العُدْمُلِيُّ : القَدِيمُ . وأَراد بالأَرْباضِ جَمْعَ رَبَضٍ . شَبَّهَ كِنَاسَ الثَّورِ بمَأْوَى الغَنَمِ . وفي الحَدِيث : " مَثَلُ المُنَافِقِ كالشَّاةِ بَيْن الرَّبَضَيْن إِذا أَتَت هذِه نَطَحَتْهَا وإِذا أَتَتْ هذِه نَطَحَتْهَا " كما في العُبَاب . قُلتُ : ويُرْوَى : بينَ الرَّبِيضَيْن . والرَّبِيضُ : الغَنَم نَفْسُها كما يَأْتي . فالمَعْنَى عَلَى هذا أَنَّه مُذَبْذَبٌ كالشَّاةِ الوَاحِدَة بَيْن قَطِيعَيْنِ من الغَنم . وإِنَّمَا سُمِّيَ مَأْوَى الغَنَمِ رَبَضاً لأَنَّهَا تَرْبِضُ فيه . وكَذلك رَبَضُ الوَحْشِ : مأَواه وكِنَاسُه . من المَجَازِ : الرَّبَضُ : " حَبْلُ الرَّحْلِ " الِّذِي يُشَدُّ به " أَو ما يَلِي الأَرْضَ مِنْه " أَي من حَبْلَ الرَّحْلِ " لا ما فَوْقَ الرَّحْلِ " . وقال اللَّيْثُ : الرَّبَضُ : ما وَلِيَ الأَرْضَ من البَعِير إِذا بَرَكَ والجَمْع الأَرْبَاضَ . وأَنْشَدَ : .
" أَسْلَمَتْهَا مَعاقِدُ الأَرْباضِ أَي مَعاقِدُ الحِبَالِ على أَرْبَاضِ البُطُونِ . وقال الطِّرِمَّاح : .
وأَوَتْ بِلَّةُ الكَظُومِ إِلى الفَظِّ ... وجَالَتْ مَعَاقِدُ الأَرْباضِ وإِنَّمَا تَجُولُ الأَرْباضُ من الضُّمْرِ هكذَا قَالَهُ اللَّيْث : وغَلَّطَه الأَزْهَرِيّ . وقال : إِنَّمَا الأَرْباض الحِبَالُ . وبه فَسَّرَ أَبو عُبَيْدَة قَوْلَ ذِي الرُّمَّة : .
إِذَا مَطَوْنا نُسُوعَ الرَّحْلِ مُصعِدَةً ... يَسْلُكْنَ أَخْرَاتَ أَرَباضِ المَدَارِيجِ قال : والأَخْرَاتُ : حَلَقُ الحِبَالِ . قُلتُ : وفَسَّر ابنُ الأَعْرَابِيّ الأَرْباضَ في البَيْت ببُطُونِ الإِبِلِ كما ذَهَبَ إِليه اللَّيْثُ . من المَجَازِ : الرَّبَضُ : " قُوتُكَ الَّذِي " يُقِيمُك و " يَكْفِيك من اللَّبَن " نقله الجَوْهَرِيُّ . قال : ومنه المَثَلُ : " مِنْكَ رَبَضُكَ وإِنْ كانَ سَمَاراً " أَي مِنْكَ أَهْلُك وخَدَمُكَ " ومَنْ تَأْوِي إِليه " وإِنْ كانُوا مُقَصِّرين " . قال : وهذا كقُولِهِم : أَنْفُكَ مِنْك ولَوْ كانَ أَجْدَعَ " . وزادَ في العُبَاب : وكَذَا " مِنْكَ عِيصُك وإِنْ كان أَشِباً " . وفي اللِّسَان : السَّمَارُ : اللَّبَنُ الكَثِيرُ المَاءِ . والمَعْنَى : قَيِّمُك منك لأَنه مُهْتَمٌّ بك وإِنْ لَمْ يَكُن حَسَنَ القيَامِ عَلَيْكَ . ثمّ إِنّ قَوْلَه في المَثَل : رَبَضُك مُحَرَّكَة كما يَقْتَضِيه سِياقُ المُصَنِّف وهكَذَا وُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِيّ . ورأَيتُ في هَامِش الصّحاح ما نَصَّه : وَجَدْت في كتابِ المِعْزَى لأَبِي زَيْد نُسْخةً مَقْرؤة على أَبِي سَعِيدٍ السِّيرَافِيّ ويقال : " مِنْكَ رُبُضُكَ وإِن كانَ سَمَاراً " هكذَا بضَمَّتَيْن صُورَةً لا مُقَيَّدَاً يقول : مِنْكَ فَصِيلَتُكَ وهم بَنُو أَبْيه وإِنْ كانُوا قومَ سُوءٍ لا خَيْرَ فِيهِم . قال : ووَجَدْتُ في التَّهْذِيب للأَزْهَرِيِّ بخَطّه ما نَصُّه : ثَعْلَب عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : " منك رُبْضُك " هكذا بضمّ الراءِ غير مُقَيَّدٍ بوَزْنٍ قال : والرُّبْض : قَيِّمُ بَيْته . وهكَذَا وَجَدْتُ أَيضاً في كتاب الأَمْثَال للأَصْمَعِيّ . الرَّبَضُ : " النَّاحِيَةُ " من الشَّيْءِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الكِسَائيّ . قال أَبو زَيْدٍ : الرَّبَضُ : " سَقِيفٌ كالنِّطَاقِ يُجْعَل في حِقْوَىِ النَّاقَةِ حَتَّى يُجَاوِزَ الوَرِكَيْنِ " من الناحِيَتَيْنِ جَمِيعاً وفي طَرِفَيْه حَلْقَتَانِ يُعْقَدُ فيهِمَا الأَنْسَاعُ ويُشَدُّ به الرَّحْلُ . من المَجَازِ : الرَّبَضُ : " كُلُّ ما يُؤْوَى إِلَيْه ويُسْتَرَاحُ لَدَيْه مِنْ أَهْلٍ وقَرِيبٍ ومالٍ وبَيْتٍ ونَحْوِه " كالغَنَمِ والمَعِيشةِ والقُوتِ ومنه قَولُ الشَّاعِر : .
جَاءَ الشِّتَاءُ ولَمّا أَتَّخِذْ رَبَضاً ... يَا وَيْحَ كَفِّيَّ من حَفْرِ القَرامِيصِ