلَه الجَوْهَرِيّ . هو أَيضاً " المُغْتَسَل " كما في الصّحاح . المِرْحَاضُ في الأَصْل : مَوْضِعُ الرَّحْضِ و " قَد يُكْنَى به عن مَطْرَحِ العَذِرَةِ " وجَمِيعُ أَسمائِه كذلِك نحو الغَائِطِ والبَرَازِ والكَنِيفِ والحُشِّ والخَلاَءِ والمَخْرَجِ والمُسْتَرَاحِ والمُتَوَضَّإِ فلمّا شاعَ استِعْمَالُ وَاحِدٍ وشُهِرَ انْتَقَلَ إلى آخَرَ . كما في العُبَابِ . والجَمْعُ المَرَاحِضُ والمَرَاحِيضُ . ومنه حَدِيثُ أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيّ : " فوَجَدْنا مَرَاحِيضَهم استُقْبِلَ بها القِبْلَة فكُنَّا نَنْحَرِفُ ونَسْتَغْفِرُ اللهَ " يَعنِي بالشَّام . المِرْحَضَةُ " كمِكْنَسَةٍ : شَيْءٌ يُتَوَضَّاُ فيه مِثْلُ الكَنِيفِ " قاله اللَّيْثُ وفي الأَسَاسِ : هي المِيضَأَةُ . قال ابنُ عَبّاد : " الرَّحْضُ : الشَّنَّةُ والمَزَادَةُ الخَلَقُ " نقله الصّاغَانيّ . " والرِّحْضِيَّةُ بالكَسْر : ة قُرْبَ المَدِينَةِ " المُشْرَّفَةِ " للأَنْصَارِ وبَنِي سُلَيْمٍ " عِنْدَها آبَارٌ كَثيرَةٌ ونَخِيلٌ . هكَذَا نقله الصَّاغَانِيّ في كِتَابَيْه والَّذِي في المُعْجَمِ وغَيْرِه : مَاءٌ في غَرْبِيّ ثَهْلاَنَ يُدْعَى رُحَيْضَةَ . أَي كسفينة وهو من جِبَالِ ضَرِيَّةَ وسيَأْتي أَنّ ثَهْلاَنَ جَبَلٌ لبَنِي نُمَيْرٍ بنَاحِيَةِ الشُّرَيْفِ وضَرِيَّةُ والشُّرَيْفُ كِلاهُمَا بنَجْدٍ قُرْبَ المَدِينَة . فإِنْ كانَ هكَذَا فقد وَهِمَ الصَّاغَانِيّ في ضبْطِه فتأمل . " والرُّحَضَاءُ كالخُشَشَاءِ : العَرَقُ " مُطْلقاً ويُقَال عَرَقُ الحُمَّى كما قاله اللَّيْثُ . وقيل : هو العَرَقُ في " إِثْرِ الحُمَّى " وقيل : هو الحُمَّى بعَرَقٍ " أَو عَرَقٌ يغسِلُ الجِلْدَ كَثْرَةً " أَي لكَثْرَتِهِ وكَثِيراً ما يُسْتَعْمل في عَرَقِ الحُمَّى والمَرَضِ . وبهِ فُسِّر حَدِيثُ نُزُولِ الوَحْيِ : " فمَسَحَ عنه الرُّحَضَاءَ " " وقد رُحِضَ المَحْمُومُ كعُنِيَ " : أَخَذَتْه الرُّحَضَاءُ قالَهُ اللَّيْثُ وهو مَجازٌ وقال الأَزهَرِيُّ : إِذا عَرِقَ المحْمُومُ من الحُمَّى فهِيَ الرُّحضاءُ . وحَكَى الفَارِسيُّ عن أَبِي زَيْد : رُحِصَ رَحْضاً فهو مَرْحُوضٌ إِذا عَرِقَ فكَثُرَ عَرَقُه عَلَى جَبينِه في رُقَادِه أَو يَقَظَتِه ولا يَكُونُ إِلاَّ مِنْ شَكْوَى . " والرُّحَاضُ بالضَّمِّ اسْمٌ منه " أَي من الرُّحَضَاءِ عن ابْنِ دُرَيْدٍ . " وسَمَّوْا رَحَّاضاً ككَتَّانٍ " وكذلِكَ رَحْضَة بالفَتْح ومُحَرَّكَة . " وارْتَحَضَ " الرَّجُل : " افْتَضَحَ " عن أَبِي عَمْرْو كما في العُبَاب وهو مَجَاز . " وخُفَافُ بنُ إِيماءَ بْنِ رَحَضَةَ " ابن خُرْبَةَ بنِ خلافِ بنِ حارِثَةَ بنِ غِفَارٍ الغِفَارِيّ " صَحابِيٌ " . قلتُ : خُفَافٌ كغُرَابٍ كان إِمامَ قَوْمِه وخَطِيبَهم شَهِدَ الحُدَيْبِيَةَ رَوَى عنه الجَمَاعَةُ وأَبُوهُ إِيماءُ " بكَسْرِ الهَمْزِ والمَدّ وفَتْحِهَا والقَصْر له صُحْبَةٌ أَيْضاً وكان سَيِّدَ بَنِي غِفَارٍ . ورحضَةُ قيل مُحَرَّكةَ وبُقَال بالضَّم ويُقَال بالفَتْح كما هو صرِيحُ سِياقِ المُصنِّف له صُحْبةٌ أَيضاً كما نقله غَيْرُ وَاحِدٍ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : يَرْحَضُهُ كيَنْصُر : لُغةٌ في يَرْحَضُ . كيمْنَعُ كما في اللِّسَان . والرُّحَاضَةُ : الغُسَالةُ عن اللِّحْيَانِيّ . وثَوْبٌ رَحْضٌ لا غَيْر : غُسِيلَ حَتَّى خَلَقَ عن ابن الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد : .
إِذا ما رَأَيْتَ الشَّيْخَ عَلْبَى وجِلْدُه ... كرَحْضٍ قدِيمٍ فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ والمِرْحَضَةُ : الإِجّانَة لأَنَّه يُغْسَلُ فيها الثِّيَابُ عن اللّحْيَانِيّ . والمِرْحَاضَة : شَيْءٌ يُتَوَضَّأُ بِهِ كالتَّوْرِ عن ابن الأَعرابِيّ كما في التَّهْذِيب . والتَّرْحَاضُ بالفَتْحِ : الغَسْلُ : وأَنْشَد بن بَرِّيّ في م ض ض قَوْلَ سِنَانِ بن مُحَرِّشٍ الأَسَدِيّ : .
" مِن الحَلُوءِ صادِقِ الإِمْضَاضِ .
" في العَيْنِ لا يَذْهَبُ بالتَّرْحَاضِ والأَرْحَضِيَّةُ : وَادٍ بَيْنَ أُبْلَى وقُرّانَ بينَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْن . نَقَلَهْ ياقُوت .
رضض