الدَّيْسُ أَهملَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ وقال الصّاغَانِيُّ في آخرِ مادّة دوس الدَّيْسُ : الثَّدْيُ عِرَاقِيَّةٌ لا عَرَبِيَّةٌ . قلتُ : فإِذا كانَتْ ليستْ بعَرَبِيَّةٍ فما فائدةُ اسْتِدْرَاكِهَا على الجَوْهَرِيِّ الذي شَرَطَ في كِتَابِه أَلاّ يَأْتِيَ فيه إِلاَّ بما صَحَّ عِنْدَه وكأَنَّه قلَّدَ الصَّاغَانِيَّ فيما أَوردَه . فتأَمَّلْ . ودِيسَانُ بالكَسْرة : بهَرَاةَ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ أَيضاً . قلْت : وذكره الزَّمَخْشَرِيُّ أَيضاً في المُشْتَبِه ونَسَب إِليهَا رَجُلاً من المُتَأَخِّرِينَ مِمَّنْ حَدَّثَ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : دِيسوه بالكَسْر قريتان بمِصْرَ إِحداهما بالغَرْبِيَّة والثانية في حُوْفِ رَمْسِيسَ .
فصل الذال المُعْجَمة مع السِّين .
ذ ر ط س .
إِذْ رِيطُوسُ بالكَسْرِ أَهملَه الجَوْهَرِيُّ ونَقَلَه الأَزْهَرِيُّ وذكره صاحِبُ اللِّسَانٍ بإِهْمَالِ الدال . وذَكَرَه الصَّاغَانِيُّ في ط و س وقال : هو دَوَاء المَشْي والكَلِمَةُ رُومِيَّةُ فعُرِّبَتْ وقال ابنُ الأَعرَابِيِّ : هو الطُّوسُ . وقِيلَ في قَوْلِ رُؤْبَةَ : .
لَوْ كُنْتَ بَعْضَ الشَّارِبِينَ الطُّوسا ... مَا كَانَ إِلاَّ مِثْلَهُ مَسُوسَا إِنّ الطُّوسَ هنا : دَوَاءٌ يُشْرَبُ لِلْحِفْظِ وقيل : أَراد الإِذْرِيطُوسَ وهو من أَعْظَمِ الأَدْوِيَة فاقْتَصَر على بَعضِ حُرُوفِ الكَلِمَةِ . وقال آخَرُ : .
" بَارِكْ لَهُ فِي شُرْبِ إِذْرِيطُوسَا أَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ وسيأْتِي في مَوْضِعِه . قلْت : وهو ثياذ ريطوس سُمِّيَ باسْمِ المِلِكِ الذِي رُكِّبَ له وهو ثِياذ ريطوس من ملوكِ اليونانِيِّين وكان قَبْلَ جَالِينُوس : قال صاحِبُ الْمَنْهَاج : وهو تَرْكِيبٌ مُسْهِلٌ من غَيْر مَشَقًَّة ويَنْفَع من الأَمْرَاضِ العَتِيقَةِ ومن الامْتِلاءِ من الفُضُول اللَّزِجَة الغَلِظَة والنِّسْيَانِ وظُلْمَةِ البَصَر وعُسْر النَّفَس ويَنْفَعُ من سُدَد الكَبِدِ والطِّحَالِ ووَجَعِ الصَّدْرِ وضَعْف النَّفَس ويَغُوص في العُروق فيُذِيبُ الأَخْلاطَ ويُخْرِجُها في البَوْل ويَنفع من الخُنَاقِ والصَّرَع ويُقَوِّي الحَرَارَةَ الغَرِيزِيَّةَ ويُسْعَطُ منه بمقدار عَدَسَةٍ للصَّرَعِ واللَّقْوَةِ بماءِ الشَّهْدانِجِ . ثمّ ذَكَرَ تَرْكِيبَه من خَمْسَةٍ وعشرينَ جُزْءاً فراجِعْه .
ذ ف ط س .
ذَفْطَس الرَّجُلُ : ضَيَّع مالَه كدَفْطَسَ أَهملَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان ونقلَه الصّاغَانِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ وهكذا ذكره الأَصْمَعِيُّ أَيضاً . وقد تقدَّم أَنَّ الصَّوَابَ فيه بالدّالِ المُهْمَلَةِ كما هو في نُسَخ النَّوادِرِ .
فصل الراءِ مع السين .
ر أَ س .
الرَّأْسُ : م أَي معروفٌ وأَجْمَعُوا على أَنَّه مُذَكَّرٌ . والرَّأْسُ : أَعْلَى كُلِّ شيْءٍ . ومن المَجَازِ : الرَّأْسُ : سَيِّدُ القَوْمِ كالرَّيِّسِ ككَيِّسٍ . والرَّئِيسِ كأَمِيرٍ . قالَ الكُمَيْتُ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ ابنَ سُلَيْمَانَ الهاشِمِيَّ : .
تَلْقَى الأَمَانَ عَلَى حِيَاضِ مُحَمَّد ... ثَوْلاَءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ .
لاَ ذِي تَخَافُ ولاَ لِهذَا جُرْأَةٌ ... تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ الرَّيِّسُ والثَّوْلاءُ : النَّعْجَةُ . والمُخْرِفَةُ . الَّتِي لَهَا خَرُوفٌ يَتْبَعُهَا ضَرَبَ ذلِكَ مَثَلاً لعَدْلِه وإِنْصَافِه حتَّى إِنّه لَيَشْرَبُ الذِّئْبُ والشَّاةُ من ماءٍ وَاحدٍ ج أَرْؤُسٌ في القِلَّةِ وآرَاسٌ على القَلْبِ ورُؤُوسٌ في الكَثْرَةِ ولم يَقْلِبُوا هذِه ورُؤْسٌ وهذِه عَلَى الحَذْفِ . قال امْرُؤُ القَيْسِ : .
" فيَوْماً إِلَى أَهْلِي ويَوْماً إِليْكُمُويَوْماً أَحُطُّ الخَيْلَ مِنْ رُؤْسِ أَجْبَالِ وأَمّا الرَّئِيسُ فيُجْمَع على الرُّؤَسَاءِ . والعامَّةُ تَقُولُ : الرُّيَسَاء . والرَّأْسُ : القُوْمُ إِذا كَثُرُوا وعَزُّوا نقَلَه الأَصْمَعِيُّ . قال عَمْرُو بنُ كُلْثُومٍ : .
بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ بَكْرٍ ... نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَةَ وَالْحُزُونَاَ