وقيلَ : النَّسْنَاسُ السَّفِلَةُ والأَرْزَالُ أَو النَّسَانِسُ : الإِنَاثُ مِنْهُم كما قالَه أَبو سَعِيدٍ الضَّريرُ . أَو هُمْ أَرْفَعُ قَدْراً من النَّسْنَاس كما في العُبَابِ أَو هُمْ يَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ في قولِ ابنِ الأَعْرَابِيّ أَو هُمْ قَوْمٌ مِن بَنِي آدَمَ أَو خَلْقٌ علَى صُورَةِ النّاسِ أَشْبَهُوهم في شَيْءٍ وخَالَفُوهم في أَشْيَاءَ ولَيْسُوا منْهُم كما في التَّهْذيبِ . وقال كُراع : النَّسْنَاسُ فيما يُقَال : دابَّةٌ في عِدَادِ الوَحْشِ تُصَادُ وتُؤْكَلُ وهي علَى شَكْلِ الإِنسان بعَيْنٍ وَاحدَةٍ ورِجْلٍ ويَدٍ تَتَكَلَّم مثْلَ الإِنْسَانِ . وقَال المَسْعُودِيُّ في النّسْنَاسِ : حَيَوَانٌ كالإِنْسَان له عَيْنٌ وَاحِدَةٌ يَخْرُجُ مِن الماءِ ويَتَكَلُّمُ وإِذا ظَفِرَ بالإِنْسَانِ قَتَلَه . وفي المُجَالَسة عن ابنِ إِسْحَاق : أَنَّهُمْ خَلَقٌ باليَمَنِ . وقال أَبو الدُّقَيْشِ : يُقَال : إِنَّهُم من وَلَدِ سامِ بن سامِ إِخْوَة عادٍ وثَمُودَ ولَيْسَ لهُم عُقُولٌ يَعيشُون في الآجَامِ على شَاطيءِ بحرِ الهِنْدِ والعَرَبُ يَصْطَادُونَهُمْ ويُكَلِّمُونَهُمْ وهم يَتكلَّمُون بالعَربيَّةِ ويَتَنَاسَلُون وَيَقُولُون الأَشْعَارَ ويَتَسَمَّوْن بأَسْمَاءِ العَربِ . وفي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضِيَ الله تَعالَى عنه : ذَهَبَ النّاسُ وبَقِيَ النِّسْنَاسُ . قيل : فما النِّسْنَاسُ ؟ قال : الَّذين يَتَشبَّهون بالنّاسِ ولَيْسُوا مِن النّاسِ وأَخْرَجَه أَبو نُعَيْمٍ في الحِلْيَةِ عن ابنِ عَبّاسٍ . قال السُّيُوطيّ في دِيوَان الحَيَوانِ : أَمّا الحَيَوَانُ الَّذي تَسَمِّيه العَامَّةُ نِسْنَاساً فهو نَوْعٌ من القِرَدَةِ لا يَعيشُ في الماءِ ويَحْرُم أَكْلُه وأَمَّا الحَيَوانُ البَحْرِيُّ ففيه وَجْهَانِ وإخْتَارَ الرُّويَانيُّ وغيرُه الحِلَّ . وقال الشيخُ أَبو حامِدٍ : لا يَحِلُّ أَكْلُ النِّسْنَاسِ لأَنَّه على خِلْقةِ بَنِي آدَمَ . وقال الغَنَوِيُّ : ناقَةٌ ذاتُ نَسْنَاسٍ أَي ذاتُ سَيْرٍ باقٍ هكذا نَقَلَه عنه أَبُو تُرَابٍ وبه فُسِّر ما أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِيِّ : .
" ولَيْلَةٍ ذات جَهَامٍ أَطْبَاقْ .
" سُودٍ نَوَاحِيهَا كأَثْنَاءِ الطَّاقْ .
" قَطَعْتُهَا بذَاتِ نَسْنَاسٍ بَاقْ وقِيلَ : النَّسْنَاسُ هنا صَبْرُها وجَهْدُها . وقَرَبٌ نَسْنَاسٌ : سَرِيعٌ نقلَه ابنُ عَبّادٍ في المُحِيطِ . ويَقُولونَ في الدُّعَاءِ : قَطَع اللهُ تَعَالَى نَسْنَاسَهُ أَي سَيْرَه وأَثَرَه من الأَرْض . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : نَسَّسَ الصَّبِيَّ تَنْسِيساً : قالَ له : إِسْ إِسْ لِيَبُولَ أَو يتَغَوَّطَ ونَصُّ ابنِ شُمَيْلٍ : أَو يَخْرَأَ وكأَنهُ عَدَلَ عنه إِلى التَّغَوُّطِ ليَكْنِيَ . ونَسَّسَ البَهِيمَةَ : مَشَّاها . فقالَ لَها : إِسْ إِسْ . ونَسْنَسَ : ضَعُفَ عِن ابنِ دُريْدٍ قيلَ : ومنه إشْتِقَاقُ النِّسْنَاس لضَعْفِ خَلْقِهِم . ونَسْنَسَ الطّائِرُ : أَسْرَع في طَيَرَانِه كنَصْنَصَ والإِسْمُ : النَّسِيسةُ قالَه اللَّيْث . ونَسْنَسَتِ الرِّيحُ : هَبَّتْ هُبُوباً بارِداً وكذا سَنْسَنَتْ . ورِيحٌ نِسْنَاسَةٌ وسَنْسَانَةٌ : بارِدَةً كذا في النَّوَادِرِ . تنسس منه خيراً تنسمه ومِما يُسْتَدْرَك عليه : قالَ أَبُو زَيْدٍ : نَسَّ الإِبِلَ : أَطْلَقَهَا وحَلَّهَا . وأَنْسَسْتُ الدَّابَّةَ : أَعْطَشْتُها . ونَسَّتْ دَابَّتُكَ : يَبِسَتْ مِن الظَّمَأِ وهو مَجَازٌ . ويُقَال للفَحْلِ إِذا ضَرَبَ النّاقَةَ عَلَى غَيْرِ ضَبَعَة : قد أَنَسَّهَا . والمَنْسُوسُ : المَطْرُودُ والمَسُوقُ . والنَّسِيسُ : المَسُوقُ . ونَسِيسُ الإِنْسَانِ ونَسْنَاسُه : مَجْهُودُه وصَبْرهُ . وقيل : نَسْنَاسٌ : مِن الدُّخانِ وسَنْسَانٌ : يريد دُخَانَ نارِ . والنِّسْنَاسُ بالكَسْر : الجُوعُ الشَّدِيدُ عن ابنِ السِّكِّيت وأَمّا ابنُ الأَعْرَابِيّ فجعَلَه وَصْفاً وقال : جوع نسناس قال ويعني به الشدِيدَ وأَنْشَدَ : .
" أَخْرَجَها النِّسْنَاسُ من بَيْتِ أَهْلِها وأَنْشَد كُراع : .
أَضَرَّ بها النِّسْنَاسُ حتَّى أَحَلَّها ... بدَارِ عَقِيلٍ وابْنُهَا طاعِمٌ جَلْدُ