قال ابنُ الكَلبيِّ : بُسّ : بيتٌ لغَطَفانَ بنِ سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلان كانت تَعْبُده بناهُ ظالِمُ بنُ أَسْعَدَ بنِ رَبيعةَ بنِ مالِكِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ لمّا رأى قُرَيْشاً يَطوفون بالكَعبة ويَسْعَون بين الصَّفا والمَرْوةِ فَذَرَع البيتَ . ونصُّ العُباب : فَمَسَح البيت برِجْلِه عَرْضَه وطُولَه . وأخذ حَجَرَاً من الصَّفا وَحَجَراً من المَروَةِ فَرَجَع إلى قَوْمِه وقال : يا مَعْشَرَ غَطَفَانَ لقُرَيشٍ بيتٌ يطوفونَ حَوْلَه والصَّفا والمَروةُ وليس لكم شيءٌ فبنى بيتاً على قَدْرِ البيت وَوَضَع الحجَرَيْنِ فقال : هذان الصَّفا والمَروَة . فاجْتَزَؤُوا به عن الحَجّ فأغارَ زُهَيْرُ بنُ جَنَاب بنِ هُبَل بن عَبْد الله بنِ كِنانةَ الكلبيُّ فَقَتَل ظالِماً وَهَدَمَ بِناءَه وقد تقدّمَ للمُصنِّفِ في عزز أنّ العُزَّى سَمُرَةٌ عَبَدَتْها غَطَفَانُ أوّلُ من اتَّخذَها ظالمُ بنُ أَسْعَدَ فوقَ ذاتِ عِرْقٍ إلى البُسْتان بتِسعةِ أَمْيَالٍ بنى عليها بَيْتَاً وسَمّاهُ بُسَّاً وأقامَ لها سَدَنَةً فَيَعَث إليها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم خالدَ بنَ الوليد Bه فَهَدَم البيتَ وأَحْرَقَ السَّمُرَةَ فانظرْ هذا مع كلامِه هنا ففيه نَوْعُ مُخالَفَةٍ ولعلّ هذا البيتَ هُدِمَ مرَّتَيْن مرَّةً في الجاهِليَّةِ على يَدِ زُهَيْرٍ وقُتِلَ إذْ ذاكَ بانِيه ظالِمٌ والمرَّةُ الثانية عامَ الفَتح على يدِ خالدِ بنِ الوليد رضي اللهُ تعالى عنه وقُتِلَ إذ ذاكَ سادِنُه رَبيعةُ بنُ جَريرٍ السُّلَميُّ ولو قال : وبُسٌّ : بيتٌ لغَطَفانَ هي العُزَّى كان قد أصابَ في جَوْدَةِ الاقْتِصار على أنّ الصَّاغانِيّ ذكرَ فيه لغةً أُخرى وهي بُساءُ بالضَّمّ والمَدِّ فتَرْكُه قُصورٌ وقولُه : جبَلٌ قُربَ ذاتِ عِرْقٍ وأرضٌ لبَني نَصْر ثم قولُه : وبَيتٌ لغَطَفانَ كلُّ ذلك واحدٌ فإنّهم صرَّحوا أنّ أرضَ نَصْر هذه هي الجبالُ التي فوقَ النَّخلَةِ الشّامِيَّةِ بذاتِ عِرْقٍ وبه سُمِّيَ البيتُ المَذكور وبنو نَصْرِ بنِ مُعاويةَ مع غَطَفَان شيءٌ واحدٌ ؛ لأنّهم أبناءُ عمٍّ أَقْرِباء فَغَطَفانُ هو ابنُ سعدِ بنِ قَيْسِ عَيْلان ونَصرٌ هو ابنُ مُعاويةَ بنِ بَكْرِ بن هَوازِنَ بنِ مَنْصُورِ بنِ عِكْرِمَةَ بنِ خَصَفَةَ بنِ قَيْسِ عَيْلان ولبَني كَلْبٍ يَدٌ بيضاءُ في نُصْرَتِهم لقُريشٍ حين بَنَوْا الكَعبةَ ذَكَرَ ابنُ الكَلبيِّ في الأَنْسابِ ما نصُّه : من بني عَبْد الله بنِ هُبَلَ بنِ أبي سالِمٍ الذي أتى قُرَيْشاً حين أرادوا بناءَ الكعبةِ ومعه مالٌ فقال : دَعوني أَشْرَكْكُم في بِنائِها فَأَذِنوا له فَبَنَى جانِبَه الأَيْمن . والبَسْبَس : القَفْرُ الخالي لغةٌ في السَّبْسَب وَزَعَمَ يعقوبُ أنّه من المَقلوب وبهما رُوِيَ قولُ قُسٍّ : فَبَيْنَما أنا أَجُولُ بسَبْسَبِها . البَسْبَس : شجرٌ تُتَّخَذُ منه الرِّحالُ قاله الليث أو الصوابُ السَّبْسَبُ بالباء وقد تَصحَّفَ على الليث قاله الأَزْهَرِيّ . بَسْبَسُ بنُ عمروٍ الجُهَنِيُّ الصحابيُّ حليفُ الأنصار شَهِدَ بَدْرَاً وبُعِثَ عَيْنَاً للعِير ويقال : بَسْبَسةُ بهاءٍ . منَ المَجاز : التُّرَّهاتُ البَسابِس وربّما قالوا : تُرَّهاتُ البَسابِس بالإضافةِ هي : الباطلُ وفَسَّره الجَوْهَرِيّ بالأباطيل . قال الجَوْهَرِيّ : البَسابِسَة : نبتٌ ولم يَزِدْ وقال أبو حَنيفةَ : البَسْباسُ من النبات : الطَّيِّبُ الرِّيح وزعمَ بعضُ الرُّواةُ أنّه النانخاه . قلتُ : الصوابُ هما بَسْبَاسَتان إحداهما : شجرةٌ تَعْرِفُها العربُ قاله الأَزْهَرِيُّ قال الصَّاغانِيّ : ويأكُلُها الناسُ والماشيةُ تَذْكُرُ بها رِيحَ الجَزَرِ وطَعْمَه إذا أَكَلْتَها . قلتُ : وهو قولُ أبي زِيادٍ . زاد الصَّاغانِيّ : مَنْبِتُها الحُزُون والأُخرى : أَوْرَاقٌ صُفْرٌ طَيِّبةُ الرّيِح تُجلَبُ من الهِند قال صاحبُ المنهاج : وقيل : إنّه قُشورُ جَوْز بَوا وأنّ قُوَّتَه كقُوَّةِ النار مشك وأَلْطَف منه وهذه هي التي تَسْتَعمِلُها الأطبّاءُ ويريدونها إذا أَطْلَقوا ولكنّهم يَكْسِرون الأوّلَ وكلُّ واحدةٍ منها غيرُ الأُخرى . وبَسْبَاسةُ : امرأةٌ من بني أسَدٍ وإيّاها عنى امرؤُ القَيسِ بقولِه :