وقَدْ مَشِشَتْ هِيَ بالكَسْرِ مَشَشاً بإِظْهارِ التَّضْعِيفِ وهُوَ نادِرٌ قالَ الجَوْهَرِيُّ : وهو أَحَدُ ما جَاءَ على الأَصْلِ ولا نَظِيرَ لَهَا سِوَى لَحِحَتْ . وقالَ الأَحْمَرُ : لَيْسَ في الكَلاَمِ مِثْلُه وقال غَيْرُه : ضَبِبَ المَكَانُ إِذا كَثُر ضِبَابُهُ وأَلِلَ السِّقاءُ إِذا خَبُثَ رِيحُه . والمَشَشُ : بَيَاضٌ يَعْتَرِي الإِبِلَ في عُيُونِهَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وهُوَ أَمَشُّ وهي مَشّاءُ مِنْ ذلِكَ . والمُشَاشَةُ بالضَّمِّ : رأْسُ العَظْمِ المُمْكِنِ المَضْغِ وهو اللَّيِّنُ الَّذِي يُمْكِنُ مَضْغُه ج مُشَاشٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وبه فُسِّر الحَدِيثُ مُلِئَ عَمّارٌ إِيماناً إِلَى مُشَاشِهِ وقالَ أَبو عُبَيْد : المُشَاشُ : رؤُوسُ العِظَامِ مِثْل الرُّكْبَتَيْنِ والمِرْفَقَيْنِ والمَنْكَبِيْنِ . وفِي صِفَته صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم أَنَّه كانَ جَلِيلَ المُشَاشِ أَيْ عَظِيمَ رُؤُوس العِظَامِ كالمِرْفَقَيْنِ والكَتِفَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ وقِيلَ : المُشَاشَةُ : مَا أَشْرَفَ مِنْ عَظْمِ المَنْكِب . والمُشَاشَةُ : الأَرْضُ الصُّلْبَةُ تُتَّخَذُ فِيهَا رَكَايَا ويكونُ مِنْ وَرَائِهَا حاجِز فإِذا مُلِئَتِ الرَّكِيَّةُ شَرِبَت المُشَاشَةُ الماءَ فكُلَّما اسْتَقِىَ مِنْهَا دَلْوٌ جَمَّ مَكَانَها دَلْوٌ أُخْرَى . وقِيل : المُشَاشَةُ : أَرْضٌ رِخْوَةٌ لا تَبْلُغُ أَنْ تَكُونَ حَجَراً يَجْتَمِع فِيها ماءُ السَّمَاءِ وفَوْقَها رَمْلٌ يَحْجِزُ الشَّمْسَ عن الماءِ وتَمْنَع المُشَاشَةُ الماءَ أَنْ يَتَسَرّبّ في الأرْضِ فكُلَّمَا اسْتُقِيَتْ مِنْهَا دَلْوٌ جَمَّتْ أُخْرَى . قاله ابنُ دُرَيْدٍ . وقال ابنُ شُمَيْل : المُشَاشَةُ : جَوْفُ الأَرْضِ وإِنَّمَا الأَرْضُ مَسَكٌ فمَسَكَةٌ كَذّانَةٌ ومَسَكَةٌ حِجَارَةٌ غَلِيظَة ومَسَكَةٌ لَيِّنةٌ وإِنّمَا الأَرْضُ طَرَائِقُ فكُلّ طَرِيقَة مَسَكَةٌ والمُشَاشَةُ : هي الطَّرِيقَةُ الَّتِي فِيهَا حِجَارضةٌ خَوّارَةٌ وتُرَابٌ . والمُشَاشَةُ : جَبَلُ الرَّكِيَّةِ الَّذِي فيه نَبْطُهَا وهو حَجَرٌ يَهْمِي مِنْهُ الماءُ أَي يَرْشَح فهي كمُشَاشَةِ العِظَامِ يَتَحَلَّبُ أَبَداً يُقَالُ : إِنّ مُشَاشَ جَبَلِهَا لَيَتَحَلَّبُ أَي يَرْشَحُ ماءً . والمُشَاشُ كغُرَابٍ : الأَْرُض اللَّيِّنَةُ قالَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ للراجز : راسِي العُرُوقِ في المُشَاشِ البَجْباجْ . قُلْت : ويُقَال : رَمْلٌ بَجْبَاجٌ أَيْ ضَخْمٌ مُجْتَمِع كما قالَهُ الأَزْهَرِيُّ . ومن المجازِ : فُلانٌ طَيِّب المُشَاشِ أَي كَرِيمُ النَّفْس قالَهُ الجَوْهَرِيُّ قال : وقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ فَرَساً : .
يَعْدُو بهِ نَهِشُ المُشَاشِ كَأَنَّه ... صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه لا يَظْلَعُ يَعْنِي أَنَّه خفِيفُ النَّفْسِ أَو العِظامِ أَو كنى به عن القوَائِمِ . ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً قَوْلُهِم : فُلانٌ لَيِّنُ المُشَاشِ إِذا كانَ طَيِّبَ النَّحِيزَةِ أَيِ الطَّبِيعَة عَفِيفاً عن الطَّمَعِ . وقيلَ : إِنَّهُ لَكَرِيمُ المُشَاشِ أَيِ الأَصْل عَن ابنِ عَبّادٍ . وقِيلَ : المُشَاشُ : الخَفِيفُ النَّفْسِ وبه فُسِّر قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ كَما تَقَدَّم أَو الخَفِيفُ المَئُونَةِ عَلَى مَنْ يُعَاشِرُه . وقِيلَ : هُوَ الظَّرِيفُ في الحَرَكَاتِ . وقيلَ : خَفِيفُ المُشَاشِ : الخَدّامُ في السَّفَرِ والحَضَرِ عن ابنِ عبّادٍ . وأَمَشَّ العَظْمُ إِمْشَاشاً أَيْ صَارَ فِيه ما يُمَشُّ أَيْ أَمَخَّ حَتَّى يُتَمَشَّشَ . وأَمَشَّ السَّلَمُ : خَرَجَ ما يَخْرُجُ مِنْ أَطْرَافِهِ ناعِماً رَخْصاً كالمُشَاشِ وقد جاءَ في حَدِيثِ مَكّةَ شَرَّفَهَا الله تَعالَى : وأَمَشَّ سَلَمُها قَال ابنُ الأَثِيرِ : والرِّوَايَةُ أَمْشَرَ بالراء . والتَّمْشِيشُ : اسْتِخْرَاجُ المُخِّ كالامْتِشاشِ قال رُؤْبَةُ : .
إِلَيْكَ أَشْكُو شِدَّةَ المَعِيشِ ... دَهْراً تَنْقَّى المُخَّ بالتَّمْشِيشِ