قَلائِصَنَا هَدَاكَ اللهُ إِنَّا ... شُغِلْنَا عَنْكُم زَمَنَ الحِصَارِ .
فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ ... قَفَا سَلْعٍ بمُخْتَلَفِ التِّجارِ .
يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ من سُلَيْمٍ ... وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ أَرادَ بالقَلائِصِ هُنَا النِّسَاءَ ونَصَبَهَا على المَفْعُول بإِضْمَار فِعْلٍ أَي تَدَارَكْ قلائِصَنَا وهِيَ في الأَصْلِ جَمْعُ قَلُوصٍ للنَّاقَةِ الشَّابَّة . فقال عُمَرُ - رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه - : ادْعُوا إِلَيَّ جَعْدَةَ . فأُتِيَ به فجُلِدَ مَعْقُولاً . قال سَعِيدُ بنُ المُسَيِّبِ : إِنِّي لَفِي الأُغَيْلِمَة الَّذِين يَجُرُّونَ جَعْدَةَ إِلى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه . من أَمْثَالِهِم : " " آخِرُ البَزِّ عَلَى القَلُوصِ " " يَأْتي بَيَانُه " في " خ ت ع " " . قال ابنُ السِّكّيت : " أَقْلَصَ البَعِيرُ : ظَهَرَ سَنَامُه شَيْئاً " وارْتَفَع . وقال ابْنُ القَطَّاع : أَقْلَصَ السَّنَامُ : بَدَأَ بالخُروجِ . قال : .
" إِذا رَآهُ فِي السّنَامِ أَقْلَصَا وقال غَيْرُهُمَا : وكَذلِكَ النَّاقَةُ وهي مِقْلاصٌ . قيل : أَقْلَصَتِ " النَّاقَةُ : سَمِنَتْ في الصَّيْفِ " . ونَاقَةٌ مِقْلاصٌ إِذا كانَ ذلِكَ السِّمَنُ إِنَّمَا يَكُونُ مِنْهَا في الصَّيْف . وقِيلَ : القَلْصُ والقُلُوصُ : أَوَّلُ سِمَنِها . وقال الكسَائِيُّ : إِذا كانَتِ النَّاقَةُ تَسْمَنُ وتُهْزَلُ في الشِّتَاءِ فهي مِقْلاصٌ أَيضاً . " أَو " أَقْلَصَتْ إِذا " غَارَتْ وارْتَفَعَ لَبَنُهَا " . وأَنْزَلَت إِذا نَزَلَ لَبَنُها . " وقَلَّصَتِ " الإِبِلُ في سَيْرِهَا " تَقْلِيصاً " : شَمَّرَتْ وقِيلَ : " اسْتَمَرَّت " في مَضِيِّهَا . قال أَعرابيٌّ : .
" قُلِّصْنَ والْحَقْنَ بِدِبْثَا والأَشَلّْ يُخَاطِبُ إِبِلاً يَحْدُوهَا مقْلاصٌ " كمِفْتَاح : جَدُّ وَالِدِ عَبْدِ العَزِيز بنِ عِمْرَانَ بْنِ أَيُّوبَ " الفَقِيهِ " الإِمَامِ من أَصْحَابِ " مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ " الشَّافِعِيّ " رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مَشْهُورٌ . تَرْجَمَه الخَيْضَرِيُّ وغَيْرُهُ في الطَّبَقَات " وكَانَ من أَكابِرِ " الأَئِمَّةِ " المَالِكِيَّةِ فَلَمَّا رأَى الشَّافِعِيَّ انْتَقَلَ إِلَيْهِ وَتَمَذْهَبَ بمَذْهَبِه " . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : القُلُوصُ : التَّدَانِي والانْضِمَامُ والانْزِوَاءُ وكذلِكَ التَّقَلُّص والتَّقْلِيص . قال ابنُ بَرِّيٍّ : قَلَصَ قُلُوصاً : ذَهَبَ . قال الأَعْشَى : .
" وأَجْمَعْتَ مِنْهَا لِحَجٍّ قُلُوصَا وقال رُؤْبَةُ : .
" قَلَّصْنَ تَقْلِيصَ النَّعَامِ الوَخَّادْ والقَالِصُ : البائنُ . وأَنْشَدَ ثَعْلَب : .
" وعَصَب عَنْ نَسَوَيْهِ قَالِص قال : يُرِيدُ أَنَّهُ سَمِيينٌ فَقَد بانَ مَوْضِعُ النَّسَا . وبِئْرٌ قَلُوصٌ : لَهَا قَلَصَةٌ والجَمْعُ قَلائصُ . والقَلْصُ : كَثْرَةُ الماءِ وقِلَّتُه ضِدٌّ . وقال أَعْرَابِيٌّ : فما وَجَدْتُ فيها إِلا قَلْصَةً من الماءِ . بالفَتْح أَي قَلِيلاً . وقَلَصَتِ البِئْرُ إِذا ارْتَفَعَتْ إِلَى أَعْلاها . وقَلَصَتْ إِذا نَزَحَتْ . وقال شَمِرٌ : القَالِصُ من الثِّيَابِ : المُشَمَّرُ القَصِيرُ . وفي حَدِيثِ عائشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا : " فقَلَصَ دَمْعِي حَتَّى ما أُحِسُّ مِنْه قَطْرَةً " أَي ارْتَفَعَ وذَهَبَ . يُقَالُ : قَلَصَ الدَّمْعُ مُخَفَّفاً ويُشَدَّدُ لِلْمُبَالَغة وكُلُّ شَيْءٍ ارْتَفَع فذَهَب فقَد قَلَّص تَقْلِيصاً وظِلٌّ قالِصٌ : نَاقِصٌ . وقَلَصَ الضَّرْعُ : اجْتَمَع . والقَلْصُ والنَّزْلُ اسْمَانِ من أَقْلَصَتِ النَّاقة وأَنْزَلَتْ إِذا غَارَتْ أَوْ نَزَلَ لَبَنُهَا . ومنه قَوْلُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ رِبْعٍ الهُذَلِيّ : .
فقَلْصِي ونَزْلِي قد وَجَدْتُم حَفيلَهُ ... وشَرِّي لَكُمْ ما عِشْتُمُ ذُو دَغَاوِلِ