" مَرْفُوعُهَا زَوْلٌ ومَخْفُوضُها والزَّوْلُ : العَجَبُ أَيْ سَيْرُها اللَّيِّن كمَرِّ الرِّيحِ . وأَمّا سَيْرُها الأَعْلَى وهو المَرْفُوعُ فعَجَبٌ لا يُدرَكُ وَصْفُه . الحَفْضُ " بمَعْنَى الجَرِّ " وهُمَا " في الإِعْرَابِ " بمَنْزِلَةِ الكَسْرِ في البِنَاءِ في مُوَاضَعَاتِ النَّحْوِيِّين نَقَلَه الجَوْهَرِيّ والجَمَاعَةُ . من المَجَازِ الخَفْضُ : " غَضُّ الصَّوْتِ " ولينُه وسُهولَتُه . وصَوْتٌ خَفِيضٌ ضِدُّ رَفِيعٍ . " والخَافِضُ في الأَسْمَاءِ الحُسْنَى : مَنْ يَخْفِضُ الجَبَّارينَ والفَرَاعِنَةَ ويَضَعُهُم " ويُهِينُهُم ويَخْفِضُ كُلَّ شَيْءٍ يُرِيدُ خَفْضَهُ . " وخَفَضَ بالمَكَان يَخْفِضُ : أَقَامَ " . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : يُقَال لِلْقَوْمِ : هُمْ خافِضُون إِذا كانوا وَادِعِينَ عَلَى المَاءِ مُقِيمِينَ وإِذا انْتَجَعُوا لم يَكُونُوا في النُّجْعَةِ خافِضِينَ لأَنَّهُم يَظْعَنُون لطَلَبِ الكَلإِ وَمساقِطِ الغَيْثِ . " والخَافِضَةُ : التَّلْعَةُ المُطْمَئِنَّةُ " من الأَرْضِ والرَّافِعَةُ : المَتْنُ من الأَرْضِ عن ابْنِ شُمَيْلٍ . الخَافِضَةُ : " الخَاتِنَةُ " نقله الجَوْهَرِيّ . " وخُفِضَتِ الجَارِيَةُ كخُتِنَ الغُلامُ . خَاصٌّ بِهِنّ " . وقِيلَ : خَفَضَ الصَّبِيَّ يَخْفِضُهُ خَفْضاً : خَتَنَهُ فاسْتُعْمِلَ في الرَّجُل . والأَعْرُفُ ما ذَكَرَهُ المُصَنِّف وقد يُقَالُ للْخاتِنِ : خافِضٌ ولَيْس بالكَثِير . وفي الحَدِيثِ : " إِذا خَفَضْتِ فَأَشمِّي " أَي لا تَسْحَتِي شَبَّهَ القَطْعَ اليَسِيرَ بإِشْمَامِ الرّائحَة . قَوْلُه تَعَالَى : " " خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ " أَي تَرْفَعُ قَوْماً إِلَى الجَنَّةِ وتَخْفِضُ قَوْماً إِلى النَّارِ " كما في العُبَاب . وقال الزَّجّاج : المَعْنَى أَنهَا تَخْفِضُ أَهْلَ المَعَاصِي وتَرْفَعُ أَهْلَ الطَّاعَة . وقِيلَ : تَخْفِض قَوْماً فتَحُطُّهُم عن مَرَاتِب آخَرِينَ تَرْفَعُهم إِلَيْهَا ؛ والَّذِينَ خُفِضُوا يَسْفُلُون إِلى النَّارِ والمَرْفُوعُون يُرْفَعون إِلى غُرَفِ الجِنَان . من المَجَازِ قَوْلُهُم : هو خَافضُ الطَّيْرِ أَي وَقُورٌ " ساكِنٌ وكذلكَ خَافضُ الجَنَاحِ . من المَجَازِ قَوْلُه تَعَالَى : و " اخْفضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ من الرَّحْمَةِ " أَي " تَوَاضَعْ لَهُمَا " ولا تَتَعَزَّزْ عَلَيْهَما " أَو " هو " منَ المَقْلُوب أَي " اخْفضْ لَهُمَا " جَنَاحَ الرَّحْمَةِ من الذُّلِّ " كما في العُبَابِ . وكذا قَوْلُه تَعالَى : " واخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنين " أَي أَلِنْ جَانِبَكَ لَهُمْ . قال ابنُ شُمَيْل في تَفْسِير الحَدِيثِ : " إِنَّ الله " يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُه " " . قال : القِسْطُ : العَدْلُ يُنْزِلُه مَرَّةً إِلَى الأَرْضِ ويَرْفَعُه أُخْرَى . وقال الصّاغَانِيّ : أَيْ " يَبْسُطُ لِمَنْ يَشَاءُ ويَقْدِرُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ " العَرَبُ تقولُ : " أَرْضٌ خافِضَةُ السُّقْيَا " إِذا كانَتْ " سَهْلَة السَّقْيِ " ورافعَةُ السُّقْيَا إِذا كانَتْ على خلاَف ذلِكَ . من المَجَازِ : " خَفِّضِ القَوْلَ يا فُلاَنُ " أَي " لَيِّنْهُ و " خَفِّضْ عَلَيْكَ " الأَمْرَ : هَوِّنْهُ " . ومنه حَديثُ الإِفْك " ورَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّم يُخَفِّضُهُم " أَي يُسَكِّنُهُم ويُهَوِّنُ عليهم الأَمْرَ وفيه أَيْضاً قَولُ أَبِي بَكْرٍ لِعَائشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما : " خَفِّضي عَلَيْك " أَي هَوِّني الأَمْرَ ولا تَحْزَني له . خَفِّضْ " رأْسَ البَعِيرِ " أَي " مُدَّهُ إِلَى الأَرْضِ لِتَرْكبَهُ " قاله اللَّيْثُ وأَنْشَدَ لهِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ : .
" يَكَادُ يَسْتَعْصِي على مُخَفِّضِهْ