" والتَّلْحِيصُ : التَّضْيِيقُ والتَّشْدِيدُ في الأَمْرِ " والاسْتقْصَاءُ فِيه . ومنه حَدِيثُ عَطَاءٍ وسُئلَ عَنْ نَضْحِ الوُضُوءِ فقال : " اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ كان مَنْ مَضَى لا يُفَتِّشُونَ عن هذَا ولا يُلَحِّصُون " " أَيْ كَانُوا لا يُشَدِّدُدون ولا يَسْتَقْصُونَ في هذا وأَمْثَالِهِ . قُلْتُ : وَعَطَاءٌ هذَا هُوَ ابنُ أَبِي رَبَاحِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى . وقالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيّ : لم يَرْوِ هذَا الحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم إِلاَّ ابنُ عَبّاسٍ ولا عَن ابْنِ عَبّاس إِلاّ عَطَاءٌ ولا عَن عَطَاءٍ إِلاَّ ابنُ جُرَيْجٍ ولا عن ابْنِ جُرَيْجٍ - فيما عَلِمْتُه - إِلاّ الوَلِيدُ بنُ مُسْلِمٍ وهو من ثقَاتِ المُسْلمين . قُلتُ : ولكِنْ ليْسَ في رِمَايَتِهِم هذِه الزِّيادَةُ وقد رَوَى عن الوَلِيدِ بن مُسْلم هِشَامُ بن عَمَّارٍ وعنه الأَزْدِيُّ والبيروتيّ وابنُ الغامِدِيّ والباغَنْدِيُّ وابنُ الرّوّاسِ . ولهذا الحَدِيثِ طُرُقٌ أُخْرَى وقد سبقَ لي فيهَا تأْلِيفُ جُزْءٍ مُخْتَصرٍ أَوردتُ فيه ما يتَعَلَّق بتَخْرِيج هذا الحَدِيث في سنة 1170 واللهُ أَعْلَمُ . " والالْتِحَاصُ : والالْتِحَاجُ " نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيّ وقد تَقَدَّم قَرِيباً في مَعْنَاه " الاضْطرارُ " ومنه الْتَحَصَهُ إِلَى ذلِكَ الأَمْرِ أَي اضْطَرَّهُ إِليْه . والالْتِحَاصُ : الحَبْسُ والتَّثْبِيطُ " . يُقَالُ : الْتَحَصَ فُلاناً عن كَذَا إِذَا حَبَسَهُ وثَبَّطَهُ . وبه فَسَّر بَعْضٌ قَوْلَ أُمَيَّةَ الهُذَلِيِّ السَّابِقَ لم تَلْتَحِصْني أَي لم تَثَبِّطْنِي . الالْتِحَاصُ أَيضاً " تَحَسِّى ما فِي البَيْضَةِ ونَحْوِهَا " عَن اللِّحْيَانِيّ . تقولُ : الْتَحَصَ فُلانٌ مَا في البَيْضَةِ الْتِحَاصاً إِذا تَحَسَّاها . " والْتَحَصَهُ الشَّيْءُ : نَشَبَ فِيه " نقله الجَوْهَرِيُّ في شَرْح قَوْلِ الهُذَلِيّ السَّابِقِ وقد تَقَدَّم . الْتَحَصَه " إِلَى الأَمْرِ " إِذا " أَلْجَأَه إِليْهِ " وهذا قد تَقَدَّم قَرِيباً في قَوْلِ المُصَنِّف : خُطَّة تَلْتَحصُك . فهُوَ كالتَّكْرَارِ . الْتَحَصَتِ " الإِبْرَةُ " إِذا " انْسَدَّ سَمُّهَا " نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وزاد غيْرُهُ : والْتَصَقَ . الْتَحَصَ " الذِّئبُ عَيْنَ الشَّاةِ : اقْتَلَعَهَا وابْتَلَعَهَا " وهو من بَقِيَّة قَوْلِ اللِّحْيَانيّ ودَاخِلٌ في قَوْلِ المُصَنِّفِ آنفاً : ونحْوها مع أَنَّ نَصَّ اللِّحْيَانيّ : الْتَحَص الذِّئْبُ عَيْنَ الشَّاة إِذا شَرِبَ ما فِيها من المُحّ والبَيَاضِ وكَأَنَّ المُصَنِّفَ غَيَّرَهُ بالاقْتِلاعِ والابْتِلاعِ لِيُرِيَنَا أَنَّهُ مُغَايِرُ للقَوْلِ الأَوَّلِ وليْسَ كذلِكَ فتَأَمَّلْ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : اللَّحْصُ واللَّحَصُ واللَّحِيصُ الضَّيِّقُ الأَخِيرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنشد للرّاجِز : .
" قَدِ اشْتَروْا لِي كَفَناً رَخِيصَا .
" وبَوَّؤونِي لَحَداً لَحِيصَا وإِهْمَالُ المُصَنِّفِ إِيَّاهُ قُصُورٌ . ولَحَّصْتُ فُلاناً عن كَذَا تَلْحِيصاً : حَبَسْتُهُ وَثبَّطْتُهُ . والْتَحَصَت عَيْنُهُ : لَصِقَتْ . والْتَحَصَ الأَمْرُ : اشْتَدَّ . ولَحّصَ الكتَابَ تَلْحِيصاً : أَحْكَمَه كما في اللّسَان .
لخص