النَّجْشُ : أَن تُوَاطِئَ رَجُلاً إِذا أَرادَ بَيْعاً أَنْ تَمْدَحَه قالَهُ أَبو الخَطّابِ . أَوْ هو أَنْ يُرِيدَ الإِنْسَانُ أَنْ يَبِيعَ بِيَاعَةً فتُسَاوِمَهُ فِيهَا بثَمَنٍ كَثِيرٍ لِيَنْظُرَ إِلَيْكَ ناظِرٌ فيقَعَ فِيهَا . وقَدْ كُرِهَ ذلِك نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشاً . وقالَ أَبو عُبَيْدٍ : النَّجْشُ في البَيَعِ : أَن يَزِيدَ الرّجلُ ثَمَنَ السِّلْعَةِ وهُو لا يُرِيدُ شِرَاءَهَا ولكِنْ لِيَسْمَعَه غَيْرُه فيَزِيدَ بزِيادَتِه وهُوَ الَّذِي يُرْوَى فيه عن أَبِي أَوْفَى النّاجِشُ آكِلُ رِباً خائِنٌ . أَو أَنْ يَنْفِّرَ النّاسَ عَنِ الشَّيْءِ إَلَى غَيْرِه وناجِشُو سُوقِ الطَّعامِ مِنْ هذا . وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : النَّجْشُ : أَنْ تَمْدَحَ سِلْعَةَ غَيْرِك لِيبِيعَها أَو تَذُمَّهَا لِئلاَّ تَنْفُقَ عَنْهُ رواه ابنُ أَبِي الخَطّابِ . وقالَ الجَوْهَرِيُّ : النَّجْشُ : أَنْ تُزَايِدَ في المَبِيعِ ليِقَعَ غيرُك ولَيْسَ من حاجَتِكَ . وقال إبراهيمُ الحَرْبِيّ : النَّجْشُ : أَنْ تَزِيدَ في ثَمَنِ مَبِيعٍ أَو تَمْدَحَه فيَرَى ذلِكَ غَيرُك فيَغْتَّر بِكَ . والأَصْلُ فِيهِ إِثَارَةُ الصَّيْدِ وتَنْفِيرُه مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ . وقالَ شَمِرٌ : النَّجْشُ في الأَصْل : البَحْثُ عَنِ الشَّيْءِ واسْتِثارَتُه وهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ ومِنْهُ حَدِيثُ ابنِ المُسَيّبِ : لا تَطْلُعُ الشَّمْسُ حَتَّى تَنْجُشَهَا ثَلاثُمائَةٍ وسِتُّونَ مَلَكاً أَيْ تَسْتَثِيرهُا . والنَّجْشُ : الجَمْعُ وقَدْ نَجَشَ الإِبِلَ يَنْجُشُهَا نَجْشاً أَيْ جَمَعَهَا بَعْدَ تَفْرِقَةٍ . والنَّجْشُ : الاِسْتِخْرَاجُ وهُو كالبَحْثِ عنْ شَمِرٍ ومِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ : والخُسْرُ قَوْلُ الكَذِبِ المَنْجُوشِ . المَنْجُوشُ : المُسْتَخْرَج . والنَّجْشُ : الاِنْقِيادُ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبّادٍ وهُوَ الصَّوابُ . وفي بَعْضِ النًّسَخِ الإِيقاذُ وفي بَعْضِها الإِنْفاذُ والأَوّل أَصَحُّ . والنَّجْشُ : الإِسْرَاعُ يُقَال : مَرَّ فُلانٌ يَنْجُشُ نَجْشاً أَيْ يُسْرِعُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ كالنَّجَاشَةِ بِالكَسْرِ وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : لا أَعْرِفُ النَّجَاشَةَ في المَشْيِ . والنَّجَاشِي بالفَتْحِ وفي الياءِ لُغَتَان : بتَشْدِيدِ الياءِ وبتَخْفِيفِها الأَخِيرُ أَفْصَحُ وأَعْلَى كَما حَكَاه الصّاغَانِيُّ والمُطَرِّزِيُّ وصَوَّبُه ابنُ الأَثِيرِ قُلْتُ : لأَنَّها لَيْسَتْ لِلنَّسَبِ وتُكْسَرُ نُونُهَا أَوْ هُوَ أَفْصَحُ وهُوَ اخْتِيارُ ثَعْلَب كما نَقَلَهُ عنِ نِفْطَوَيْه قالَ شَيْخُنَا : والجِيمُ مخَفَّفَة ووَهِمَ من شَدَّدها . قُلْتُ : نَبّه عَلَى ذلِكَ المُطَرِّزِيُّ في المُغْرِبِ واخْتُلِفَ في اسْمِه على أَقوال : فقِيلَ : أَصْحَمَةُ زادَ السُّهَيليُّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى في الرَّوْضِ : ابن بَحْرٍ وسَيَأْتِي ذلِكَ لِلمُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى فس صحم وقالَ ابنُ قُتَيْبَةَ : النَّجَاشِي بالقِبْطِيّة : أَصْحَمَة ومَعْنَاهُ عَطِيّة . وقالَ الجَوْهَرِيّ : النَّجَاشِي : اسمُ مَلِك الحَبَشَةِ قالَ الصّاغَانِيُّ : هُوَ تَحْرِيفٌ واسْمُه أَصْحَمَةُ . قُلْتُ : وإِنْ أُرِيدَ بالاسْمِ اللَّقَب فالجَمْعُ بَيْنَ القَوْلَيْنِ هَيِّنٌ فَقَدْ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : فأَمَّا النَّجَاشِي فَكلِمةٌ حَبَشِيَّةٌ يُقَال للْمَلِكِ مِنْهُم نَجَاشِي كَما يُقَالُ كِسْرَى وقَيْصَر قالَ شَيْخُنَا : هو وأَضْرَابُه عَلَمُ شَخْصٍ وقِيلَ : بل عَلَمُ جِنْسٍ وقِيلَ : كانَتْ أَعْلاَمَ شَخْصٍ ثُمَّ عُمِّمَتْ فصَارَتْ للْجِنْس . والنَّجَاشِيُّ الحَارِثِيُّ : راجِزٌ من رُجّازِهِم . والنَّجَاشِيُّ : الَّذِي يُثِيرُ الصَّيْدَ ليَمُرَّ على الصّائِدِ كالنّاجِشِ قالَه الأَخْفَشُ وزادَ الأَزْهَرِيُّ : والمِنْجَاشِ . ويُقَالُ : نَجَشُوا عَلَيْه الصّيْدَ كَمَا يُقَال : حاشُوا . والمَنْجَشَانِيَّةُ ما نُسِبَ إِلى مَنْجَشانَ أَوْ مَنْجَشَ : اسْمُ د قُرْبَ البَصْرَةِ وقد ذُكِرَ في م ج ش أَنّه موضِعٌ عَلَى سِتّةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا وأَنّه مَنْسُوب إِلى مَنْجَشٍ مَوْلَى قَيْسِ بنِ مَسْعُودٍ وقَالَ ها هُنَا : إِنّه بَلَدٌ وشكّ