نَبَسَ يَنْبِسُ نَبْساً ونُبْسَةً الأَخِيرُ بالضَّمِّ أَي تَكَلَّمَ وتَحَرَّكتْ شَفَتَاه بشَيْءٍ وهو أَقَلُّ الكَلامِ يقال : ما نَبَسَ ولا رَتَمَ . وقال أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ : السِّينُ في أَوّلِ سِنْبِسٍ زائدةٌ يقال : نَبَسَ إِذا أَسْرَعَ والسِّينِ مِن زوائدِ الكَلام . قلتُ : وهذا غَرِيبُ فإِنَّ السِّينَ تَزَاد أَوّلاً مع التاءِ كما في إستفعل وأَمّا بغيرِها فنادِرٌ . قال : ونَبَسَ الرَّجُلُ إِذا تَكَلَّم فَأَسْرَعَ . وقِيلَ : نَبَسَ إِذا تحَرَّكَ عن ابنِ عَبّادٍ . وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْملُ في النَّفْيِ إِنّما قال بالأَكْثَرِيَّةِ وعَدَل عن قولِ غَيْرِه ولم يُسْتَعْمل إِلاّ في النَّفْي إِشارَةً إِلى ما سَبق في قول أَبي عُمَرَ الزَّاهِدِ حيثُ ذَكَره في الإِثْبَات دُونَ الجَحْدِ . ويُقَال : هو أَنْبِسُ الوَجْهِ أَي عابِسُهُ كَريهُهُ قالَ ابنُ فارِسٍ : فيه نَظَرٌ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : النُبُسُ بضمَّتَيْن : النّاطِقُون . وأَيْضاً : المُسْرِعُونَ في حَوَائجِهِم . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : نَبَّسَ الرجُلُ تَنْبِيساً إِذا تَكلَّم يقال : ما نَبَسَ بكَلمِةٍ وما نَبَّسَ بالتَّشْديدِ ذَكَرَه الجُوْاهَرِيُّ وأَنْشَدَ قولَ الرّاجِزِ : .
" إِنْ كُنْتَ غَيْرَ صائِدِي فنَبِّسِ وإِنّمَا تَرَكَه المُصَنِّفُ إعْتِمَاداً على ما نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ في ب ن س قال اللِّحْيَانيُّ : بَنَّسَ وبَنَّشَ إِذا قَعَدَ وأَنْشَدَ : .
" إِن كُنْتَ غَيْرَ صائِدِي فبَنِّشِ أَي اقْعُدْ قال الأَزْهَرِيُّ : وذِكْرُ الجَوْهَرِيُّ له في النُّونِ تَصْحِيفٌ وقد تقدَّم شْيءٌ من ذلكَ في ب ن س ويأْتي أَيضاً في ب ن ش . وأَنْبَسَ الرّجُلُ : أَسْرَعَ ومنه قولُ القَائِل لأُمِّ سِنْبِسِ في المَنَام : .
" إِذا وَلَدْتِ سِنْبِساً فأَنْبِسِي أَي أَسْرِعي كما رَواهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ وأَبو عُمَرَ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ أَيْضاً : أَنْبَسَ إِذا سَكَتَ ذُلاًّ . ومَنْبَسَةُ بالفَتْحِ : مَدينةٌ كبيرةٌ بأَرْضِ الزَّنْجِ نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ وياقُوتٌ . والأَنْبَسَةُ : طائرٌ حادٌّ البَصَرِ حَسَنُ الصَّوْتِ يَتَوَلَّدُ من الشِّقِرَّاقِ والغُرَابِ يُشْبِه صَوْتُه صَوْتَ الحَمَلِ وقَرْقَرَتُه كالقُمْرِيِّ .
ن ب ل س .
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : نابُلُسُ هكذا يُكْتَبُ متَّصِلاً وأَصْلُه : نابُ لُس : بلدٌ مَشْهُورٌ بأَرْض فِلَسْطِينَ بَيْنَ جَبَلَيْنِ مستطيلٌ لا عَرْضَ له كثيرُ الماءِ بينَه وبينَ بيتِ المَقْدِسِ عَشْرَةُ فَراسخَ وله كُورَةٌ وَاسعَةٌ وبظاهِرِه جَبَلٌ يَعْتَقِدُ اليَهُودُ أَن الذَّبْحَ كَانَ عليه وعِنْدَهُم أَنَّ الذَّبيحَ إِسْحَاقُ ولَهُمْ في هذا الجَبَلِ إعْتِقادٌ عَظِيمٌ وهو مّذْكُورٌ في التَّوراةِ والسَّامِرَةُ تُصَلِّى إِليه وبه عَيْنٌ تَحْتَ كَهْفٍ يَزُورُونَه وقَدْ نُسِبَ إِليه جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثين والعَجَبُ من المصنِّف كيف تَرَكَ ذِكْرَه مع أَنّه يُورِدهُ إسْتِطْرَاداً في مَوَاضِعَ من كتابِه .
ن ت س .
ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : نَتَسَهُ يَنْتِسَه نَتْساً : نَتَفَه : أَهْمَلَه الجَمَاعَةُ وَأَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَانِ هكذا . قلتُ : ونقلَه أَيضاً ابنُ القَطّاعِ و قال : بالسِّين والشّين .
ن ج س