لَمَسَهُ يَلْمِسُه ويَلْمُسُه من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ : مَسَّه بيَدِه هكذا وَقَع التَّقْيِيدُ به لغَيْرَ وَاحِدٍ وفَسَّره اللَّيْثُ فقالَ : اللَّمْسُ باليَدِ : أَن يَطْلُبَ شيئاً هاهُنَا وهاهُنَا ومنه قولُ لَبِيد : .
يَلْمِسُ الأَحْلاسَ في مَنْزِلِهِ ... بيَدَيْهِ كالْيَهُوديِّ المُصَلْ وقيل : اللَّمْسُ : الجَسُّ وقِيلَ : المَسُّ مُطْلَقاً ويَدُلُّ له قولُ الراغِبِ : المَسُّ : إِدراكٌ بظاهِرِ البَشَرَةِ كاللَّمْسِ . وقيل : اللَّمْسُ والمَسُّ مُتَقَارِبانِ ولامَسَهُ : مِثْلُ لَمَسَه . ومِن المَجَازِ : لَمَسَ الجَارِيَةَ لَمْسَاً : جَامَعَها كلاَمَسَهَا . ومن المَجَاز قولُه تَعَالَى حِكَايَةً عن الجِنَّ : " وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وشُهُباً " أَي عَالَجْنَا غَيْبَهَا فَرُمْنَا إسْتَراقَهُ لنُلْقِيَه إِلى الكَهَنَةِ وليسَ من اللَّمْسِ بالجَارِحَةِ في شَيْءٍ قاله أَبُو عَلِيّ . ومن المَجَازِ : إِكَافٌ مَلْمُوسُ الأَحْنَاءِ إِذا لُمِسَتْ بالأَيْدِي حَتَّى تَسْتَوِيَ وفي التَّهْذِيبِ : هو الَّذِي قد أُمِرَّ عليه اليَدُ ونُحِتَ ما كَانَ فِيه من أَوَدٍ وإرْتِفَاعٍ ونُتُؤءٍ قالَه اللَّيْثُ . ومن المَجَازِ : امْرَأَةٌ لا تَمْنَعُ يَدَ لاَمِسٍ . والمَشْهُورُ : لا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ ومثلُه جاءَ في الحَدِيثِ : جاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسَلَّم فقَالَ له : إِنَّ امْرَأَتِي لا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ أَي تَزْنِي وتَفْجُرُ ولا تَرُدُّ عَن نَفْسِها كُلَّ مَن أَرادَ مُرَاوَدَتَها عن نَفْسِها . فأَمَرَه بتَطْلِيقِها . وجاءَ في بَعْضِ الرِّوَايَات في سِياقِ الحديث : فإسْتَمْتِعْ بِهَا أَي لا تُمْسِكْهَا إِلاّ بقَدْرِ ما تَقْضَيِ مُتْعَةَ النَّفْس منْهَا ومن وَطَرِهَا وخافَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلم إِنْ أَوْجَبَ عليه طَلاَقَها أَن تَتُوقَ نَفْسُه إِلَيهَا فيَقَعَ في الحَرَامِ . وقِيلَ : مَعْنَى لا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ أَنهَا تُعْطِي من ماله ما يُطْلَبُ مِنْهَا وهذا أَشْبَهُ قَالَ أَحمدُ : لم يكُنْ ليَأْمُرَه بإمْسَاكِهَا وهي تَفْجُرَ . ومِثْلُه جاءَ في قَوْلِ العَرَبِ في المَرْأَةِ تُزَنُّ بِلِينِ الجانِبِ لِمَن رَاوَدَهَا عن نَفْسِها : هي لا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ فقَوْلُ المُصَنِّف لا تَمْنَعُ مُخَالَفَةٌ للنُّصُوصِ . ومن المَجَازِ أَيضاً : يُقَالُ : في الرَّجُلِ : لا يَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ أَي لَيْسَتْ فيه مَنَعَةٌ ولا حَمِيَّةٌ . واللَّمُوسُ كصَبُورٍ : نَاقَةٌ يُشَكُّ فِي سِمَنِهَا هكذا في النُّسَخِ ومِثْلُه في التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ عن ابنِ عَبّادٍ وفي اللّسَانِ : ناقَةٌ لَمُوسٌ : شُكَّ في سَنامِها أَبِهَا طِرْقٌ أَم لا فلُمِسَ وقال الزمَخْشَرِيُّ : هي الشَّكُوكُ والضَّبُوثُ ج لُمْسٌ بضَمٍّ فسُكُونٍ . واللَّمُوسُ : الدَّعِيُّ وأَنْشَد ابنُ السِّكِّيتِ : .
لَسْنَا كأَقْوَامٍ إِذا أَزَمَتْ ... فَرِحَ اللَّمُوسُ بثَابِتِ الفَقْرِ يقول : نَحْنُ وإِنْ أَزَمَتِ السَّنَةُ أَي عَضَّتْ فلا يَطْمَعُ الدعِيُّ فِينَا أَنْ نُزَوِّجَه وإِن كانَ ذا مالٍ كَثِيرٍ . أَو اللَّمُوسُ : مَنْ فِي حَسَبِه قَضْأَةٌ كهَمْزَةٍ أَي عَيْبٌ وهو مَجازٌ . واللَّمُوسَةُ بِهَاءٍ : الطَّرِيقُ سُمِّيَ به لأَنَّ الضَّالَّ يَلْمِسُهُ أَي يَطْلُبُه ليَجِدَ أَثَرَ السَّفْرِ أَي المُسَافِرِينَ فيَعْرِفُ الطَّرِيقَ فَعُولَةٌ بمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وهو مَجَازٌ . واللَّمِيسُ كأَمِيرٍ : المَرْأَةُ اللَّيِّنَةُ المَلْمَسِ . ولَمِيسُ : عَلَمٌ للنِّسَاءِ ومنه قولُ الشَّاعِر : .
" وهُنَّ يَمْشِينَ بِنَاهَمِيسَا .
" إِنْ يَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسَاً