الحَدْس : المُضِيُّ على استِقامةٍ قيل : على طريقةٍ مُستَمِرَّةٍ كذا نصُّ العُباب ونصّ الأَزْهَرِيّ : على غيرِ طريقةٍ مُستَمِرَّةٍ وقال الأُمَويُّ : حَدَسَ في الأرضِ وعَدَسَ يَحْدِسُ ويَعْدِسُ إذا ذَهَبَ فيها . الحَدْس : إضْجاعُ الشاةِ للذَّبْح عن الصَّاغانِيّ وقد حَدَسَها وحَدَسَ بها . الحَدْس : إناخةُ الناقةِ وقد حَدَسَها وحَدَسَ بها عن ابنِ دُرَيْدٍ وقيل : أناخَها ثمّ وَجَأَ بشَفرَتِه في نَحْرِها وعن ابنِ دُرَيْدٍ : إذا وَجَأَ في سَبَلَتِها أي نَحْرِها . من الأوّلِ المثَلُ السائرُ حَدَسَ لهم وروى أبو زيد : حَدَسَهم بمُطفِئَةِ الرَّضْفِ أي ذَبَحَ لهم شاةً مَهْزُولةً تُطفِئُ النارَ ولا تَنْضَج . ذَكَرَه أبو عُبَيْدة وزاد : أو سَمينةً وقال الأَزْهَرِيّ : معناه أنّه ذَبَحَ لأَضْيافِه الشاةَ سَمينةً أَطْفَأَتْ من شَحْمِها تلكَ الرَّضْفَ . وقال ابنُ كُناسَة : تقول العربُ . إذا أمسى النجمُ قِمَّ الرأس ففي الدارِ فاخْنِسْ وفي بَيْتِكَ فاجْلِسْ وعُظْماهُنَّ فاحْدِسْ وإنْ سُئِلْتَ فاعْبِسْ وأَنْهِسْ بَنيكَ وانْهَسْ . قولُه : عُظْماهُنَّ فاحْدِسْ معناه انْحَرْ أَعْظَمَ الإبلِ وقيل : قولُهم : فاحْدِسْ من حَدَسْتُ الأمورَ : تَوَهَّمْتُها كأنّه يريد : تخَيَّرْ بوَهمِكَ عُظْماهُنَّ . وَحَدَسٌ مُحرّكةً : قومٌ كانوا على عهدِ سيِّدِنا سُلَيْمان عليه السلام وكانوا يَعْنُفون على البِغالِ فإذا ذُكِروا نَفَرَتِ البِغالُ خَوْفَاً لما كانت لَقِيَتْ منهم نَقَلَه الصَّاغانِيّ عن ابنِ أَرْقَم الكُوفيِّ . فصارَ زَجْرَاً لهم . وقيل : حَدَسْ وعَدَسْ : اسما بَغَّالَيْن على عهدِ سيّدِنا سُلَيْمان عليه السلام قال الصَّاغانِيّ : وقولُ ابنِ أَرْقَمَ يُقَوِّي قولَ من قال : حَدَسْ في زَجْرِ البِغال وفي اللِّسان : والعربُ تَخْتَلِفُ في زَجْرِ البِغال فبَعضٌ يقول : حَدَسْ وبعضٌ يقول عَدَسْ . قال الأَزْهَرِيّ : وَعَدَسْ أكثرُ من حَدَسْ وسيأتي . وبَنو حَدَسٍ : بطنٌ عظيمٌ من العربِ من لَخْمٍ وهو حَدَسُ بنُ أُرَيْش بنِ إراش بنِ جَزيلة بنِ لَخْم ومنه قولُ الشاعر : .
لا تَخْبِزا خَبْزَاً وبُسّا بَسَّا ... مَلْسَاً بذَوْدِ الحَدَسِيِّ مَلْسَا وقيل : هم بالجيم وقد تقدّم . ووَكيعُ بنُ حُدُسٍ كما قاله يَزيدُ بنُ هارونَ وأحمدُ بنُ حَنْبَل أو عُدُسٍ بضمَّتَيْن فيهما : تابِعِيٌّ وجعله الحافظُ من الصَّحابة في التبصير وفيه نَظَرٌ . قال ابن السِّكِّيت : يقال : بَلَغْتُ به الحِدَاس بالكَسْر أي الغايةَ التي يُجرَى إليها أو أَبْلَغ ولا تَقُلْ : الإداس . والمَحْدِس كمَجْلِسٍ : المَطْلِب ويقال : فلانٌ بعيدُ المَحْدِس وقال الشاعر : .
" أُهدي ثَناءً مِن بَعيدٍ المَحْدِسِ وَتَحَدَّسَ الأخبارَ وَتَحَدَّسَ عنها : تخَبَّرَها وأرادَ أن يَعْلَمَها من حيثُ لا يُعلَمُ به وفي المُحكَم : وأراغَها ليَعلمَها من حيثُ لا يَعْرِفون به وقال أبو زَيْدٍ : تحَدَّسْتُ عن الأخبارِ تحَدُّساً وَتَنَدَّسْتُ عنها تنَدُّساً وَتَوَجَّسْتُ إذا كنتَ تُريغُ أخبارَ الناسِ لتعلَمَها من حيثُ لا يعلمون . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : حَدَسَ الكلامَ على عَواهنِه إذا تعَسَّفَه ولم يَتَوَقَّه . وقاله بالحَدْس أي بالفِراسَة . والحَدْس : النظَرُ الخَفيُّ ومنه : الحِنْدِس وسيأتي . والحَدْس : الضربُ والذَّهابُ في الأرضِ على غيرِ هِدايَة . وحَدَسْتُ بسَهمٍ : رَمَيْتُ . والحَدَّاس : الظَّنَّان . والحَديس : المَصروعُ به في الأرضِ كالمَحْدوس . والحَدَس مُحرّكةً : بلدٌ بالشامِ . يَسْكُنه قومٌ من بني لَخْمٍ . والحَدُوسُ كصَبورٍ : الذي يرمي بنَفسِه في المَهالِك قال رُؤْبة : .
" قالتْ لماضٍ لم يَزَلْ حَدُوسا انظرْ بقِيَّتَه في عطس .
حرس