وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : أَخاصَ الشَّجَرُ إِخْواصاً كذلِكَ قالَ ابنُ سِيدَه وهذا ظَرِيفٌ أَعْنِي أَنْ يَجِيءَ الفِعْلُ منْ هذا الضّرْبِ مُعْتَلاً والمَصْدَرُ صَحِيحاً وكُلُّ الشَّجَرِ يُخِيصُ إِلاَّ أَنْ يكونَ شَجَرَ الشّوْكِ أَو البَقْلِ . وخَوِّصْ ما أَعْطَاكَ وتَخَوَّصْ : خُذْهُ وإِنْ قَلَّ وعِبَارَةُ الجَوْهَرِيُّ : وقَوْلُهُمْ : تَخَوَّصْ مِنْهُ أَي خُذْ منه الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ وخَوِّصْ ما أَعْطَاك أَيْ خُذْه وإِنْ قَلّ وفي الأَسَاس : ولَوْ كانَ في قِلَّةِ الخُوصَةِ . وفي اللِسَانِ : ويُقَال : إِنّه لَيُخَوِّصُ مِنْ مالِهِ إِذا كانَ يُعْطِي الشَّيْءَ المُقَارَبَ وكُلُّ هذا مِنْ تَخْوِيصِ الشَّجَرِ إِذا أَوْرَقَ قَلِيلاً قَلِيلاً قالَ ابنُ بَرِّيّ : وفي كِتَابِ أَبِي عَمْروٍ الشِّيْبَانِيِّ : والتَّخْوِيسُ بالسِّين : النَّقْصُ وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ وعَطَائِه أَنَّه كانَ يَزْعَبُ لِقَوْمٍ ويُخَوِّصُ لِقَوْمٍ : أَيْ يُكْثِرُ ويُقِلُّ وقَوْلُ أَبِي النَّجْمِ : .
يا ذَائِدَيْهَا خَوِّصَا بِأَرْسَالْ ... ولا تَذُودَاهَا ذِيَادَ الضُّلاَّلْ أَيْ قَرِّبَا إِبِلَكُمَا شيئاً بَعْدَ شَيْءٍ ولا تَدَعَاهَا تَزْدَحِمُ على الحَوْضِ والأَرْسَالُ : جَمْع رَسَلٍ وهُو القَطِيعُ من الإِبِلِ وقالَ زِيَادُ العَنْبَرِيُّ : .
أَقُولُ للذّائِدِ خَوِّصِ برَسَلْ ... إِنّي أَخافُ النّائِبَاتِ بالأُوَلْ وقَدْ ذَكَرَ المُصَنِّفُ هذا المَعْنَى في التَّخْوِيسِ بالسِّينِ فرَاجِعْه . قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : وسَمِعْتُ أَرْبَابَ النَّعَمِ يَقُولُونَ للرُّكْبَانِ إِذا أَورَدُوا الإِبِلَ والسَّاقِيَانِ يُجِيلانِ الدَّلاَءَ في الحَوْضِ : أَلاَ وخَوِّصُوهَا أَرْسالاً ولا تُورِدُوهَا دُفْعَةً وَاحِدَةً فتَبَاكّ عَلَى الحَوْضِ وتَهْدِم أَعْضَادَه . فيُرْسِلُونَ مِنْهَا ذَوْداً بَعْدَ ذَوْدٍ ويَكُونُ ذلِكَ أَرْوَى للنَّعَمِ وأَهْوَنَ عَلَى السُّقَاةِ . وفِي الحَدِيثِ : مَثَلُ المَرْأَةِ الصّالِحَةِ مَثَلُ التّاجِ المُخَوَّصِ بالذَّهَبِ ومَثَلُ المَرْأَةِ السُّوءِ كالحِمْلِ الثَّقِيلِ عَلَى الشَّيْخِ الكَبِيرِ تَخْوِيصُ التّاجِ مَأْخُوذٌ من خُوصِ النَّخْلِ وهو تَزْيِينُه بصَفَائِحِ الذَّهَبِ على قَدْرِ عَرْضِ الخُوصِ . وقالَ ابنُ عَيَّاشٍ الضَّبِّيُّ : أَرْضٌ مَخَوِّصَةٌ بالكَسْرِ هِي الَّتِي بِهَا خُوصُ الأَرْطِي والأَلاَءِ والعَرْفَجِ والسَّبَطِ قالَ : وخُوصَةُ الأَرْطَي مِثْلُ هُدْبِ الأَثْلِ وخُوصَةُ الأَلاءِ عَلَى خِلْقَةِ آذَانِ الغَنَمِ وخُوصَةُ العَرْفَجِ كَأَنَّهَا وَرَقُ الحِنّاءِ وخُوصَةُ السَّبَطِ عَلَى خِلْقَةِ الحَلْفَاءِ . قالَ أَبو مَنْصُورٍ : الخُوصَةُ خُوصَةُ النَّخْلِ والمُقْلِ والعَرْفَجِ ولِلثُّمامِ خَوصَةٌ أَيْضاً وأَمّا البُقُولُ الَّتِي يَتَنَاثَرُ وَرَقُهَا وَقْتَ الهَيْجِ فلا خُوصَةَ لهَا . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : خَوَّصَ الرَّجُلُ تَخْوِيصاً إِذا ابْتَدَأَ بإِكْرَامِ الكِرَامِ ثُمَّ اللِّئَامِ وأَنْشَد : .
" يا صَاحِبَيَّ خَوِّصَا بسَلِّ .
" مِنْ كُلِّ ذَاتِ ذَنَبٍ رِفَلِّ .
" حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فَلِّ