قالته لَهُ تَهَكُّماً ففَرَّمن عارِ هذا الشِّعْرِ حَتَّى لَحِقَ بعُمَانَ فلا يُدْرَى وَلَدُه فيمَ هُمْ نَقَلَه الصّاغَانيُّ إِلاّ أنه لمْ يَذكُر اسمَ وَلَدِه هذا وإِنَّمَا قال : قالَتْه لابن قَهْوَسٍ رجُلٍ من بَني تَيْمٍ . وقال الفَرّاءُ : القَهْوَسُ كجَرْوَلٍ : الرَّجُلُ الطَّويلُ كالسَّهْوَق والسَّوْهَق . قال شَمِرٌ : الأَلْفَاظُ الثَّلاثَةُ بمَعْنىً وَاحدٍ في الطُّول والضِّخَم والكَلمَةُ وَاحدةٌ إِلا أَنّهَا قُدِّمتْ وأُخَّرَتْ كما قَالُوا : عُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ وعَبَنْقَاةٌ . وقال ابنُ عَبّادٍ : القَهْوَسُ : هو التَّيْسُ الرَّمْليُّ الطَّويلُ والضَّخْمُ القَرْنَيْن هكذا بواو العطْف في سائر النُّسَخ وفي التَّكْملَة إِسقاطُهَا . والقَهَوَسُ الرَّجُلُ الطَّويلُ لأَنَّه ينْحَنِي ويحْدَوْدِبُ وقيلَ : لأَنَّه يَتَقَهْوَسُ إِذَا جَاءَ مُنْحَنِياً يَضْطَرِبُ قالهُ ابنُ عَبّادٍ . وهو قولُ الفَرّاءِ بعَيْنه وذِكُرُه ثانياً تَكْرَارٌ لا يَخْفَى . والتَّقَهْوُسُ : السُّرْعَةُ في العَدْوِ كالقَهْوَسَة وقالَ ابنُ فارسٍ : هذا مُمْكنٌ أَنْ تَكُونَ هاؤُه زائدَةً كأَنَّه يَتَقَوَّسُ . وهو أَيْضاً : أَنْ يَمْشِيَ مُنْحَنِياً مُضْطَرِباً يقال : جاءَ يَتَقَهْوَسُ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : القَهْوَسَةُ : عَدْوٌ من فَزَعٍ وبه سُمَّيَ الرجُلُ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ . وتَقَهْوَسَ الرَّجُلُ : إحْدَوْدَبَ .
ق ي س .
قَاسَه بغَيرِه وعليه أَي على غَيرِه يَقِيسُه قَيْساً وقِيَاساً الأَخير بالكَسْر وإقْتاسَه وكذا قَيَّسَه إِذا قَدَّرُه علَى مِثَالِه ويَقُوسُه قَوْساً وقِيَاساً : لغَةٌ في يَقِيسه وقد تَقَدَّم فإنْقَاسَ وقال شَيْخُنَا : ذَكرَ الأَبْهَريُّ - كما في حَوَاشِي العَضُد - أَنه عُدِّيَ بعَلَى لتَضَمُّنه مَعْنَى البنَاءِ وكلامُ المصَنِّفِ ظاهرٌ في خِلافِه وأَنَّ تَعْدِيَتَه بعلَى أَصْلٌ كغَيْره من الأَفْعَال الَّتي تَتَعدَّى بها على أَنَّ تَعْدِيةَ البنَاءِ بعَلى كلامٌ لأَهْل العَرَبيَّة وأَمَّا تَعْديتُه بإِلَى في قَوْل المتَنَبَّي : .
" بمَنْ أَضْرِب الأَمْثَالَ أَمْ مَنْ أَقِيسهإِلَيْكَ وأَهْلُ الدَّهْرِ دُوَنَكَ والدَّهْرُ فلتَضَمُّنه مَعْنَى الضَّمِّ والجمْع كما قالَه الواحِديُّ وغيرُه من شُرّاح دِيوانه . والمِقْدَار مقْيَاسٌ لأَنَّهُ يُقَدَّر به الشَّيْءُ ويُقَاس ومنه مِقْيَاسُ النِّيلِ وقد نُسِب إِليه أَبو الرَّدَّاد عبدُ الله ابنُ عبد السَّلام المِقْيَاسيُّ وبَنُوه . ومن المَجَاز : يقَال : بيْنَهُمَا قِيسُ رُمْحٍ بالكسْر وقَاسُه أَي قَدْرُه كما يُقَالُ : قِيدُ رُمْحٍ ويُقَال : هذه الخَشَبَةُ قِيسُ أُصْبُعٍ أَي قَدْرُ أُصْبُعٍ . وقَيْسُ عَيْلانَ بالفَتْح هكذا بالإِضافَة : أَبو قَبيلَةٍ واسمُه النَّاسُ ابنُ مُضَرَ أَخو الْيَاسِ وكانَ الوَزيرُ المَغْرِبيّ يقول : النّاسُّ مَشَدَّدُ السِّينِ المُهْمَلَة وكَوْنُ قَيْسٍ مُضَافاً إِلى عَيْلانَ هو أَحدُ أَقوالِ النَّسّابينَ وإخْتُلِف فيه فيُقَال : إِنَّ عَيْلانَ حاضِنٌ حَضَنَ قَيْساً وإِنّه غُلامٌ لأَبيه وقيلَ : عَيْلانُ : فَرَسٌ لقَيْسٍ مشهورٌ في خَيْل العَرَب وكان قَيْسٌ سابَقَ عليه وكانَ رَجلٌ من بَجيلَةَ يُقَالُ له : قَيْسُ كُبَّةَ لفَرَسٍ يقال له : كُبَّةُ مشهورٌ وكانَا مُتَجَاوِرَيْن في دَارٍ وَاحدَةٍ قَبْلَ أَن تَلْحَقَ بجِيلَةُ بأَرْضِ اليَمَن فكَانَ الرَّجُلُ إِذَا سأَلَ عن قَيْسٍ قيل له : أَقَيْسَ عَيْلانَ تُريدُ أَم قَيْسَ كُبَّةَ ؟ وقيلَ : إِنَّه سُمِّيَ بكَلْبٍ كانَ له يُقَالُ له : عَيْلانُ . وقال آخَرُونَ : باسم قَوْسٍ له ويكونُ قَيْسٌ على هذا وَلَداً لمُضَرَ والذي إتَّفَقَ عليه مَشايخُنَا من النَّسّابِينَ أَنَّ قَيْساً وَلَدٌ لعَيْلاَنَ وأَنَّ عَيْلانَ اسْمُه النّاس وهو أَخو الياس الَّذي هو خِنْدِفٌ وكِلاهما وَلَدُ مُضَرَ لصُلْبه وهذا الَّذي صَرَّحَ به ذَوو الإِتْقَان وإعْتَمَدُوا عليه ويَدُلُّ لذلك قولُ زُهَيْر بن أَبي سُلْمَى : .
" إِذا إبْتَدَرَتْ قَيْسُ بنُ عَيْلاَنَ غَايَةًمنَ المَجْدِ منْ يَسْبِقْ إِلَيْهَا يُسَوَّدِ