وَصَفَ طارِقاً أَتاهُ به البَرْدُ والجُوعُ بَعْدَ أَنْ قَطَعَ قبلَ وُصُولهِ إِليه جَرَاثِيمَ رَمْلٍ فأَطْعَمه وأَشْبَعَه حتّى إِنّه إِذا مَشَى تَظُنُّ أَنّه في مَنْكِبَيْهِ كِتَافٌ وهو حَبْلٌ تُشَدُّ فيه يَدُ الرَّجلِ إِلى خَلْفِه . والقَسْقَاس : الجَيِّدُ مِنَ الرِّشاءِ . والقَسْقَاس : الكَهَامُ مِنَ السُّيُوفِ هنا ذَكَره الأَزْهَرِيُّ وغيرُه من الأَئِمَّةِ كالصّاغَانِيُّ وقد تَقَدَّم للمصَنِّف في ف س ف س أَيضاً ولم يَذْكُرْه هناك أَحّدٌ إِلاّ الصّاغَانِيّ وكَأَنَّه تَصَحَّف عليه . والقَسْقَاس : المُظْلِمُ مِن اللَّيالِي . ولَيْلَةٌ قَسْقَاسَةُ : شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ . قال رؤْبَةُ : .
" كَمْ جُبْنَ مِنْ بِيدٍ ولَيْلٍ قَسْقَاسْ أَو القَسْقَاس مِن اللَّيَالِي : ما إشْتَدَّ السَّيْرُ فيه إِلى الماءِ ولَيْسَتْ من الظُّلْمَةِ في شيْءٍ . قالَه الأَزْهَرِيُّ . والقَسْقَاس : نَبْتٌ أَخْضَرُ خَبِيثُ الرّائحَةِ يَنْبُتُ في مَسِيلِ الماءِ له زَهْرَةٌ بَيْضَاءُ قال أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَه الله : ذَكَرُوا أَنَّهَا بَقْلَةٌ كالكَرَفْسِ قال رُؤْبَةُ : .
" وكُنْتَ مِن دَائِكَ ذا أَقْلاسِ .
" فإسْتَقِئَنْ بَثَمَرِ القَسْقَاسِ قالَ الصّاغانِيُّ : وليس لرُؤْبَةَ على هذا الرَّوَيِّ شيْءٌ . والقَسْقَاسُ : الأَسَدُ كالقَسْقَسِ والقُسَاقِسِ الأَخِيرُ بالضَّمَّ نقله الصّاغَانِيُّ . والقَسْقَسَةُ : بمعنَى الإِسْراع والحَرَكةِ في الشْيءِ . وقال أَبو زَيْد : القَسْقَاسَةُ والنَّسْنَاسَةُ : العَصَا ومنه قَولُه صلَّى الله عليه وسلَّم لفَاطِمَةَ بنتِ قَيْسٍ حينَ خَطَبَهَا أَبو جَهْمٍ ومُعَاوِيَةُ : أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فأَخَافُ عَلَيْكِ قَسْقَاسَتَه أَي العَصَا . أَو قَسْقَاسَةُ العَصَا وقَسْقَسَتُه : تَحْرِيكُه إِيّاها فعَلَى هذا العَصَا مَفْعُولٌ بهِ وعلى الأَوَّلِ بَدَلٌ . وقِيلَ : أَرادَ بذلِكَ كَثْرَةَ الأَسْفَارِ يُقَال : رَفَع عَصَاهُ على عاتِقِهِ إِذا سافَرَ . وأَلَقَى عَصَاهُ مِن عاتِقِه إِذا أَقامَ أَي لا حَظَّ لكِ في صُحْبَتهِ لأَنَّه كثيرُ السَّفَرِ قَلِيلُ المُقَامِ . قاله ابنُ الأَثِير . وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : القُسُسُ بضَمَّتْينِ : العُقَلاءُ . والقُسُسُ : السَّاقَةُ الحُذَّاقُ . وقالَ غيرُه : تَقَسْقَسَ الصَّوْتَ باللَّيْلِ : تَسَمَّعَه . وقَسْقَسَ في السَّيْرِ : أَسْرَعَ فيه . وقَسْقَسَ بالكَلْبِ : صاحَ بِه فقالَ له : قُوسْ قُوسْ . وقَسْقَسَ الشَّيْءَ : حَرَّكَه ومنه قَسْقَسَ العَصَا إِذا حَرَّكَهَا عن ابنِ دُرَيْدٍ . وقَسْقَسَ اللَّيْلَ أَجْمَعَ : أَدْأَبَ السَّيْرَ فيهِ ولم يَنَمْ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : إقْتِسَّ الأَسَدُ : طَلَبَ ما يَأْكُلُ . والقِسْقَسَةُ : السُّؤَالُ عن أَمْرِ النّاسِ . ورَجُلٌ قَسْقَاسٌ : يَسأَلُ عن أُمُورِ النّاسِ . والقَسْقَاسُ : الخَفِيفُ من كُلِّ شَيْءٍ . وقَسْقَسَ مَا عَلَى المائِدَةِ : أَكَلَه . وإقْتَسَّتِ النَّاقَةُ : رَعَتْ وَحْدَهَا كقَسَّتْ . وقَسَّها الرّاعِيِ : أَفْرَدها من القَطيعِ وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : سُئِل المُهَاصِرُ بنُ المُحِلِّ عن لَيْلَةِ الأَقْساسِ من قولِه : .
عَدَدْت ذُنُوبِي كُلَّها فوَجَدْتُها ... سِوَى لَيْلَةِ الأَقْسَاسِ حِمْلَ بَعِيرِ فقِيلَ : ومَا لَيْلَةُ الأَقْسَاسِ ؟ قال : لَيْلَةٌ زَنَيْتُ فيها وشَرِبْتُ الخَمْرَ وسرَقْتُ . وقالَ لَنَا أَبو المُحَيَّا الأَعْرَابِيُّ يَحْكِيه عن أَعْرَابِيٍّ حِجَازِيٍّ فَصِيحٍ : إِنَّ القُسَاسَ غُثَاءُ السَّيْلِ وأَنْشدَنا عنه : .
وأَنْتَ نفِيٌّ مِن صَنَادِيدِ عامِرٍ ... كما قدْ نَفَى السَّيْلُ القُسَاسَ المُطَرَّحَا وسَمَّوْا قُسَاساً . والقَسْقَسُ : المُتَفَقِّدُ الَّذِي لا يَغْفُل كالقَسْقَاسِ . والقَرَبُ القَسِّيُّ : البَعِيدُ والشَّدِيدُ قاله أَبو عَمرو وقالَ الأَزْهَرِيُّ : أَحسَبُه القِسْينُّ . وقال أَبُو عَمرُوٍ أَيضاً : قَرَبٌ قِسْقِيسٌ وأَنشد : .
" إِذا حَدَاهُنَّ النَّجَاءُ القِسْقِيسْ