" وقَالُوا عَلَيْكَ ابنَ الزُّبَيْرِ فلُذْ بِهِأَبَى الله أَنْ أَخْزَى وعِزٌّ خُنَابِسُ والخُنَابِسُ مِن اللَّيَالِي : الشَّدِيدُ الظُّلْمَةِ . والخُنَابِسُ : الرَّجُلُ الضَّخْمُ الذي تَعْلوه كَرْدَمَةٌ قاله زيدُ ابن كثْوَةَ كالخَنْبَسِ كجَعْفَرٍ ج خُنَابِسُون وأَنْشَدَ الإِيَادِيُّ : .
لَيْث يَخَافُكَ خُوْفَه ... جَهْمٌ ضُبارِمَةٌ خُنَابِسْ وخِنْبِس بن عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بالكَسْر أَي كزِبْرِجٍ جاهِلِيٌّ وهو جَدٌّ لهُدْبَةَ بنِ خَشْرَمٍ وجَدٌّ لزِيادَةَ بن زَيْدٍ الشَّاعِرَيْن . فأَمّا خَشْرَمٌ فهو ابنُ كُرْزِ بنِ إِبي حَيَّةَ بنِ الأَسْحَمِ بنِ عامِر بنِ ثَعْلَبَةَ ابنِ قُرَّةَ بنِ خِنْبِسٍ . وأَمّا زيدٌ فهو ابنُ مالِكِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ قَرَّةَ بنِ خِنْبِسٍ المَذْكُور . ودُعْجَةُ بن خَنْبَسٍ بالفَتْح ابنِ ضَيْغَمِ بنِ جَحْشَنَةَ بنِ الرَّبِيعِ بنِ زِيَادِ بنِ سَلاَمَة بنِ خَنْبَس شاعِرٌ فارِس قُتِل في آخِر خِلافَةِ عُثْمَانَ رضي الله تَعَالَى عنه ذَكَرَهُ ابن الكَلْبِيّ . قالَ الصّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَةِ : وهو فارِسُ العَرَادَة . وهو غلطٌ . والصَّوابُ أَنَّ فارِسَ العَرَادَةِ جَدُّه كما نَقَلَهُ الحافِظ عن ابنِ الكَلْبِيِّ ونَقَلَه على الصَّوَابِ في العُبَابِ في ع . ر د وأنَّ فارِسَ العَرَادَةِ هو هُبَيْرةُ ابن عبدِ مَنَاف اليَرْبُوعِيُّ . وخَنْبَسَ الرَّجُلُ : قَسَمَ الغَنِيمَةَ ذكرَه الصاغَانِيُّ في خَنْبَس والنون زائدة ويَدُلُّك عليه ما تقدَّم من قوله : الخُبَاسَاءُ من الغَنِيمَة : ما يُخَبَّسُ فتأَمَّلْ : وخَنْبَسَةُ الأَسَدِ : تَرَارَتُهُ أَوِ مِشْيَتُه . ويقال : جَرَاءَتُه . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : الخَنَّبُوسُ بتَشْدِيدِ النُّونِ المفتوحَة : الحَجَرُ القَدَّاحُ . ذكرَه الصاغانِيُّ باللام وقلَّده المصنِّف وسيأْتِي أَيضاً في خ ن ب ل س . والخُنَابِسَةُ : اللَّبُؤةُ التي اسْتَبانَ حَمْلُهَا . كذا في العُبَابِ .
خ ن س .
خَنَسَ عنه يَخْنِسُ بالكَسْر ويَخْنُسُ بالضَّمّ خَنْساً بالفَتْح وخُنُوساً كقُعُود وخُنَاساً كغُرَابٍ : تأَخَّرَ وانْقَبَضَ كانْخَنَسَ واخْتَنَسَ وبكِلَيْهما رُوِيَ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ رضِيَ الله عنه . وخَنَسَ زَيْداً : أَخَّرَه . لازِمٌ مُتَعَدٍّ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن الفَرَّاءِ والأُمَوِيِّ . وفي التَّهْذِيبِ : خَنَسَ في كلام العَرَبِ يكون لازِماً ويكونُ مُتَعَدِّياً . يقال : خَنَسْتُ فُلاناً فَخَنَس أَي أَخَّرْتُه فتأَخَّرَ كأَخْنَسَهُ وهو الأَكثَرُ والذي رَوَاهُ أَبو عُبَيْد عن الفَرّاءِ والأُمَوِيّ خِلاف ما نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عنهما . ونَصُّهما : خَنَسَ الرجُلُ يَخْنِسُ وأَخْنَسْتُه بالأَلف . قال الأَزْهَرِيّ : وأَنشَدَ أَبو بَكْرٍ الإِيَادِيّ لشاعرٍ قَدِمَ على النَّبِيِّ صلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم فأَنْشَدَه من أَبْيَاتٍ . قالَ الصّاغَانِيُّ : هو العَلاَءُ بن الحَضْرِمِيِّ : .
" وإِنْ دَحَسُوا بالشَّرِّ فَاعْفُ تَكَرُّماًوإِنْ خَنَسُوا عَنْكَ الحَدِيثَ فلا تَسَلْ قال : وهذا حُجَّةٌ لمَنْ جَعَلَ خَنَسَ وَاقِعاً . وممَّا يدُلّ على صِحَّة هذه اللُّغَة أَيضاً قولهُم : خَنَسَ الإِبْهَامَ أَي قَبَضَهَا . وقد رُوِيَ عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم أَنَّه قالَ : الشَّهْرُ هكذا وهكذا وخَنَسَ إِصْبَعَه في الثّالِثَة أَي قَبَضَهَا يُعْلِمُهم أَنَّ الشَّهْرَ يكونُ تِسْعاً وعِشْرِين