قال : فهذا يَدُلُّ عَلَى أَنّه لَيْس بِمَيْتٍ . وقِيلَ : هذا هُوَ الأَصْلُ ثمّ كَثُرَ في كَلامِهِم حَتّى سُمِّيَ سَرِيرُ المَيِّتِ نَعْشاً وإِنَّمَا سُمِّيَ لارْتِفَاعِهِ فإِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْه مَيتٌ مَحْمُولٌ فهُوَ سَرِيرٌ ذَكَرَهُ ابنُ الأَثِيرِ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : النَّعْشُ : خَشَبَةٌ على قَدْر قامَتَيْنِ فِي رَأْسِهَا خِرْقَةٌ تُسَمَّى حَرَجاً تُصَادُ بِهَا الرِّئالُ بالكَسْرِ جَمْعُ رَأْلٍ وهُوَ وَلَدُ النَّعامِ . وسُئِلَ أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى عن قَوْلِ عَنْتَرَةَ : .
يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِه وكَأَنّه ... حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيِّمِ فحَكَى عن ابنِ الأَعْرَابشيّ أَنّه قالَ : النَّعامُ مَنْخُوبُ الجَوْفِ لا عَقْلَ لَهُ وقال أَبو العَبّاس : إِنَّمَا وَصَفَ الرِّئالَ أَنَّهَا تَتْبَعُ النَّعامَةَ فتَطْمَحُ بأَبْصَارِهَا قُلَّة رَأْسِهَا وكَأَنّ قُلَّةَ رَأْسِهَا مَيِّتٌ على سَرِيرٍ . قالَ : والرِّواية مُخَيِّمِ بكَسْرِ الياءِ ورواهُ الباهِلِيُّ : وكَأَنَّه . زَوْجٌ عَلَى نَعْشٍ لهُنَّ مُخَيَّمِ بفَتْح الياء قالَ : وهذِه نَعامٌ يُتْبَعْنَ والمُخَيَّم : الَّذِي جُعِلَ بمنْزِلَةِ الخَيْمَةِ والزَّوْجُ : النَّمَطُ وقُلَّة رَأْسِه : أَعْلاَهُ قالَ الأَزْهَرِيُّ : ومَنْ رَوَاهُ حَرَجٌ على نَعْشٍ فالحَرَجُ : المَشْبَكُ الَّذِي يُطْبَقُ على المَرْأَةِ إِذا وُضِعَت عَلَى سَرِيرِ المَوْتَى وتُسَمِّيه الناسُ النَّعْشَ وإِنّمَا النَّعْشُ السَّرِيرُ نفْسُه . وبَنَاتُ نَعْشٍ الكُبْرَى : سَبْعَةُ كَوَاكِبَ : أَرْبَعَةٌ مِنْهَا نَعْشٌ لأَنَّهَا مُرَبَّعَة وثَلاثٌ بَنَات نَعْشٍ وكَذلِكَ بَنَاتُ نَعْشٍ الصُّغْرَى قِيلَ : شُّبِّهَت بحَمَلَةِ النَّعْشِ في تَرْبِيعِهِا قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ تَنْصَرِفُ نَكِرَةً لا مَعْرَفَةً نَقَلَه أَبو عُمَرَ الزّاهِدُ في فائِتِ الجَمْهَرَةِ عَنِ الفَرّاءِ وقَالَ الجَوْهَرِيُّ : اتَّفَقَ سِيبَوَيْهِ والفَرّاءُ عَلَى تَرْكِ صَرْفِ نَعْش لِلمَعْرِفَةِ والتَأْنِيثِ الواحِدُ ابنُ نَعْشٍ لأَنّ الكَوْكَبَ مُذكَّر فيذكِّرُونَه عَلَى تَذْكِيرِه وإِذا قالُوا : ثَلاثٌ أَوْ أَرْبعٌ ذَهَبُوا إِلَى البَنَاتِ قالَه اللَّيْثُ ولِهذا جاءَ في الشِّعْرِ بنُو نَعْشٍ أَنْشَد سِيبَوَيْهِ لِلنّابِغَةِ الجَعْدِي وقالَ الجَوْهَرِيّ : أَنشد أَبو عُبَيْدَةَ : .
تَمَزَّزْتُهَا والدِّيكُ يَدْعُو صَبَاحَهُ ... إِذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصَوَّبُوا وقالَ الأَزْهَرِيّ : ولِلشّاعِرِ إِنْ اضْطُرّ أَنْ يَقُولَ : بَنُو نَعْشٍ كَمَا قالَ الشّاعِرُ وأَنْشَدَ بَيْتَ النّابِغَةِ ووَجْهُ الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ كما قالُوا : بَنَاتُ عُرْسٍ . وانْتَعَشَ العاثِرُ إِذا انْتَهَضَ مِنْ عَثْرَتِهِ كَذا في الصّحاحِ وكَذَا الطّائِرُ إِذا انْتَهَضَ يُقَال لهُ : قد انْتَعَشَ وقال رُؤْبَةُ : .
كَمْ مِن خَلِيلٍ وأَخٍ مَنْهُوشِ ... مُنْتَعِشٍ بسَيْبِكمْ مَنْعُوشِ ونَعَّشَه تَنْعِيشاً : قالَ لَهُ : أَنْعَشَكَ اللهُ وفي الصّحاح : نَعَّشَك اللهُ وأَنْشَد لرُؤْبَةَ : .
وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنَا دَعْدَعَا ... لَهُ وعَالَيْنَا بتَنْعِيشٍ لَعَا