الخَرْصُ : الحَزْرُ والحَدْسُ والتَّخْمِينُ هذا هُوَ الأَصْلُ في مَعْنَاه وقِيلَ هُوَ التَّظَنِّي فِيما لا تَسْتَيْقِنُه يُقَال : خَرَصَ العَدَدَ يَخْرِصُهُ ويَخْرُصُه خَرْصاً وخِرْصاً إِذَا حَزَرَه ومِنْهُ خَرْصُ النَّخْلِ والتَّمْرِ لأَنَّ الخَرْصَ إِنَّمَا هُوَ تَقْدِيرٌ بِطَنٍّ لا إِحَاطَة . وقِيلَ : الاسْمُ بالكَسْرِ والمَصْدَرُ بالفَتْحِ يُقَالُ : كَمْ خِرْصُ أَرْضِكَ ؟ وكَمْ خِرْصُ نَخْلِكَ ؟ وفَاعِلُ ذلِكَ الخَارِصُ والجَمْعُ الخُرّاصُ وفِي الحَدِيثِ كانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَبْعَثُ الخُرّاصَ عَلَى نَخِيلِ خَيْبَر عنْدَ إِدْراكِ ثَمَرِهَا فيَحْزِرُونَه رُطَباً كَذَا وتَمْراً كذا . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الخِرْصُ بالكَسْرِ الحَزْرُ مِثْل عَلِمْتُ عِلْماً قالَ الأَزْهَرِيُّ : هذَا جَائِزٌ لأَنَّ الاسْمَ يُوضَع مَوْضِعَ المَصْدَرِ . ومِنَ المَجَازِ : الخَرْصُ : الكَذِبُ . والخَرْصُ : كُلُّ قَوْلِ بالظَّنِّ والتَّخْمِينِ ومِنْهُ أُخِذَ مَعْنَى الكَذِبِ لِغَلَبَتِه فِي مِثْلِه فهُوَ خارِصٌ وخَرَّاصٌ أَيْ كَذّابٌ وبِهِ فُسِّرَ قولُه تَعَالَى : قُتِلَ الخَرّاصُونَ . نَقَلَهُ الزَّجّاجُ والفَرّاءُ وزادَ الأَخِيرُ : الَّذِين قَالُوا : مُحَمَّدٌ شاعِرٌ وأَشْبَاه ذلِكَ خَرَصُوا بِمَا لا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ وقَالَ الزَّجّاجُ : ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الخَرّاصُونَ : الَّذِينَ إِنَما يَتَظَنَّنُون الشَّيْءَ ولا يَحُقُّونَه فيَعْمَلُونَ بِمَا لا يَعْلَمُونَ . والخَرْصُ : سَدُّ النَّهْر . وقال الباهِلِيُّ : الخُرْصُ بالضَّمِّ : الغُصْنُ . والخُرْصُ : القَنَاةُ . والخُرْصُ : السِّنَانُ نَفْسُه ويُكْسَرُ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ في مَعْنَى الغُصْنِ وَرَوَى غَيْرُه بالفَتْحِ أَيْضاً وقَالَ : هو كُلُّ قَضِيبٍ رَطْبٍ أَوْ يَابِسٍ كالخُوْطِ . والخِرْصُ بالكَسْرِ : الجَمَلُ الشَّدِيدُ الضَّلِيعُ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ . والخِرْصُ : الرُّمْحُ اللَّطِيفُ القَصِيرُ يُتَّخَذُ مِنْ خَشَبٍ مَنْحُوتٍ . والخُرْصُ : الدُّبُّ هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخِ بالبَاءِ المُوَحَّدَةَ والَّذِي في اللِّسَانِ وغَيْرِه الدَّنُّ بالنُّونِ وهُوَ الصَّوابُ ولَعَلَّه مُعَرّبُ خِرْس بالسّينِ المُهْمَلَة بالفَارِسِيَّة وقَدْ تَقَدَّم في السِّين ذلِكَ ولكِنَّ الدُّبَّ أَيْضاً يُسَمَّى بالفَارِسِيَّةِ خِرْس فتَأَمَّلْ . والخِرْصُ الزَّبِيلُ وهذِهِ عَنِ المُطَرِّزِيِّ اللُّغَوِيّ . والخِرَاصَةُ بالكَسْرِ : الإِصْلاحُ يُقَالُ : خَرَصْتُ المَالَ خِرَاصَةً أَيْ أَصْلَحْتُه نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبّادِ . وخَرِصَ الرَّجُلُ كفَرِحَ : جَاعَ فِي قُرٍّ فهو خَرِصٌ وخَارِصٌ : جَائِعٌ مَقْرُورٌ وأَنْشَدَ ابنُ بِرِّيّ للَبِيدِ : .
فأَصْبَحَ طاوِياً خَرِصاً خَمِيصاً ... كنَصْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَال ولا يُقَال لِلجُوْعِ بِلاَ بَرْدِ خَرَصٌ ويُقَالُ لِلبَرْدِ بِلا جُوْعٍ خُصَرٌ . والخُرْصُ بالضمّ ويُكْسَرُ : حَلْقَةُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ ومِنْهُ الحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم وَعَظَ النِّسَاءَ وحَثَّهُنَّ عَلَى الصَّدَقَةِ فجَعَلَت المَرْأَةُ تُلْقِي الخُرْصَ والخَاتَمَ أَوْ حَلْقَةُ القُرْطِ وقِيلَ : بَلِ القُرْطُ بِحَبَّةٍ واحِدَةٍِ وهِيَ منْ حُلِيِّ الأُذُنِ أَو الحَلْقَةُ الصَّغيرَةُ منَ الحُلِيِّ كهَيْئَةِ القُرْطِ وغَيْرِهَا وهذا قَوْلُ شَمِرٍ . ج خِرْصَانٌ بالكَسْر وبالضَّمِّ قالَ الشاعرُ : .
عَلَيْهِنَّ لُعْسٌ منْ ظِبَاءِ تَبَالَةِ ... مُذَبْذَبَةُ الخُرِصان بادٍ نُحُورُهَا والخِرْصُ بالضَّمِّ وبالكَسْرِ : جَرِيدُ النّخْل والجَمْعُ أَخْرَاص وخُرْصانٌ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لقَيْسِ بنِ الخَطِيمِ : .
تَرَى قِصَدَ المُرّانِ يُلْقَى كأَنَّهُ ... تَذَرُّعُ خِرْصَانٍ بأَيْدِي الشَّوَاطِبِ