هكذا أَنْشَدَه اللَّيْثُ وما ذَكَرْناهُ مِنْ تَعْيينِ البابَيْنِ وتَمْيِيزِهِما هو الذي صَرَّحَ به ابنُ سِيدَه وغيرُه وكلامُ المُصنِّفِ لا يَخْلُو عن قُصُورٍ في التَّحْرِيرِ ؛ فإِنَّ الشَّرَاسَةَ يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ فِعْلُه مَضْمُوناً والشَّرَسَ محرَّكةً أَنْ يَكُونَ مَكْسُوراً . ويُقَال : ناقَةٌ شَرِيسٌ : ذاتُ شِرَاسٍ . وفي حَدِيثِ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يكَرِبَ : هُمْ أَعْظَمُنَا خَمِيساً وأَشَّدُّنا شَرِيساً . أَي شَرَاسَةً . والشَّرَسُ مُحَرَّكةً : ما صَغُرَ مِن شَجَرِ الشَّوْكِ حكاهُ أَبُو حَنِفَةَ رَحِمَهُ اللهُ كالشِّرْسِ بالكَسْرِ وهو مِثْل الشُّبْرُمِ والحَاج وقيل : الشِّرْسُ : عِضَاهُ الجَبَلِ وله شَوْكٌ أَصْفَرُ وقِيلَ : هو ما رَقَّ شَوْكُه ونَبَاتُه الهُجُولُ والصَّحَارِى لا يَنْبُت في قِيعَانِ الأَوْدِيَةِ وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : وهو الشُّكَاعَى والقَتَادُ والسَّحَا وكُلُّ ذِي شَوْكٍ مِمّا يَصْغُر وأَنْشَدَ : .
" وَاضعَةٌ تأْكُلُ كُلَّ شِرْسِ وشَرِسَ كفَرِح : دامَ علَى رَعْيِه كذا في التَّكْمِلَة وهو نَصُّ ابنِ الأَعْرَابِيّ ونَصُّ أَبي حنيفَة : شَرَسَتِ الماشِيَةُ تَشْرُسُ شَرَاسَةً : اشتَدَّ أَكلُهَا ولم يَخُصّ بالشِّرْسِ ومثلُه قولُ أَبِي زَيْدٍ كما سَيَأْتِي . وعن ابنِ الأَعْرَابِيّ : شَرِسَ الرجُلُ كفَرِحَ إِذا تَحَبَّب إِلى النّاسِ . والأَشْرَسُ هو : الجَرِئُ في القِتَالِ نقلَه الصّاغَانِيُّ والذي في التَّهْذِيب أَنَّ الجرِيءَ في القِتَالِ هو الأَشْوَسُ فصحَّفه الصاغانِيُّ . وتَبِعَهُ المصنِّف فتأَمَّل . ومنه الأَشْرَسُ : الأَسَدُ لجَرَاءَتِه أَو لِسُوءِ خُلُقِهِ كالشَّرِيسِ كأَمِيرٍ . والأَشْرَسُ بنُ غاضِرَةَ الكِنْدِيُّ صحابِيٌّ . وأَرْضٌ شَرْساءُ وشَرَاسٍ كثَمَانٍ وشَنَاحٍ ورَبَاعٍ وحَزَابٍ وزَمانٍ ومَكانٍ وسَرَابٍ فإِعْرَاب الأَوَّل بالتقدِير في غيرِ النَّصْبِ والثانيِ يُعرَبُ بالحَرَكَاتِ مُطْلَقاً : شَدِيدَةٌ خَشِنةٌ غلِيظَةٌ . والشِّرَاسُ بالكَسْرِ : أَفْضَلُ دِبَاقِ الأَسَاكِفَةِ والأَطِبّاءُ يَقُولُون : إِشْرَاسٌ بزِيادَةِ الأَلِفِ المَكْسُورةِ قال صاحِبُ الْمِنْهاج : هو الخبثى ويُشْبِهُ أَصْلَ اللُّوفِ في أَفْعَالِه وإِذا أُحْرِق كان حارّاً في الثانِيَة يابِساً في الثّالِثةِ وهو نافِعٌ من داءِ الثَّعْلَب طِلاءً عليه وإِذا دُقَّ وشُرِبَ أَدَرَّ البَوْلَ والحَيْض ويُضَمَّدُ به الفَتْقُ . والشَّرْسُ : جَذْبُكَ الناقَةَ بالزِّمامِ أَي بالعُنْفِ . والشَّرْسُ : مَرْسٌ الجِلْدِ والراحِلَةِ عن ابنِ عَبّادٍ وقال اللَّيْثٌ : الشَّرْسُ : شِبْهُ الدَّعْلِ للشَّيْءِ كما يَشْرُسُ الحِمَارُ ظُهُورَ العانَةِ بلَحْيَتْهِ وقال غيره : شَرَسَ الحِمَارُ أُتُنَه يَشْرُسُهَا شَرْساً : أَمَرَّ لَحْيَيْهِ ونحوَ ذلِكَ على ظُهُورِهَا . والشَّرْسُ أَيضاً : أَن تُمِضَّ صاحِبَكَ بالكَلامِ الغَلِيظِ عن ابن عَبّادٍ وليس في التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ لَفظَةُ الغَلِيظِ ولا يُحْتاجُ إِليها ؛ فإِنَّ الإِمْضَاضَ لا يَكُونُ إِلاَّ به فلو اقْتَصَرَ على الكَلاَمِ كَانَ أَوْجَزَ . وقال أَبُو عَمْرٍو : الشَّرْسُ بالضَّمِّ : الجَرَبُ في مَشَافِرِ الإِبِلِ ومنه يُقال : إِبِلٌ مَشْرُوسَةٌ كذا في العُبَابِ . وقالَ أَبو زَيْدٍ : الشَّرَاسَةُ : شِدَّةُ أَكْلِ الماشِيَةِ وإِنّه لَشَرِسُ الَأكْلِ أَي شَدِيدُهن هذه مأْخُوذًةٌ من عِبَارَة أَبي حنيفَةَ ونصُّها : وإِنَّه لَشَرِيسُ الأَكْلِ . وقد شَرَسَ كنَصَرَ . وضبَطَه الأُمَوِيُّ كضَرَبَ . والمُشَارَسَةَ والشِّرَاسُ بالكَسْرِ : الشِّدَّةُ في المُعَامَلَةِ وقد شَارَسَهُ إِذا عَاسَرَه وشاكَسَه . وتَشَارَسُوا : تَعَادَوْا وتَخَالَفُوا نقله ابنُ فارِس . والشَّرْساءُ : السَّحَابَةُ الرَّقِيقَةُ البَيْضَاءُ نَقَله الصّاغَانِيُّ . ومن أَمْثَالهِم عَثَرَ بأَشْرَسِ الدَّهْرِ أَي بالشدَّة . ويُقَالُ : هذا جَمَلٌ لم يُشْرَسْ أَي لم يُرَضْ ولم يُذَلَّلْ وهو مَجازٌ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : مَكانٌ شَرْسٌ بالفَتْح وشَرَاسٌ كسَحابٍ : خَشِنٌ غليظٌ صُلْبٌ وفي المُحْكَم : خَشِنُ المَسِّ قال العَجَّاجُ :