وقيلَ : هُوَ مَوْضِعٌ بالبَادِيَة قُرْبَ طَمِيَّةَ مقابِلٌ لها بالقُرْبِ من مَكَّةَ شَرَّفَها اللهُ تَعَالَى قال الصّاغَانِيّ : وقَدْ وَرَدْتُه . قُلْتُ : ورُوِىَ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ بإِعْشَاشٍ بالكَسْرِ أَي عَرَفْتَ بكُرْهٍ يَقُول : عَزَفْتَ بكُرْهِكَ عمّن كُنتَ تُحِبُّ وقِيلَ : الإِعْشَاشُ : الكِبَرُ أَي عَزَفْتَ بكِبَرِكَ عَمَّنُ تُحِبّ . وهذه عن الصّاغَانِيّ . ومن أَمثالِهِمْ : تَلَمَّسْ أَعْشَاشَكَ أَيْ تَلَمَّس العِلَلَ والتَّجَنَّيَ في أَهْلِكَ وذَوِيكَ وهو قَرِيبٌ من قَوْلِهِمِ : لَيْسَ بِعُشِّكِ فادْرُجِى . والعَشْعَشُ بالفَتْحِ كما ضَبَطَه الصّاغَانِيّ ويُضَمُّ كَمَا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ وحَكَاه عن ابن الأَعْرَابِيّ كالعَصْعَصِ والعُصْعُصِ قالَ : هُوَ العُشُّ المُتَرَاكِبُ بَعْضُه فِي بَعْضٍ أَيْ عَلَى بَعْضٍ . والمَعَشُّ : المَطْلَبُ قالَهُ الخَلِيلُ وقَالَ ابنُ سِيدَه نَقْلاً عن غَيْرِ الخَلِيلِ : هُوَ المَعَسُّ بالسِّين وقد تَقَدَّم . وبِهَاءٍ : الأَرْضُ الغَلِيظَةُ كالعَشَّةِ عن الأَزْهَرِيّ . وقال أَبو زَيْدٍ : جَاءَ بهِ أَيْ بالمالِ من عِشِّهِ وبِشِّهِ وعِسِّهِ وبِسِّهِ أَيْ مِنْ حَيْثُ شَاءَ لُغَةٌ فِي السِّينِ المُهْمَلَةِ وقَدْ تَقَدَّم . وأَعَشَّ الرَّجُلُ : وَقَعَ في أَرْضٍ عَشَّةٍ أَيْ غَلِيظَةٍ قالَهُ أَبُو خَيْرَةَ . وأَعَشَّ فُلاناً عَنْ حاجَتِه : صَدَّهُ ومَنَعَهُ عن ابنِ دُرَيْدٍ وقِيلَ : أَعْجَلَه كأَحَشَّه وكَذَا أَعَشَّ به . وأَعَّش الظَّبْيَ مِنْ كِنَاسِه : أَزْعَجَهُ عن ابنِ عَبّادٍ . وأَعَشَّ القَوْمَ : نَزَلَ مَنْزِلاً قَدْ نَزَلُوهُ مِنْ قَبْلِهِ على كُرْهٍ فآذاهُمْ حَتَّى تَحَوَّلُوا من أَجْلِهِ وأَذِيَّتِه قالَ الفَرَزْدَقُ يَصِفُ قَطَاةً : .
وصادِقَة ما خَبَّرَتْ قَدْ بَعَثْتُها ... طرُوقاً وباقِي اللَّيْلِ في الأَرْضِ مُسْدِفُ .
وَلَوْ تثرِكَتْ نامَتْ ولكِنْ أَعَشَّهَا ... أَذَىً مِن قِلاص كالحَنِيِّ المُعَطَّفِ كَذَا رواهُ اللَّيْثُ بالعَيْن واسْتَدْرَكَ عَلَيْه تَوْبَةُ وأَبُو الهَيْثَمِ وقالاَ : هُوَ بالغَيْنِ المُعْجَمَة . وأَعَشَّ اللهُ تَعَالَى بَدَنَه : أَنْحَلَهُ : دُعَاءٌ عَلَيْه . وعَشَّشَ الطّائِرُ تَعْشِيشاً : اتَّخَذَ عُشّاً كاعْتَشَّ اعْتِشَاشاً قالَ أَبو مُحَمّدٍ الفَقْعَسِيّ يَصِفُ ناقَةً : بِحَيْث يَعْتَشُّ الغُرَابُ البَائِضُ . وعَشَّشَ الكَلأُ والأَرْضُ : يَبْسَا ويُقَالُ : كَلَأُ عَشٌّ وأَرْضٌ عَشَّةٌ . وعَشَّشَ الخُبْزُ يَبِسَ وتَكَرَّجَ فهُوَ مُعَشِّشٌّ وفي الحَدِيثِ الَّذِي أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وغَيْرُه في قِصَّةِ أُمِّ زَرْعٍ : ولا تَمْلأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشاً أَيْ لا تَخُونُ في طَعَامِنَا فتَخْبَأ مِنْهُ في كُلِّ زَاوِيَةٍ شَيْئاً فيَصْيرُ كمُعَشَّشِ الطُّيورِ . إِذا عَشَّشَتْ في مَوَاضِعَ شَتَّى وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ : .
وفي الأَشَاءِ النّابِتِ الأَصَاغِرِ ... مُعَشَّشُ الدُّخَّلِ والتَّمَامِرِ وقِيلَ : أَرادَتْ : لا تَمْلأُ بَيْتَنَا بالمَزَابِلِ كأَنَّهُ عُشُّ طائِرٍ وهذِهِ رَوَاهَا ابنُ الأَنْبَارِيّ عن ابنِ أَرِيسٍ عَنْ أَبِيهِ ويُرْوَى بالغَيْنِ المُعْجَمَة . واعْتَشُّوا : امْتَارُوا مِيرَةً قَلِيلَةً لَيْسَتْ بالكَثِيرَةِ روَاه الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . وانْعَشَّ القَمِيصُ : تَرَقّعَ وهُوَ مُطَاوِعُ عَشَشْتُه كَمَا تَقَدَّم . قال الصّاغَانِيّ : والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على قِلَّةِ ودِقَّةٍ ثمّ تَرْجِعُ إِلَيْهِ فُرُوعُه بقِيَاسٍ صَحِيحٍ وقَدْ شَذَّ مِنْ هذا التَّرْكِيبِ : أَعْشَشَتُ القَوْمَ . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : يُجْمَع عُشُّ الطّائِرِ على أَعْشَاشٍ وعِشَاشٍ وعُشُوشٍ وعِشَشَة قَال رُؤْبَةُ - في العُشُوش - : .
لَوْلا حُبَاشَاتٍ من التَّحْبِيشِ ... لِصِبْيَةٍ كأَفْرُخِ العُشُوشِ