والرَّهِيشُ : القَوْسُ الدَّقِيقَةُ عن ابنِ عَبّادٍ وقال الأَصْمَعِيُّ : هِيَ الَّتِي يُصِيبُ وَتَرُهَا طَائِفَها والطّائِفُ : مَا بَيْنَ الأَبْهَرِ والسِّيَةِ وقِيلَ : هُو ما دُونَ السِّيَةِ فيُؤَثِّرُ فيهَا والسِّيَةُ ما اعْوَجَّ مِنْ رَأْسِهَا . وقَدْ ارْتَهَشَتِ القَوْسِ فهِيَ مُرْتَهِشَةٌ وهِيَ الَّتِي إذا رُمِىَ عَلَيْهَا اهتَزَّتْ فضَرَبَ وَتَرُهَا أَبْهَرَهَا والصَّوَابُ طائِفَها كما قالَهُ الجَوْهَرِيُّ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : ذلِكَ إِذا بُرِيَتْ بَرْياً سَخِيفاً فجاءَتْ ضَعِيفَةً ولَيْسَ ذلِكَ بِقَوِيّ . والارْتِهَاشُ : الارْتِعَاشُ والاضْطِرَابُ قَالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ . والارْتِهاشُ : الاصْطِلامُ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ الاصْطِدامُ وهُوَ أَنْ يَصُكَّ الفَرَسُ بعَرْض حافِرِه عَرْضَ عُجَايَتِه مِن اليَدِ الأُخْرَى فرُبَّما أَدْمَاها وذلِكَ لِضَعْفِ يَدِه ومِنْهُ حَدِيثُ عُبَادَةَ بنِ الصّامِتِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : وجَرَاثِيمُ العَرَبِ تَرْتَهِشُ أَيْ تَصْطَكُّ قَبَائِلُهُم بالفِتَنِ قَالَهُ ابن الأَثِير . وقالَ اللَّيْثُ : الارْتِهاشُ : ضَرْبٌ من الطَّعْنِ في عَرْضٍ وأَنشد : .
" أَبا خَالِدٍ لَوْلا انْتِظَارِيَ نَصْرَكُمْأَخَذْتُ سِنَانِي فارْتَهَشْتُ بِهِ عَرْضَا قالَ الأَزْهَرِيّ : مَعْنَاهُ : أَيْ قَطَعْتُ به رَوَاهِشي حَتّى يَسِيلَ مِنْهَا الدَّمُ ولا يَرْقَأُ فأَمُوت . وارْتَهَشُوا : وَقَعَتِ الحَرْبُ بَيْنَهُم وبِه فَسَّر ابنُ الأَثِيرِ أَيْضاً حَدِيثَ عُبَادَةَ المُتَقَدِّمَ قال : وهُمَا مُتَقاَرِبانِ في المَعْنَى ويُرْوَى بالسِّينِ وفي أُخْرَى تَرْتَكِسُ وقَدْ تَقَدَّمَ ذلِكَ في مَوْضِعِه . وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : ارْتَهَشَ الجَرَادُ : رَكِبَ بَعْضُه بَعْضاً . لُغَةٌ في السّينِ . وارْتَهَشَ القَوْمُ : ازْدَحَمُوا . لغَةٌ في السِّينِ عن أَبِي شُجَاعٍ . وامْرَأَةٌ رُهْشُوشَةٌ : مَاجِدَةٌ . وتَرَهَّشَ الرَّجُلُ : تَسَخَّى وتَكَرَّمَ . والناقَةُ : غَزُرَ لبَنُها .
ر - ي - ش .
الرِّيشُ بالكَسْرِ لِلطّائِرِ كالرَّاشِ قالَ القُتَيْبِيّ : هُوَ ما سَتَرَه اللهُ تَعَالَى بهِ وقد جاءَ في الشِّعر قالَ ابنُ هَرْمَةَ : .
فاحْتَثَّ أَجْمَالَهُمْ حَادٍ له زَجَلٌ ... مُشَمِّرٌ أَشرٌ كالقِدْحِ ذِي الرّاشِ ج أَرْياشٌ كحِلْسٍ وأَحْلاَسٍ ونَابٍ وأَنْيَابٍ ورِيَاشٌ كلِهْبٍ ولِهَابٍ قالَهُ ابنُ جِنِّى وقد قُرِئَ به . قلتُ : وهُوَ قراءَةُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عنه وابنِ عَبّاسٍ والحَسَنِ والسُّدِّيّ وعاصِمٍ في رواية المُفَضَّل يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ورِيَاشاً . ومن المَجَازِ : الرِّيشُ : اللِّبَاسُ الفاخِرُ كالرِّيَاشِ كاللِّبْسِ واللِّبَاسِ والدِّبْغ والدِّباغ والحِلِّ والحِلال والحِرْمِ والحِرَام مُسْتَعَارٌ من الرِّيش الَّذِي هُوَ كُسْوَةٌ وزِينَةٌ لِلطائرِ . والرِّيشُ والرِّيَاشُ : الخِصْبُ والمَعَاشُ والمالُ المُسْتَفَادُ والأَثَاثُ . وقال القُتَيْبِيُّ : الرِّيشُ والرِّيَاشُ وَاحِدٌ وهُمَا ما ظَهَرَ من اللِّباسِ . وقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ : قالَتْ بَنُو كِلاَبٍ : الرِّيَاشُ : هو الأَثَاثُ من المَتَاعِ ما كَانَ مِنْ لِبَاسٍ أَوْ حَشْوٍ مِنْ فِرَاشٍ أَو دِثَارٍ والرِّيشُ : المَتَاعُ والأَمْوَالُ وقَدْ يَكُونُ في الثِّيَابِ دُونَ الأَمْوَالِ وإِنَّهُ لَحَسَنُ الرِّيشِ أَي الثِّيَابِ . وهو مَجَازٌ . وفي البَصَائِر : ويَكُونُ الرِّيشُ للطّائِرِ كالثِّيَابِ للإِنْسَانِ اسْتُعِير للثِّيَابِ قالَ تَعالى لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ورِيشاً . ومن المَجَازِ : أَعْطَاهُ أَي النُّعْمَانُ النَابِغَةَ مائِةً مِنْ عَصَافِيرِه بِرِيشِهَا أَيْ بِلِبَاسِهَا وأَحْلاسِهَا وذلِكَ لأَنَّ الرِّحالَ لَها كالرِّيشِ أَوْ لأَنَّ المُلُوكَ كانَتْ إذا حَبَتْ حِبَاءً جَعَلُوا في أَسْنِمَةِ الإِبِلِ رِيشاً وقِيلَ : رِيش النَّعَامَةِ ليُعْرَفَ أَنَّهُ مِنْ حِباءِ المَلِكِ . وذُو الرِّيشِ : فَرَسُ السَّمْحِ بنِ هِنْدٍ الخَوْلانِيّ وفيه يَقُول :