وفي الحديث " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ خَبٌّ ولاَ خَائِنٌ " وفي آخَرَ " المُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ والكَافِرُ خَبٌّ لَئيمٌ " فالغِرُّ : الذي لا يَفْطُنُ للشَّرِّ والخَبُّ ضِدُّ الغِرِّ وهو الخَدَّاعُ المُفْسِدُ ورَجُلٌ خَبٌّ ضَبٌّ ويقالُ : مَا كُنْتُ خَبًّا وقال ابنُ سِيرِينَ : إنِّي لَسْتُ بِخَبٍّ ولكنَّ الخَبَّ لا يَخْدَعُنِي .
والخَبُّ : الحَبْلُ بالحاءِ المهملةِ ويُوجدُ في بعض النسخ بالجيم وهو غَلَطٌ مِنَ الرَّمْلِ اللاَّطِيءُ اللاصقُ بالأَرْضِ نقله الصاغانيُّ .
والخَبُّ : سَهْلٌ بين حَزْنَيْنِ تكونُ فيه الكَمْأَةُ قاله أَبو عمرو وأَنْشَدَ لعَدِيِّ بنِ زيدٍ قال لنَدِيمِه عَبدِ هِنْد بنِ لَخْمٍ .
تُجْنَى لَكَ الكَمْأَةُ رِبْعِيَّةً ... بالخَبِّ تَنْدَى في أُصولِ القَصِيصْ والخُبُّ بالضَّمِّ لغةٌ في الخَبِّ بالفَتْحِ كما نقله شيخُنا عن بعض شيوخه المُحَقِّقِينَ : لِحَاءُ الشَّجَرِ والغَامِضُ من الأَرْضِ والجَمعُ : أَخْبَابٌ وخُبُوبٌ .
والخِبُّ بالكَسْرِ : ع كذا ضبطه الصاغانيُّ وأَعَادَه المصنفُ فيما بعدُ أَيضاً وضبطه غيرُه بالفَتْحِ وقال : هو ماءٌ لِغَنِيٍّ بالكُوفَةِ وهو أَيضاً : هَيَجَانُ البَحْرِ واضْطِرَابُه يقال : أَصَابَهُمْ خبٌّ إذَا خَبَّ بهمُ البَحْرُ خَبَّ يَخِبّ في التهذيب يقال أَصَابَهُم الخِبُّ إذا اضْطَرَبَتْ أَمْوَاجُ البَحْرِ والْتَوَتِ الرِّيَاحُ في وَتْتٍ معلوم تَلْجَأُ السُّفُنُ فِيه إلى الشَّطِّ أَو يُلْقَى الأَنْجَرُ كالخِبَابِ بالكَسْرِ وهو ثَوَرانُ البَحْرِ قالَهُ ابن الأَعْرَابيّ وفي الحَدِيث " أَنَّ يُونُسَ عليهِ وعلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصلاةِ والسلام لَمَّا رَكِبَ البَحْرَ أَخَذَهُمْ خِبٌّ شَدِيدٌ " يقال خَبَّ البَحْرُ إذا اضْطَرَبَ وفي الأَساس : ومن المجاز : خَبَّ البَحْرُ : هَاجَ وأَصابَهُمُ الخِبُّ : الْتَوَتْ عليهمُ الرِّيحُ واضْطَرَبَ المَوْجُ .
والخِبُّ بالكسر الخِدَاعُ والخُبْثُ والغِشُّ والفَسَادُ كالخَبَبِ مُحَرَّكَةً في قول ابن الأَعْرَابِيّ وقد خبَّ يَخِبُّ خِبًّا وهو بَيِّنُ الخِبِّ وقد خَبِبْتَ يا رَجُلُ تَخَبُّ خِبًّا كعَلِمْتَ تَعْلَمُ عِلْماً ورَجُلٌ مُخَابٌّ : مَدْغِلٌ كَأَنَّهُ عَلَى خَابَّ وفي حديث عُمَرَ " مَا تَكَلَّمَ أَحَدٌ بالفَارِسِيَّةِ إلاّ خَبَّ " .
وخَبَّبَهُ : خَدَعَهُ والتَّخْبِيبُ : إفْسَادُ الرَّجُلِ عَبْداً أَوْ أَمَةً لِغَيْرِه ويقالُ خَبَّبَهَا فَأَفْسَدَهَا وخَبَّبَ فلانٌ غُلاَمِي أَي خَدَعَهُ وقال أَبو بكر في قولهم : خَبَّبَ فلانٌ على فلانٍ صَدِيقَه : مَعْنَاهُ : أَفْسَدَهُ عليهِ وأَنشد : .
" أُمَيْمَة أَمْ صَارَتْ لِقَوْلِ المُخَبِّبِ والخَبَبُ مُحَرَّكَةً : ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ أَي الإِسْرَاعِ في المَشْيِ أَو هو كالرَّمَلِ مُحَرَّكَةً قاله بعضُ اللُّغَوِيِّينَ أَو هو أَنْ يَنْقُلَ الفَرَسُ أَيَامِنَهُ جَمِيعاً وأَيَاسِرَه جَمِيعاً أَو هو أَنْ يُرَاوِحَ بين يَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ وكذلك البَعِيرُ والمُرَاوَحَةُ : أَنْ يَقُومَ على إحْدَاهُمَا مَرَّةً وعلى الأُخْرَى مَرَّةً وقِيلَ : الخَبَبُ : هُوَ السُّرْعَة وقد خَبَّ يَخُبُّ بالضَّم على غيرِ قِيَاسٍ وقال شيخُنا : لأَنَّ القاعدةَ في الفِعْلِ المُضَاعَفِ أَن يكونَ مضارِعُه بالكَسْرِ إلاَّ ما شَذَّ فجاءَ بالضَّمِّ على خِلاَف القِيَاسِ وهي ثمَانِيَة وعِشْرُون فِعْلا منها : خبَّ يَخُبُّ إذا عَدَا خَبًّا وخَبِيباً وخَبَباً واخْتَبَّ حكاه ثعلبٌ وأَنشد : .
مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا مُسَانَدَةُ القَرَا ... جُمَالِيَّةٌ تَخْتَبُّ ثُمَّ تُنِيبُ