فإِنَّهُ أَراد : وقَميصُه درْعٌ مُفَاضَةٌ . ويُرْوَى : تَدْعُو رَبِيعَةَ يَعْنِي له رَبِيَعَةَ بْنَ مَالكِ بن حَنْظَلَه - : " م " معروفٌ . وذَكَرَ الشَّيْخُ ابنُ الجَزَريّ وغَيْرُه أَنَّ القَمِيصَ ثَوْبٌ مَخيطٌ بكُمَّيْنِ غَيْرُ مُفرجٍ يُلْبَسُ تَحْتَ الثِّيَاب " أَوْ لاَ يَكُونُ إِلاَّ من قُطْن " أَو كَتّانٍ . وفي بَعْض النُّسَخ : ولا يَكُون بالوَاو " وأَمَّا منَ الصُّوفَ فَلا " نقَلَه الصّاغَانيّ . وفي شَرْحِ الشَّمَائِلِ لابْنِ حَجَرٍ المَكِّيّ بعد ما نَقَلَ عبَارَةَ المُصَنِّف وكَأَنَّ حَصْرَهُ المَذْكُورِ لِلْغَالب . قال شَيْخُنا : وقال قَوْمٌ : ولَعَلَّه مَأْخُوذٌ من الجِلْدَة الَّتي هيَ غِلاَفُ القَلْبِ وقِيلَ : مَأْخُوذٌ من التَّقَمُّصِ وهو التَّقَلُّب . " ج قُمُصٌ " بضَمَّتَيْن " وأَقْمِصَةٌ وقُمْصَانٌ " بالضَّمِّ . القَمِيصُ : " المَشِيمَةُ " نَقَلَه الصَّاغَانيّ . قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : القَميصُ : " غلافُ القَلْبِ " وهو مَجاز . وقال ابنُ سِيدَه : قَميصُ القَلْبِ : شَحْمُه أُرَاهُ على التَّشْبِيه . وفي الأَسَاس : يُقَال : هَتَكَ الخَوْفُ قَمِيصَ قَلْبِه . من المَجازِ " في الحَديث " : " قال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : " إِنَّ الله سَيُقَمِّصُكَ قَميصاً " وإِنَّكَ سَتُلاصُ على خَلْعِه فإِيّاكَ وخَلْعَهُ " هكذا رَوَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ بسَنَدِهِ . ويُرْوَى : " فَإِنْ أَرادُوكَ عَلَى خَلْعه فلا تَخْلَعُهُ " " أَي " إِنَّ اللهَ " سيُلْبسُك لبَاسَ الخلاَفَةِ " أَي يُشَرِّفُكَ بها ويُزَيِّنك كما يُشَرَّفُ ويُزَيَّنُ المَخْلُوعُ عليه بخِلْعَتِهِ . والإلاصَةُ : الإِدارَةُ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : أَراد بالقَميص الحلاَفَةَ في هذا الحَدِيث وهو من أَحْسَنِ الاسْتِعَارَاتِ . " والقِمِصَّى كزِمِكَّى : القِبِصَّى " وهو العَدْوُ السَّرِيعُ عن الفَرّاءِ وقال كُرَاع : القِمِصَّى : القُمَاصُ . " والقَمَصُ مُحَرَّكَةً : ذُبَابٌ صِغَارٌ تكونُ فَوْقَ الماءِ " الوَاحدة قَمَصَةٌ كَذَا في بَعْض نُسَخِ الصّحاح " أَو البَقُّ الصِّغَارُ " يَكُونُ " على الماءِ الرَّاكِدِ " قَالَه ابنُ دُرَيْد . القَمَصُ أَيضاً : " الجَرَادُ أَوَّلَ مَا يَخْرُجُ من بَيْضِهِ " والوَاحِدَةُ قَمَصَةٌ . " وقَمَّصَهُ تَقْمِيصاً : أَلْبَسَهُ قَميصاً فتَقَمَّصَ هُوَ " أَي لَبِسَهُ . وقد يُسْتَعَارُ فيُقَالُ : تَقَمَّصَ الإِمَارَةَ وتَقَمَّصَ الوِلاَيَةَ وتَقَمَّصَ لِبَاسَ العِزِّ .
وممَّا يُسْتَدْرَك عليه : قمَّصَ الثَّوْبَ تَقْمِيصاً : قَطَع منه قَمِيصاَ . ويُقَال : قَمِّصْ هذا الثَّوْبَ كما يُقَال : قَبِّ هذا الثَّوْبَ أَي اقْطَعْه قَبَاءً عن اللِّحْيَانيّ . وإِنّه لحَسَنُ القِمْصَةِ بالكَسْر عن اللِّحْيَانيّ أَيضاً . وتَقَمَّص في النَّهْرِ : تَقَلَّبَ وانْغَمَسَ والسِّين لُغَة فيه . والقَامِصَةُ : النّاقِزَة برِجْلِهَا هو في حَدِيثِ عَلِيٍّ كرَّم اللهُ تَعالَى وَجْهَهُ وقد مَرَّ في " ق ر ص " . ويقال للفَرَس إِنّه لقَامِصُ العُرقوبِ وذلِكَ إِذا شَنِجَ نَسَاهُ فقَمَصَتْ رِجْلُه . عن ابن الأَعْرَابِيّ . ويُقَال للكَذَّاب : إِنَّه لَقَمُوصُ الحَنْجَرة حَكَاه يَعْقُوبُ عن كُرَاع وقد مَرّ في " غ و ص " أَيضاً وَهُوَ مَجَاز . وتَقَامَص الصِّبْيَانُ . وبَيْنَهُم مُقامَصَةٌ . وقَمَّصَتِ النَّاقَةُ بالرَّدِيف : مَضَتْ بهِ نَشِيطَةً وهو مَجَاز . وأَبو الفَتْحِ الحُسَيْنُ بنُ أَبِي القاسِم بنِ أَبِي سَعْدٍ النَّيْسَابُورِيُّ القَمَّاصُ كشَدَّادٍ من شُيُوخِ أَبي سَعْد السَّمْعَانِيّ نُسِب إِلى بَيْعِ القُمْصَانِ مَات سنة 507 . ومُنْيَةُ القُمُّصِ بضمّ القَافِ والمِيمِ المُشَدَّدة : قَرْيَةٌ بمِصُرَ بالقُرْب من مُنْيَةِ ابنِ سَلْسِيل ومِنْهَا الجَلالُ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ أَحْمَدَ القُمُّصِيّ من شُيُوخِ الجَلالِ السُّيُوطِيّ رَحِمَهُما الله تَعالَى .
قنص