أُوقْلِيدِسُ بالضم وزيَادَة الواو أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وابنُ مَنْظُورٍ وهو اسمُ رَجلٍ وَضَعَ كِتَاباً في هذا العِلْمِ المَعْرُوفِ أَي الهَيْئَةِ والهَنْدَسَةِ والحِسَابِ وقد نَقَله إلى العَرَبِيَّةِ الحَجّاجُ بن يُوسُفَ الكُوفيّ نَقْلَيْن . أَحدهما : الهَارُونِيّ وثانِيهمَا : المَأْمُونِيّ ونَقَلَه أَيضاً حُنَيْنُ بنُ إِسْحَاقَ العِبَادٍُّ المُتَوفَّي سنة 260 ، وثابتُ بنُ قُرَّةَ الحَرّانيُّ المتوَّفي سنة 288 ، وأَبو عُثْمَانَ الدِّمَشْقيُّ . ومِمَّن شَرَحَه اليَزِيديُّ والجَوْهَرِيُّ والهَامَانيُّ فسَّر المقالةَ الخامِسَةَ فقط وثَابتُ بنُ قُرَّةَ شَرَحَ على العلَّة وأَبو حَفْصٍ الخُرَاسَانيُّ وأَحمَد بنُ محمَّدٍ الكَرَابيسُّ وأَبو الوَفَاءِ الجُوزْجانيّ وأَبو محَمَّدٍ البَغْدَاديُّ قاضِي المارِسْتَان وأَبو القَاسم الأَنْطَاكِيُّ وأَبو يوسفَ الرّازيُّ وابنُ العَميدِ شَرَح المقَالَةَ العاشرَةَ فقط والأَبْزَاريّ وأَبْزَنُ حَلَّ الشُّكُوكَ فقط والحَسَنُ بنُ الحُسَيْن البَصْرٍيُّ نَزيلُ مصْرَ شَرَحَ المُصَادَرات وبلبس اليونانيُّ شرحَ المَقَالَةَ الرابعةَ وسَلْمَانُ بنُ عُقْبَةَ شرحَ المُنْفَصِلات وأَبو جَعْفَرٍ الخازِنُ شَرَح المَقَالةَ الرابعَةَ . وممَّن اخْتَصَرَه النَّجْمُ اللّبُوديّ وممَّن حَرَّره نَصِيرُ الدِّين محمَّدٌ الطُّوسيّ والتَّقِيُّ أَبو الخَيْرِ محمَّدُ بنُ محمَّدٍ الفارسيّ سَمّاه تَهْذيبَ الأُصولِ وممَّن حَشَّى على تَحْريرِ النَّصِير السَّيِّدُ الشَّريفُ الجُرْجَانيّ وموسَى بنُ محمَّد الشَّهير بقاضي زادَه الرُّوميُّ . هذا نهَايَةُ ما وقفتُ عليه واللهُ تعالى أَعْلَمُ .
وقَوْلُ ابن عَبّادٍ : إِقْليدِسُ : اسْمُ كِتَابٍ غَلَطٌ من وَجْهَيْن : أَحَدهما : صَوابُه أَنًّه اسمُ مؤَلِّفِ الكِتَابِ والثّاني : أَنَّه أُوقْلِيدِس بزيادِة الواو وكذا صَرَّحَ به الصاغَانيُّ قال شيخُنا : لا غَلَطَ فإنّ إِطلاقَ اسم المُؤَلِّفِ على كتَابهِ من الأَمْر المشهور بل قَلَّ أَ ْ تَجِدَ منْ يُمَيِّزُ بيْنَ اسمِ الكِتَاب ومُؤَلِّفِه فيَقُولُونَ : قَرَأْتُ البُخَارِيَّ وقَرَأْتُ أَبا داوود وكذا وكذا ومُرَادُهم بذلك كُتُبُهم ولعلَّ ابنَ عَبّادٍ أَراد مِثْلَ هذا فلا حَرَجَ . انْتَهَى .
وهذا الذي ذكَرَه شَيْخُنا ظاهِرٌ لا كلاَم فيه ولكن يُقالُ : وظِيفَةُ اللُّغَوىّ إِذا سئِلَ مَثَلاَ عن لَفْظَة البُخَاريّ فإنْ قال : اسمُ كتَابٍ لم يُحْسِنْ في الجَوَاب والذي يَحْسُنُ أَنْ يَقُولَ : إِنَّ بُخَارا : اسم بَلَدٍ واليَاءَ للنِّسْبَة وقسْ على ذلكَ أَمْثَالَه فقول ابن عَبّادٍ ولو كان مُخَرَّجاً على المَشْهُور وهو من أَئمًّةِ اللُّغَة ولكن يَقْبُح على مِثْله عدَمُ التَّمْييزِ بينَ اسمِ المُصَنِّف وكِتابِه فَتَغْليطُ المصنِّف إِيّاه - تَبَعاً للصّاغَاني - في مَحَلِّه . وبَقىَ أَنَّ الصَّاغَانيَّ ذَكَره في قلدس وتَبعَه المُصَنِّفُ وهذا يَدُلُّ على أَنَّ الكَلمَةَ عَرَبيّةٌ وفيها زَوائدُ وليس كذلك بل هي كلمةٌ يونانية وحُرُوفُها كلُّهَا أَصليّة فكانَ الصَّوابُ ذِكْرَها في الأَلف مع السن فتأَمَّلْ .
قلس .
القَلْسُ : حَبْلٌ ضَخْمٌ من لِيفٍ أو خُوصِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : لا أَدْرِي ما صِحَّتُه . أَو هو حَبْلٌ غَليظٌ من غَيْرِهما من قُلُوسِ سُفُنِ البَحْرِ ولَوْ قَالَ : من قُلُوسِ السُّفُن كانَ أَصابَ في حُسن الاخْتصَار فإِنَّ السُّفنَ لا تكونُ إِلاّ في البَحْر ويُرْوى أَيضاً : القِلْسُ بالكَسْر وهكذا ضَبَطَه ابنُ القَطّاع .
وقال اللَّيْثُ : القَلْسُ : ما خَرَجَ من الحَلْق مِلءَ الفَمِ أَو دونَه وليس بقَيْءٍ فإِن عادَ كما في الصّحاح ونَصُّ اللَّيْث : فإِذا غَلَب فهو قَيْءٌ والجَمْعً : أَقْلاسٌ وقد قَلَسَ الرَّجُلُ يَقْلِسُ قَلْساً وهو ما خَرَجَ من البَطْن من الطَّعَام أو الشَّراب إلى الفَم أَعادَهُ صاحبُة أو ألْقاهُ وهو قالِسٌ قاله أَبو زَيدٍ وقال غيرهُ : هو القَلَسُ والقَلَسَانُ بالتَّحْريك فيهمَا .
والقَلْسُ : الرَّقْصُ في غنَاءِ .
وقيلَ : هو الغِنَاءُ الجَيِّدُ