بَيْشٌ بالفَتْح : ع عن بنِ دُرَيْدٍ وقالَ غَيْرُه : فيه عِدَّةُ مَعَادِنَ وهُوَ مِخْلافٌ من مَخَالِيفِ اليَمَنِ . وبِيش وبِيشَةُ بكَسْرِهِمَا - : وَادٍ بِطَريقِ اليَمَامَةِ مَأْسَدَةٌ وتُهْمَزُ الثّانِيَةُ كما تَقَدَّم عن القَاسِمِ بنِ مَعْنٍ ووَجَدْتُ في هَامِشِ الصّحَاح ما نَصُّه : وَجَدْتُ بخَطِّ ابنِ القَصّار علَى حاشِيَةِ ديوانِ حُمَيْدٍ بنِ ثَوْرٍ : بيِشَةُ : وَادٍ من أَوْدِيَةِ اليَمَن ومَدْفَعُ بِيشَةَ ورَنْبَةَ وترَبَةَ نَحْوَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ أَهْلُهَا خَثْعَمُ وكَلْبٌ . انْتَهَى . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ : .
سَقَى جَدَثاً أَعْرَاضُ بِيشَةَ دُوْنَه ... وغَمْرَةَ وَسْمِيُّ الرَّبِيعِ ووَابِلُهْ وسَألَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ جَرِيرَ بنَ عبدِ اللهِ البَجَلِيّ عَنْ مَنْزِلِه ببِيشَةَ فقَال : سَهْلٌ وَدْكَداك وسَلَمٌ وأَراك وحُمُوضٌ وعَلاك بين نَخْلَةٍ ونَحْلَة مَاؤُهَا يَنْبُوع وجَنَابُهَا مَرِيع وشِتَاؤُهَا رَبِيع قال له : يا جَرِيرُ إيّاكَ وسَجْعَ الكُهَانِ وفي رِوَايَة : قال لِرَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ إنَّ خَيْرَ الماءِ الشَّبِم وخَيْرَ المالِ الغَنَم وخيرَ المَرْعَى الأَراكُ والسَّلَم إذا أَخْلَف كانَ لَجِينا وإذا سَقَط كان دَرِينَا وإذا أُكِلَ كان لَبِينا . والبِيشُ بالكَسر : نَبَاتٌ ببلادِ الهِندِ كالزَّنْجَبِيلِ رَطْباً ويَابِساً وأَصْلَحُه العَرَبِيّ وهوَ في غَايَةِ الحَرَارَةِ واليُبْسِ والحِدَّة يُذْهِبُ البرَص طِلاَءً ويَنْفعُ من الجُذَامِ مع أَدْوِيةٍ أُخَرَ وأَكثَرُ ما يُسْتعمَلُ مِنْهُ مَعْ أَدْويةٍ أُخَرَ علَى ما ذَكَره وقَدَّره إسحاقُ إلَى قَدْرِ دَانِقٍ وقَال صاحِبُ المنْهَاج : وأَظُنّ أَنَّ هذَا القَدْرَ خَطرٌ جِدّاً . ورُبّمَا نَبَتَ فِيه سَمٌّ قَتّالٌ لكُلِّ حَيوَان وأَشَدُّ مَضَرَّتِه بالدِّماغ ويَعْرضُ عنه ورَمُ الشَّفَتَيْن واللِّسَانِ وجُحُوظُ العَيْنَيْن ودُوارٌ وغَشْيٌ ورِيحُهُ قَدْ يُصَدِّع وإذا سُقِيَ عصِيرَه النُّشَّابُ قَتَل منْ يُصِيبُه في الحالِ وتِرْياقُه فَأْرَةُ البِيشِ ويُقَال لَها : بِيش يُوس وهو حَيوان كالفَأْرِ يَسْكُنُ في أَصْلِ البِيشِ وهُوَ تِرْياقٌ منه يُقَال : إنَّهَا تَتغَذَّى به والسُّمَانَي تَتغَذَّى به أَيْضاً على ما يُقَالُ ولا تموتُ ؛ ومنه المَثَلُ : أَعْجبُ منْ فَأْرَةِ البِيشْ تَتَغذَّى بالسُّمُوم وتَعِيشْ . ودَواءُ المِسْكِ يُقَاوِمُه مِنْ بَيْنِ المَعْجُونَات يُؤْخذ مِنْه مع قِيراطِ مِسْكٍ ويُدَاوَى بِهِ مَنْ سُقِيَ منه أَيْضاً بالقيْءِ بسَمْنِ البَقَرِ وبزْرِ السَّلْجَمِ ثُمَّ البادزَهْر أَو الْمِسْك مع البَادزَهْر . وقال أَبو زَيْدٍ : بَيَّشَ اللهُ وَجْهَهُ وسَرَّجه بالجِيم أِيْ بَيَّضَهُ وحَسَّنَهُ وأَنشد : .
لَمّا رأَيْتُ الأَزْرَقَيْنِ أَرَّشَا ... لا حَسَنَ الوجْهِ ولا مُبَيَّشَا وممّا يُسْتدْرَك عليه : بِيش بالكَسْر : بَلَدٌ باليَمَنِ قُرْبَ دَهْلَكَ . وجَاءَ أَيْضاً في شِعْرِ عَمْرِو بن الأَيْهَمِ في قَتْل عُمَيْرِ بنِ الحُبابِ وهو قُتِل بالجَزِيرة فيَقْتَضِي أَنْ يكونَ أَيْضاً مَوْضِعاً بالجَزِيرَة فتأَمّلْ . وبِيش مُوسَى أَيْضاً : حَشِيشَةٌ تَنْبُتُ مع البِيشِ وهو أَعْظَمُ تِرْيَاقِ البِيشِ مع أَنَّ له جميعَ مَنَافعِ البِيش في البَرَصِ والجُذَامِ وهو تِرْيَاقٌ لِكُلِّ سُمٍّ ولِلأَفَاعِي ذكرَه صاحبُ المِنْهَاج . والشّمْسُ محمّدُ بنُ محمَّد بن أَحْمَدَ بن عُمَرَ البِيشِيّ سَمِعَ علي الزَّيْنِ العِرَاقِيّ مات سنة 854 .
فصل التاء مع الشين .
ت - ر - ش