و " نَصْنَصَهُ : حَرَّكَهُ وقَلْقَلَهُ " وكُلُّ شَيْءٍ قَلْقَلْتَهُ فَقَدْ نَصْنَصْتَهُ . وقال شَمِرٌ : النَّصْنَصَةُ والنَّضْنَضَةُ : الحَرَكَةُ : وقال الجَوْهَرِيّ : وفي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ دَخَلَ عَليْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهما وهُوَ يُنَصْنِصُ لِسَانَهُ ويَقُولُ : " هذَا أَوْرَدَنِي المَوَارِدَ " قال أَبُو عبَيْدٍ : هو بالصَّادِ لا غيْرُ . قالَ : وفيهِ لُغَةٌ أُخْرَى ليْسَت في الحَدِيث : " نَضْنَضْتُ " بالضَّادِ انْتَهَة . قلت : والصّادُ فيه أَصل ليْسَتْ بَدَلاً من الضَّادِ كما زَعَمَ قَوْمٌ لأَنَّهما ليستَا أُخْتَيْنِ فتبَدَل إِحداهُمَا من صاحِبَتِهَا . نَصْنَصَ " البَعِيرُ " مِثْل حَصْحَصَ كما في الصّحاح . وقال اللَّيْثُ : أَي " أَثْبَتَ رُكْبَتَيْهِ في الأَرْضِ وتَحَرَّكَ " إِذا هَمَّ " للنُّهُوض " . وقال غيْرُه : النَّصْنَصَةُ : تَحَرُّكُ البَعِيرِ إِذا نَهَضَ من الأَرْضِ ونَصْنَصَ البَعِيرُ : فَحَصَ بصَدْرِه في الأَرْضِ لِيُبْرُكَ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليْه : نَصَّت الظَّبْيَةُ جِيدَهَا : رَفَعَتْهُ . ومن أَمْثَالِهِم : " وُضِعَ فُلانٌ على المِنَصَّةِ " إِذا افْتَضَحَ وشُهِرَ . ونَصُّ الأَمْرِ : شِدَّتُهُ قال أَيُّوبُ بنُ عباثَةَ : .
ولا يَسْتَوِي عِنْدَ نَصِّ الأُمُو ... رِ باذِلُ مَعْرُوفِهِ والبَخِيلُ وفي حَدِيث هِرَقْلَ : يَنُصُّهم أَيْ . يُسْتَخْرِجُ رَأْيَهُم ويُظْهِرُهُ . قيل : ومِنْهُ نَصُّ القُرْآنِ والسَّنَّةِ . ونَصْنَصَ الرَّجلُ في مَشْيِهِ : اهتَزَّ مُنْصِباً . وتَنَاصَّ القَوْمُ : ازْدَحَموا . ونَصْنَصَ نَاقَتَه كنَصَّهَا عن ابْنِ القَطَّاع . ومن المجاز : نُصَّ فُلانٌ سَيِّداً أَي نُصِبَ .
نعص .
" نَعَصَ " كَتَبَه المُصَنِّفُ بالحُمْرَةِ وهو مَوْجُودٌ في نُسَخ الصّحاح وسَيَأْتِي الكَلامُ عليْه قَرِيباً . وقَال ابنُ عَبّادٍ : نَعَصَ " الجَرَادُ الأَرْضَ كمَنَع : أَكَلَ نَبَاتَهَا " كُلِّهَا . قال الأَزْهَرِيُّ : قَرَأْتُ في نَوَادِرِ الأَعْرَابِ " هُوَ مِنْ نَاعِصَتِي " ونَائِصَتِي " أَي نَاصِرَتِي " ونُصْرَتِي . قال اللَّيْثُ : نَعَصَ ليسَتْ بعَرَبِيَّةِ إِلاّ ما جَاءَ " أَسَدُ بنُ نَاعِصَةَ " وهو " شاعِرٌ " وزاد غيْرُه : " نَصْرانِيٌّ قَدِيمٌ " قال اللَّيْثُ : وهو المُشبِّبُ في شِعْرِه بخَنْسَاءَ وكَانَ صَعْبَ الشِّعْرِ جِدّاً وقَلَّما يُرْوَى شِعْرُهُ لِصُعُوبَتِه وهو الَّذي قَتَلَ عَبِيداً بأَمْرِ النُّعْمَانِ . وفي العُبَابِ : أَسَدُ بنُ نَاعصَةَ أَقْدَمُ من الخَنْسَاءِ بدَهْرٍ وكان يَدَّعِي قَتْلَ عَنْتَرَةَ بنِ شَدَّادٍ وهو أَسَدُ بنُ نَاعِصَةُ بنِ عَمْرِو بنِ عَبْدِ الجِنِّ بنِ مُحْرِزِ بنِ سَعْدِ بن كَثِير بن وَائِل بن عامِرِ بنِ عَمْرِو بن فَهْمِ بنِ تَيْمِ الَّلاتِ بْنِ أَسَدِ ابن وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بنِ حُلْوانَ ابنِ عِمْرَانَ بن الْحَافِ بنِ قُضَاعَةَ التَّنُوخِيّ . وتَنُوخُ : قبَائِلُ اجْتَمَعَت وتَأَلَّفَتْ منهم بَنُو فَهْمٍ وكان أَسَدُ ابن ناعِصَةَ وأَهلُ بَيْتِه نَصَارَى . ودِيوانُ شِعْره عِنْدي وليْسَ فيه ذِكْرُ خَنْسَاءَ . وهو " مُشْتَقٌّ من النَّعَصِ مُحَرَّكَةً وهو التَّمَايُلُ " على ما قَالَه ابنُ دُرَيْد . " والنَّوَاعِصُ : ع " . وقال ابن بَرِّيّ : مَواضِعُ مَعْرُوفَةٌ وأَنْشَدَ للأَعْشَى : .
" وَقَدْ مَلأَتْ بَكْرٌ وَمَنْ لَفَّ لَفَّهَانُبَاكاً فأَحْوَاضَ الرَّجَا فالنَّواعِصَا في العُبَابِ : وفي لُغَةِ هُذيْلٍ أَنْ يُوتَرَ الرَّجُلُ فلا يَطْلُبَ ثَأْرَه . يُقَال : انْتَعَصَ ولم يُبَالِ . قال أَبُو نَصْرٍ : وخَالَفَنِي غيْرُهُم فقال : " انْتَعَصَ " الرَّجُلُ : " غَضِبَ وحَرِدَ " نَقَلَه الصَّاغَانِيّ انْتَعَصَ أَيْضاً : " انْتَعَشَ بعدَ سُقُوطٍ " نَقَلَه الخارْزَنْجِيّ وأَنْشَدَ لأبِي النَّجْم : .
" كان ببَحْرٍ مِنْهم انْتِعَاصِي .
" ليْسَ بسَيْلِ الجَدْوَلِ البَصْبَاصِ .
" ذِي حَدَبٍ يَقْذِفُ بالغَوَّاصِ