كَذَا زَعَمَهُ بعضُ الرُّواةِ الثِّقَاتِ وهذا غَيْرُ مَعْرُوفِ وإن كانَ القِيَاسَ ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ ونَصُّه : فهُوَ وَارِسٌ ولا تَقُل مُورِس وهُوَ من النّوادرِ وفي بعضِ نُسَخِه : ولا يُقَال مُورِسٌ فكأَنّ الوَهَمَ إِنكارُه مُوْرِساً والقِيَاسُ يَقْتَضِيه وأَنّه لا يُقَالُ مثْل هذا في شَيْءٍ وهو مُخَالِفٌ للقِياس : اصْفَرَّ وَرَقُه بَعْدَ الإِدْرَاكِ فصارَ عَلَيْهِ مِثْلُ المُلاَءِ الصُّفْرِ . وكَذا أَوْرَسَ المَكَانُ فهو وَارِسٌ وقال شَمِرٌ : يُقَال : أَحْنَطَ الرِّمْثُ فهو حانِطٌ ومُحْنِطٌ : ابْيَضَّ قال الدِّينَوَرِيّ : كأَنَّ المُرَادَ بوَارِسٍ أَنّه ذو وَرْسٍ كتَامِرٍ في ذِي التَّمْرِ . وقاله الأَصْمَعِيّ : أَبْقَلَ المَوْضِعُ فهو باقِلٌ وأَوْرَسَ الشّجَرُ فهو وَارِسٌ إذا أَوْرَقَ ؛ ولَمْ يُعْرَفِ غيرُهما ورُوى ذلِكَ عن الثِّقَةِ . وقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ : بَلَدٌ عاشِبٌ لا يقولون إلاّ أَعْشَبَ فيقولونَ في النعْتِ على فَاعِلٍ وفي الفِعْلِ علَى أَفْعَلَ هكَذَا تَكَلَّمَت به العربُ كما في العُباب . وممّا يُسْتَدْرَك عليه . وَرَسَ النَّبْتُ وُرُوساً : اخْضَرَّ حكاه أبو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللهُ تعالَى عن أَبي عَمْرٍو وأَنشد : في وَارِسٍ من النَّجِيلِ قد ذَفِرْ . ذَفِرَ ؛ أي كَثُر قال ابنُ سِيدَه : لمْ أَسْمَعْه إلاّ ها هنا قال : ولا فَسَّره غيرُ أَبي حَنِيفَة C . ووَرِسَ الشَّجَرُ : أَوْرَقَ لغةٌ في أَوْرَسَ نقله ابنُ القَطّاع . وثَوْبٌ وَرِسٌ ككَتِفٍ ووَارِسٌ ومُورِسٌ ووَرِيسٌ : مَصْبُوغ بالوَرْسِ . وأَصْفَرُ وَارِسٌ أَيّ شَدِيدُ الصُّفْرَة بالَغُوا فيه كما قالوا : أَصْفَرُ فاقعٌ . وجَمَلٌ وَارِسُ الحُمْرَةِ أَي شَدِيدُهَا وهذِهِ عن الصّاغانِيّ . ورِمْثٌ وَرِيسٌ : ذُو وَرْسٍ قال عبدُ اللهِ بنُ سُلَيْم : .
في مُرْتعَاتٍ رَوَّحَتْ صَفَريَّةٍ ... بنَوَاضِحٍ يَفْطُرْنَ غَيْرَ وَرِيسِ و - س - س .
الوَسُّ : العِوَضُ نَقَلَه الصّاغَانيّ وكأَنّ الواوَ مُنْقَلبةٌ عن الهَمزة وقد تَقَدّم عن ابن الأَعْرَابِيّ أَنّ الأَسِيسَ كأَمِيرٍ هو العِوَضُ وكذلكَ الحَدِيثُ رَبِّ أُسْنِى لِمَا أَمْضَيْت أَيْ عَوِّضْنِي مِن الأَوْسِ وهو التَّعْوِيضُ فراجِعْه . والوَسْوَاسُ : اسْمُ الشَّيْطَان كَذا في الصّحاح وبه فُسِّر قولُه تعالَى : مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنّاسِ . وقِيلَ : أَرادَ ذا الوَسْواسِ وهو الشَّيْطَانُ الَّذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ الناسِ . وقِيلَ في التَّفْسِير : إِنَّ له رَأْساً كرَأْسِ الحَيَّةِ يَجْثِمُ على القَلْبِ فإذا ذَكَرَ العَبْدُ اللهَ خَنَسَ وإذا تَرَكَ ذِكْرَ اللهِ رَجَعَ إلى القَلْبِ يُوَسْوِسُ . والوَسْواسُ : هَمْسُ الصائدِ والكِلابِ وهُوَ الصَّوْتُ الخَفِيّ قال ذُو الرُّمّة : .
فبَاتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ ويُسْهِرُهُ ... تَذَؤبُ الرِّيحِ والوَسْوَاسُ والهِضَبُ يعني بالوَسْواسِ هَمْسَ الصائِدِ وكَلامَه الخَفِيّ ومن ذلِكَ سُمِّيَ صَوْت الحَلْىِ والقَصَب وَسْوَاساً وهو مَجَازٌ قالَ الأَعْشَى : .
تَسْمَعُ للحَلْيِ وَسْوَاساً إذا انْصَرَفَتْ ... كما اسْتَعانَ برِيحٍ عِشْرِقٌ زَجِلُ