وتَنَجَّسَ : فَعَلَ فِعْلاً يَخْرُجُ به عِنِ النَّجَاسَةِ كما قيل : تَأَثَّمَ وتَحَرَّجَ وتَحَنَّثَ إِذا فَعَل فِعْلاً يَخْرُجُ به عن الإِثْمِ والحَرَجِ والحِنْثِ . والتَّنْجِيسُ : اسمُ شَيْءٍ كانَت العَرَبُ تَفْعَلُه : وهو تَعْلِيقُ شيْءٍ من القَذَرِ أَوْ عِظَام المَوْتَى أَو خِرْقَةِ الحائضِ كان يُعَلَّقُ علَى مَن يُخَافُ عَلَيْه من وَلُوعِ الجِنِّ بِه كالصِّبْيَان وغيرِهم ويَقُولُون : الجِنُّ لا تَقْرَبُهَا . وعِبَارَة الصّحاحِ : والنَّنْجِيسُ : شْيءٌ كانَت العربُ تفعلُه كالعُوذَةِ تَدْفَعُ بها العِيْنَ ومنه قَولُ الشاعر : .
" وعَلَّقَ أَنْجاساً عَلَىَّ المُنَجِّسُ قلْتُ : وصَدْرُه : .
" ولو كانَ عِنْدِي كاهِنَانِ وحَارِسٌ وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : من المَعَاذَاتِ : التَّميمَةُ والجُلْبَةُ والمُنَجّسَة . ويقال : المُعَوَّذُ مُنَجَّسٌ قال ثَعْلَبٌ : قلت له : لِمَ قِيلَ للمُعّوَّذِ : مُنَجَّسٌ وهو مأْخُوذٌ من النَّجَاسَة ؟ فقالَ : لأَنَّ للعَرَبِ أَفْعَالاً تُخَالِفُ مَعانِيهَا أَلْفَاظَهَا يُقَال : فُلانٌ يَتَنَجَّسُ إِذا فَعل فِعْلاً يَخْرُج به مِن النَّجَاسَة وسَاقَ العِبَارَةَ الَّتي سُقْنَاهَا آنِفاً . قلتُ : وسَبَقَ أَيضاً إِنْشَادُ قولِ العَجّاج في ح م س : .
" وَلَمْ يَهَبْنَ حُمْسَةً لأَحْمَسَا .
" ولاَ أَخَاً عَقَدٍ ولا مُنَجِّساً ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس : إِذا جاءَ القَدَرُ لَم يُغْنِ المُنَجِّمُ ولا المُنَجِّسُ ولا الفَيْلَسُوفُ ولا المُهَنْدِس . قالَ وهو الَّذِي يُعَلِّقُ على الَّذِي يُخافُ عليه الأَنْجَاسَ مِن عِظَامِ المَوْتَى ونَحْوِهَا لِيَطْرُدَ الجنَّ : لنُفْرَتِهَا من الأَقْذَارِ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : النَّجْسُ بالفَتْحِ وككَتِفٍ : الدَّنِسُ القَذِرُ مِن النّاسِ . ودَاءٌ نَجِسٌ ككَتِفٍ : عَقِيمٌ وقد يُوصَفُ به صاحِبُ الداءِ وكذلِكَ في أَخَواتِه الِّتي ذَكَرَها المصنِّف . والنَّجْسُ بالفَتْح : إتِّخَاذُ عُوِذَةِ الصَّبِيِّ وقد نَجَسَ له ونَجَّسه : عَوَّذَه . والنِّجَاسُ بالكَسْرِ : التَّعْوِيذُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ قالَ : كأَنَّهُ الإسْمُ من ذلِكَ . قالَ : والنُّجُسُ : بضَمَّتَيْنِ : المُعَوِّذُون وفي بعض النُّسَخِ : المُعَقِّدُون والمَعْنَى وَاحِدٌ : وهم الّذِين يَرْبِطُون على الأَطْفَالِ ما يَمْنَع العيْنَ والجِنَّ . ومِن المجازِ : نَجَّسَتْه الذُّنُوبُ . والنَّاسُ أَجْنَاسٌ وأَكثَرُهم أَنْجَاس . وتقول : لا تَرَى أَنْجَسَ من الكافِر ولا أَنْحَسَ من الفاجِر كما في الأَساس . والمَنْجَسُ : جُلَيْدَةٌ تُوضَعُ على حَزِّ الوَتَرِ .
ن ح س .
النَّحْسُ بالفَتْحِ : الأَمْرُ المُظْلِمُ عن ابنِ عَبّادٍ . وقالَ الأَزْهَرِيُّ : والعَرَبُ تُسَمِّي الرِّيح البارِدَة إِذَا أَدْبَرَتْ نَحْساً . وقِيلَ : هو الرِّيحُ ذاتُ الغُبَارِ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : النَّحْسُ : الغُبَارُ في أَقْطَارِ السَّمَاءِ إِذا عَطَف المَحْلُ قال الشّاعِرُ : .
إِذا هَاجَ نَحْسٌ ذُو عَثَانِينَ وإلْتَقَتْ ... سَبَارِيتُ أَغْفَالٌ بهَا الآلُ يَمْصَحُ والنَّحْسُ : ضِدُّ السَّعْدِ من النُّجُومِ وغيرِهَا والجَمْع : أَنْحَسٌ ونُحُوسٌ . وقد نَحِسَ كفَرِحَ وكَرُمَ نَحَساً ونُحُوسَةً الثاني لُغَةٌ في نَحِسَ بالكَسْر ومنه قِراءَةُ عبد الرحمن بن أَبي بَكْرَةَ " مِنْ نَارٍ ونَحُسَ " على أَنه فِعْلٌ ماضٍ : أَي نَحُسَ يَوْمُهُمْ أَو حالُهم فهو نَحْسٌ بالفَتْح وككَتِفٍ ونَحِيسٌ كأَمِيرٍ ويومٌ نَحِسٌ وأَيّامٌ نَحْسٌ وهي أَيَّامٌ نَحِيسَةٌ ونَحِسَةٌ ونَحِساتٌ بسكون الحاءِ وكسرها وقرأَ أَبو عمرو " فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً في أَيّامٍ نَحْسَاتٍ " قال الأَزْهَرِيُّ : هي جَمْع أَيّامٍ نَحْسَةٍ ثُمَّ نَحْسَات : جَمْعُ الجَمْع . وقُرِئَ " نَحِسَاتٍ " وهي المَشْؤوماتُ عليهِم في الوَجْهَيْنِ بكسرِ الحاءِ وقَرَأَ به قُرّاءُ الكُوفَةِ والشّامِ ويَزِيدُ والبَاقُونَ بسُكُونها . وفي الصّحاحِ : وقُرِئَ قولُه تَعَالَى " في يَوْمٍ نَحْسٍ " على الصِّفَةِ . والإِضَافَةُ أَكْثَرُ وأَجْوَدُ وقد نَحِسَ الشيءُ . بالكَسْرِ فهو نَحِسٌ أَيضاً قالَ الشاعِرُ :